كيلوغرام من السكر لـ "تحلية" كباية شاي كان ينقله السوري فضل لله درّة الى جرود عرسال لـ"الشغيلة" الذين كانوا يعملون في بستان يملكه لحصاد موسم الكرز في تلك الجرود، عندما "استولى" عليه الارهابيون.
لم يكن هؤلاء "العمال" سوى اولاده الخمسة وزوجته وجيرانه واقربائه، نافياً ان يكون قد عمد الى نقل السكر او اي مواد اخرى الى الارهابيين المتمركزين في الجرود "فأنا اكرههم ولا اطيقهم فهم شرّدونا وانا ضد شخص يذبح او يقتل"، ليعود ويقول ان المسلحين كانوا "يشلّحونه السكر والخبز فقط" اثناء نقله الطعام الى "الشغيلة" في بستان الكرز، فيما كانوا يدفعون له ثمن الكرز الذي كانوا يشترونه منه.
ودرّة وهو حدّاد إفرنجي، متهم بمساعدة ارهابيين في إتمام اعمالهم الاجرامية عبر تصفيح سيارات تابعة لهم، فنفى امس امام المحكمة العسكرية التهمة الموجهة اليه، وقال بانفعال مصطنع: "انا ضدهم، فهم شرّدونا من بيوتنا"، واضاف بالوتيرة نفسها: "لا اطيقهم، وانا ضد كل شخض يذبح ويقتل كما يفعلون".
وبسؤاله اوضح انه يسكن حاليا في بلدة النبي عثمان ولديه سبعة اولاد، وكان قد انتقل من بلدته جريدية في القلمون السورية بعدما طُردت جميع العائلات من بيوتها.
وهل انت مؤيد للثورة السورية - سأله رئيس المحكمة العميد الركن الطيار خليل ابراهيم - فلم يجب درّة ليوضح رداً على سؤال عن علاقته بمواطنه امين غرلي (المطلوب للقضاء) ان الاخير كان زميله في المدرسة وقد "إبتعد عنه" بعد ان حمل السلاح "وسمعت من العالم انه اصبح مع داعش وموجود في الجرود".
ولماذا كان المسلحون يترددون الى مرأب يملكه في عرسال لتصليح سياراتهم قال درّة بعصبية: "غصباً عني، كنت مجبرا على ذلك تحت التهديد، والله العظيم اكرههم".
واين كان اثناء "احداث عرسال" اجاب: "انا انتقلت للعمل في النبي عثمان وسمعت ان مجموعة تابعة لابن امين غرلي شاركت في تلك الاحداث"، نافياً ان يكون قد شارك فيها وحجّته ان عمره (55 عاما) لا يسمح له بذلك.
وسئل عن سبب تردده الى الجرود وبحوزته طعام فاجاب: "املك بستان كرز وكنت اتردد الى الجرود لقطف الموسم، اما الطعام فكنت احمله للشغيلّة من سكر(كيلوغرام) وشاي، انما المسلحون كانوا "يشلّحوني السكر والخبز اما الكرز فكانوا يدفعون ثمنه.
وكم عدد العمال لديه قال: هم خمسة من اولادي وجيراني واقرباء لي".
وهل عملت على نقل السلاح للارهابيين في الجرود، انتفض درةّ قبل ان يجيب: "لا والله، انا ضدّ الظلم".
وقال المتهم عن فراس حسين انه حضر الى خيمته اثناء وجوده في عرسال وعرض عليه شراء بندقية "يقولون عنها انها كلاشينكوف، واعلمه حسين ان البندقية هي "غنيمة" وكان يريد بيعها بمبلغ الف وخمسماية دولار" وانا قلت له روح الله بيبعت".
اما يوسف الحجيري فسمع عنه المتهم انه قُتل "بسبب نسوان".
واستوضحه رئيس المحكمة عن سبب عدم عودته الى قريته بعد ان باتت بعهدة النظام السوري فاجاب بان منزله قد هدّم وليس بمقدوره بناء منزل جديد.
ومساء اصدرت المحكمة حكماً قضى بسجن درّة مدة ستة اشهر وتغريمه مئتا الف ليرة.
(المستقبل)