الصديق المحامي نبيل الحلبي في قبضة قوى الأمن الداخلي بأمر من وزير الداخلية بتهمة القدح والذم، ليس من حكم في القضية المرفوعة من المشنوق إلى القضاء، القضية لم تزل أمام القضاء، فيما وزير الداخلية يبدو مستعجلاً ويشكو ربما من بطء القضاة.
نحن نشكو من بطء القضاء اللبناني والدولي، ربما يستحق المتهمون بجرائم عديدة ومنهم من صدرت بحقهم أحكام، ومنهم من رفضوا أصلاً المثول أمام القضاء كالمتهمين باغتيال الرئيس سعد الحريري، لكن وزير الداخلية لا يحرك جحافل قوى الأمن الداخلي للقبض عليهم.
نوح زعيتر على سبيل المثال لا الحصر، يخرج الأمين العام لحزب الله ويقول من يطلق النار في الهواء من محازبينا نحن نحاسبه، أماّ من هو من غير محازبينا فسنساعد القوى الامنية على محاسبته، هذا ليس قدحًا وذمًا بالدولة اللبنانية ولا بالدستور ولا بالقضاء، وزير الداخلية لا يستفز. أما القدح والذم الذي لم يثبت بحكم المحكمة بحق وزير الداخلية بعد، فيحرك القوى الأمنية ويستنفرها، فهي لا تنام على شبهة القدح والذم فقط إذا كان وزير الداخلية من يشكو منها.
إقرأ أيضًا: ما هي جريمة نبيل الحلبي؟
نبيل الحلبي المحامي والمناضل السلمي، لم يحمل السلاح لم يهدد به، لم يهدد يومًا بقطع اليد، لم يشتم رئيس الجمهورية، بل كان له فضل كبير في الإفراج عن جنود لبنانيين كانوا في قبضة جبهة النصرة، انجاز يستحق أن يمنح وسام من أجله. جريمتك يا نبيل أنك لا تحتمي بحزب مسلح، وليس لديك سلاح غير شرعي، وأنّ من تدافع عن حقوقهم ليسوا ممن يغلقون الشوارع، جريمتك يا صديقي أنّك منحاز للثوار في سورية، تخيل لو أنّك مع بشار الأسد وتهلل يوميًا للسيد حسن نصرالله على طريقة سالم زهران ووئام وهاب وتقدح وتذم يمنًا ويسارًا، هل كان من الممكن أن يطالك أذى من قوانا الامنية اللبنانية؟ بالتأكيد لا، بل لكنت من الذين لا يجرؤ رجل في القوى الأمنية على النظر في عيونهم، ذلك لأنك انت مع الأسد، ومع المقاومة، يحق لك ان تقدح وتذم ليس بسعد الحريري فحسب بل برئيس الجمهورية.
إقرأ أيضًا: نبيل الحلبي فقد حصانة المحاماة.. والداخلية: المحاماة لا تعني تجاوز القانون
في اعتقالك تثبيت لمقولة أنّ مسألة تطبيق القانون نسبية، كنا ننتظر أن نسمع خبر اعتقال قاتل وسام بليق الذي تعرف القوى الامنية أين تجده، كنّا ننتظر أن يسارع وزير الداخلية إلى إلقاء القبض على من لا يجد أيّ حرج في الخروج إلى شاشات التلفزة ليهدد ويتوعد ويفتخر أنّه قتل مظلومًا من بلدة عرسال.
نبيل الحلبي فخرك اليوم انك في أسر هذه السلطة، مجدك أنّك من بين قلة لبنانية تعلن بجرأة الاحرار أنّك إلى جانب الثوار السوريين بالكلمة والموقف وبالعمل الأقوى من الرصاص..ومن الغدر.