لم يعد خافيا إصرار إيران على التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية. وهو ما عبر عنه غير مسؤول إيراني وفي مناسبات عديدة وبكل وضوح عن التحكم بالقرارات السياسية لبعض العواصم العربية من خلال الميليشيات التابعة لها. فبعد تصريح أحد المسؤولين الايرانيين عن أن طهران تتحكم بأربع عواصم عربية هي بيروت ودمشق وبغداد وصنعاء. وفي مناسبة أخرى فان أحدهم قال ان حدود إيران هي البحر المتوسط.
القادة الإيرانيون هم الذين يكشفون الحقائق عن السياسة التي يعتمدونها لتصدير ثورتهم إلى خارج الحدود بغية زعزعة الأمن والاستقرار في دول الخليج العربي خاصة وفي غيرها من الدول العربية بشكل عام.
تصريحات روحاني:
وفي هذا السياق فإن رئيس الجمهورية الإيرانية الشيخ حسن روحاني صرح مؤخرا بأن بلاده تتحمل مسؤولية حماية مراقد أهل البيت (ع ). مما يؤكد على أن هذه الحماية التي تدعيها طهران وتتحمل مسؤوليتها وتعلنها على رؤوس الأشهاد تعني التدخل المباشر في شؤون دول ذات سيادة توجد بها تلك المراقد الشريفة.
وهي وكما هو معلوم لدى الجميع دول كثيرة منها العراق وسوريا والسعودية ومصر. ولو كان في ذلك انتهاك للسيادة الوطنية ومخالفة للقانون الدولي وللمنظمات العالمية. مستفيدة من غض نظر المجتمع الدولي عن هذه السياسة الإيرانية وتدخلاتها الخارجية. بل أن بعض القوى العظمى يدعمها في انتهاج هذه السياسة ويشجعها على هذا السلوك ويؤمن لها الحماية.
سياسات التخريب:
وقد استطاعت إيران أن تحقق خطوات متقدمة في سياستها التخريبية وخصوصا بعد توقيعها الاتفاق النووي مع الدول الغربية وانتهاء زمن الحصار والعقوبات الدولية التي كانت مفروضة عليها إذ أنها تعمل على إثارة الاضطرابات السياسية والفتن الطائفية والمذهبية في المنطقة العربية.
ففي لبنان نجحت ومن خلال اداتها حزب الله ان تعطل مؤسسات الدولة. من مجلس الوزراء إلى المجلس النيابي إلى كافة الإدارات وصولا إلى وضع العراقيل للحؤول دون انتخاب رئيس للجمهورية. وقد مضى سنتين على الفراغ الرئاسي.
وفي سوريا فإن التدخل العسكري الإيراني المباشر وغير المباشر إلى جانب النظام ضد الشعب السوري ساهم في إطالة أمد الحروب التدميرية والتي كلفت السوريين أكثر من نصف مليون بين قتيل وجريح ومعوق وتهجير وتشريد أكثر من نصف الشعب السوري سوى الخراب والدمار الذي لحق بمعظم المدن والقرى السورية.
وفي العراق أيضا فإن الدعم الإيراني للميليشيات المذهبية التابعة لها أدى إلى تدمير كامل للبنى الاقتصادية والسياسية والإجتماعية والمعيشية فيه مما أوصل معظم الشعب العراقي إلى حافة الجوع والفقر رغم الثروات النفطية والمائية التي يمتلكها هذا البلد. وتفاقمت الأزمات العراقية أكثر بعد احتلال تنظيم داعش لأجزاء واسعة من الأراضي العراقية.
وكذلك في اليمن فإن الأمر لا يختلف كثيرا إذ ان تحريك إيران للحوثيين ودعمها لهم ولميليشيات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح ضد الشرعية أشعل نار حروبا أهلية بين القبائل اليمنية حولت اليمن السعيد إلى يمن يعيش أقسى درجات التعاسة والمأساوية. سيما وأن إيران تعمل على إفشال المفاوضات الجارية اليوم في الكويت بين الحوثيين والمملكة العربية السعودية.
واليوم وبعد تصريح الرئيس الإيراني عن مسؤولية بلاده عن حماية مراقد أهل البيت حيثما كانت يبرز السؤال الكبير وهو.... إلى أين تتجه أنظار إيران في القادم من الأيام؟ سيما وأنه يوجد مراقد لأهل البيت في مصر وفي السعودية.