كانت عقارب الساعة تلامس منتصف الليل.. ها هو الباب يدقّ قرعة أو قرعتين كالعادة.. صاحب الدار يقترب ليسأل من الطارق فلا مُجيب.. ينظر في "العين السحرية" دون أن يجد في الخارج أحداً.
وحده السكون والظلام يُخيّمان على منور البناية ويدفعان سكانها إلى وصد أبواب منازلهم ليلاً وتحذيرهم من عدم فتحها لأيّ كان مع ضرورة أخذ الحيطة من "شبح الليل".
..الرعب الذي يسكن نفوس أهل منطقة طبرجا، أخذ يكبر يوماً بعد يوم، وراحت الهواجس تقضّ مضاجع الكبار قبل الصغار، الى أن جنّد شباب المنطقة أنفسهم حراس ليل، ثابتين ومتجولين لكشف حقيقة هذا الشبح المخيف.. أيام قليلة وإذا بهم ينقضون على "قارع الأبواب الخفي"، يضبطونه بالجرم المشهود ويتصلون بالقوى الأمنية التي أرسلت دورية سريعة عملت على توقيفه.
أُخضع الشاب "الشبح" للتحقيق لمعرفة دوافع تهجمه على منازل السكان منتصف الليل وزرع الرعب في نفوسهم، لكن حالة السُكر والضياع التي بدا فيها، أوحت بأنه إنسان غير طبيعي.. أحيل الموقوف "ح" أمام مكتب مكافحة المخدرات المركزي، وهناك أقرّ بتعاطيه حشيشة الكيف والادمان عليها منذ خمس سنوات، زاعماً أنه يشتريها من الأخوين "ق" و"خ" لقاء مبلغ 10 آلاف او 20 ألف ليرة للقطعة الواحدة. غير أن هذه الرواية تراجع عنها أمام الهيئة الاتهامية، نافياً تعاطيه المخدرات أو شرائها من أحد، لكنّه يتناول حبوب أعصاب بسبب وضعه النفسي.
إستُدعي والد الشاب للتحقيق، فأكّد بدوره بأنّ ابنه يخضع لعلاج لدى طبيب مختص، كما لاحظ مستشار "الهيئة" أنّ وضعه الظاهر غير طبيعي. وباستجواب "ق" و"خ" أنكر كلّ منهما ما نُسب اليه، وعزا أحدهما ما جاء على لسان الموقوف، كون شقيقه الأكبر كان يُريد ان يخطب شقيقة "ح" وحصلت مشاكل بينهما.
محكمة الجنايات في جبل لبنان برئاسة القاضي فيصل حيدر، أعلنت براءة الشقيقين من جرم الإتجار بالمخدرات، نظراً لخلو سجلهما من الأسبقيات ولإنكارهما التهمة ولتراجع الظنين عن أقواله الاولية حيث أكّد أنّه لم يع ِما يقوله، فيما منعت المحاكمة عن "قارع الابواب الخفي" نظراً لوضعه النفسي.
لبنان 24