أثار سد جنة موجة غضب عارمة على صعيد السياسيين وسارعت إحدى القنوات التلفزيونية إلى تبني الموضوع في حلقة خاصة لإيجاد الحلول ودراسة مختلف وجهات النظر والمؤسف في الموضوع أنه حتى الآن لا جهة رسمية تحركت لإنقاذ نهر الليطاني رغم الحملات الدائمة (انقذوا نهر الليطاني.. سكروا المرامل _ معا لإنقاذ نهر الليطاني).
هذا النهر الذي تحدثنا سابقًا عن منبعه ما زال في طي النسيان وما زال السكان يعلقون آمالهم على المعنيين لحل هذه المعضلة فما بين اللون الصافي واللون الأحمر الناتج عن مياه الصرف الصحي ونفايات المصانع تغير وما بين أصحاب المرامل غير المهتمين وأصحاب الخير ينتظر نهر الليطاني إنتصار الخير على الشر ليعود صافيًا كما كان يتباهى الناظر بعكس وجهه في الماء ويتنشق محب المناظر الطبيعية رائحة الشجر العابقة برائحة التراب التي تحمله الى عالم الراحة والهدوء النفسي الذي نفتقر اليه في وقتنا الراهن.
يقول أحد الكبار في السن: رزق الله كنا ننزل نطبخ على الحطب وما حدا يقلك لازم تقعدي عالطاولة، كنا نغسل وننشر الغسيلات على الإندول، ونشرب من النهر، والله يا بنتي انتو خسرتوا لهالنهر، صار كلو امراض من الوسخ" ويضيف بتساؤل " هلأ فيكن تعبوا من النهر ماي وتعملوا شاي ؟" ليجيب بحسرة " لا والله".
وفي سياق هذه المأساة ، نطالب وسائل الاعلام اللبنانية الإهتمام بهذا الأمر ووضعه في عين الإعتبار كما سد جنة، وربما إلى السياسيين الذين لا مصلحة لهم في المرامل التحرك لإنقاذ الليطاني إسوة بغيره لأنه في النهاية ليس هناك نهر " بسمنة ونهر بزيت".