حضرت الأجواء التي سادت الانتخابات البلدية، وما ترتب عليها من تداعيات سياسية بامتياز في الجلسة 23 للحوار الثنائي بين "تيار المستقبل" و"حزب الله" برعاية رئيس المجلس النيابي نبيه بري.
وعلمت "الحياة" من مصادر مقربة من المتحاورين أن الجلسة التي عقدت ليل أول من أمس في مقر الرئاسة الثانية تناولت الانتخابات البلدية من الوجهة السياسية وتداعياتها داخلياً، وأن المجتمعين نوهوا بإنجاز هذا الاستحقاق البلدي وما ساده من أجواء ديموقراطية إيجابية في كل المحافظات اللبنانية، والدور الذي قام به وزير الداخلية نهاد المشنوق والأجهزة الأمنية والعسكرية في توفير الحماية الأمنية لإنجازها.
وشارك في هذه الجلسة عن "المستقبل" نادر الحريري مدير مكتب الرئيس سعد الحريري والوزير المشنوق والنائب سمير الجسر، وعن "حزب الله" المعاون السياسي لأمينه العام حسين خليل والوزير حسين الحاج حسن والنائب حسن فضل الله. إضافة إلى ممثل بري الوزير علي حسن خليل.
ولفتت المصادر ذاتها إلى الموقف الذي عبّر عنه الحريري في قراءته للأجواء التي سادت الانتخابات البلدية ونقلت عنه قوله أن خطاب المواجهة مع "حزب الله" والخروج من الحكومة خطاب يلقى التجاوب الشعبي، ونحن في "المستقبل" ندفع شعبياً ثمن "التسويات"، أي الجهود التي نقوم بها لتحييد لبنان عن الحرائق المشتعلة من حوله، لأننا ننطلق من رغبة صادقة في منع انهيار البلد وتفعيل مؤسساته الدستورية وتوفير الشروط لتكون الحكومة منتجة. وأضاف الحريري - وفق المصادر - أن "المستقبل" ليس هو من يعيق انتخاب رئيس جمهورية أو يقف في وجه الجهود لتفعيل الحكومة وإخراجها من الشلل الذي هو نتيجة إقحامها في معظم الأحيان في مناكفات عبثية أدت إلى عدم التفاتها كما يجب إلى حاجات المواطنين. ولفت الحريري إلى أن "المستقبل" لا يلمس في المقابل أي تجاوب "وكنا أول من دعا إلى الحوار لتنفيس الاحتقان المذهبي والطائفي، والبحث عن مخارج للأزمة".
وسأل الحريري، موجهاً كلامه إلى وفد "حزب الله": ما الجدوى من عدم التجاوب، وهل يريد الحزب أن يستمر في مواقفه على ما هي عليه الآن، وما المانع من أن نستحضر عدة الشغل ذاتها، فهذا أمر سهل لكن من يدفع الثمن. وما الجدوى من استنزاف هذا الحوار؟ وتبين أن الحريري أراد أن يوجه رسالة إلى "حزب الله" الذي استمع إليها من خلال وفده من دون أي تعليق.
وكشفت المصادر عينها أن المجتمعين أجمعوا، في ضوء الأجواء التي سيطرت على إنجاز الاستحقاق البلدي، على أن لا مشكلة في إجراء الانتخابات النيابية وأن التمديد مجدداً للبرلمان لن يحصل، لكنها قالت أن الحاضرين لم يتطرقوا إلى التفاصيل المتعلقة بالنقاش الدائر داخل اللجان النيابية المشتركة حول قانون الانتخاب الجديد الذي لن يغيب عن طاولة الحوار الوطني الموسع في جلسته المقبلة في 21 حزيران الجاري.
وتقرر عقد الجلسة المقبلة للحوار الثنائي في 29 الجاري.
وأجرى المشنوق لقاءات امس، في القاهرة مع مسؤولين مصريين وفي مقدمهم وزير الخارجية سامح شكري، وعرض معه مجمل القضايا الإقليمية وسبل تعزيز التعاون بين البلدين. ورافق المشنوق مستشاره ماهر أبو الخدود، وعادا إلى بيروت.
(الحياة)