لم تنته الانتخابات البلدية بالجنوب بالرغم من إقفال صناديق الاقتراع منذ اكثر من اسبوع، واعلنت النتائج الرسمية صوريا، في معظم القرى والمدن والبلدات وبالرغم من خروج الشيخ نبيل قاووق على الاعلام مزهوا متفاخرا بما حصدته لوائح " التنمية والوفاء" من ارقام .
لم تكن قرية كفرصير بقضاء النبطية هي الضيعة الوحيدة التي اجلت فيها الانتخابات البلدية ، بسبب الاختلاف العميق بين حزب الله وحركة امل، وعدم الوصول الى اتفاق لتوزيع حصة الرئاسة بينهما، والتي ظهّرت حقيقة الاتفاق بين الطرفين من جهة وهشاشته والتصدع العميق الذي وإن حاولت قيادة الطرفين اخفاءه الا ان اصرار المستقلين الحقيقيين على مواجهة الثنائية المزعومة ساهمت الى حد كبير في كشف كذبة هذا التحالف.
صحيح ان الحدث الطرابلسي و "معجزة " اشرف ريفي وانتصاره الساحق على تكتل المال والسلطة والنفوذ هو الحدث الابرز في هذه اللحظة الا ان ما يحصل في الجنوب وداخل القرى لا يقل اهمية عن الحدث الشمالي حتى وان كان في الشمال اكثر وضوحا واسرع قطافا ف " لأ " الجنوبية وان نجحوا الى حد كبير بوأدها في صناديق الاقتراع، الا ان روحها وتردداتها لا تزال تنبض في معظم القرى ولو بعد الانتخابات، واهم تمظهرات حالات الرفض هو ما اصاب جدار الثنائية من خروقات وتشظي استطيع الادعاء بقرب تهاويه نهائيا وهذا ما نتلمسه من اخبار القرى والبلديات المنتخبة وما تعانيه من انعدام الثقة الكبيرة بين الطرفين.
فكل يوم تسمع بالجنوب عن مشكلة عويصة تواجهها قرية جديدة، فعرب صاليم التي تعتبر معقل لحركة امل قد طعنت فيها الحركة طعنات سوف تؤدي لحل المجلس البلدي فيها وكذلك هي الحال في كل من حاروف ويحمر وزوطر والمطرية اما جويا فالنتائج لم تعلن بعد حتى لحظة كتابة هذه الاسطر، اما في معركة فليس الجدل المحتدم والذي لا يزال مستمرا حتى اللحظة حول الصندوق الاخير فقط بل الارقام المتقاربة جدا بين لوائح الثنائية والمستقلين هو سيد الموقف والخرق المرتقب هو المتوقع المحسوم ان سارت الامور بشكلها القانوني في الخرايب تعتبر حركة امل انها تعرضت لخيانة موصوفة ويقول القيمون هناك ان هذه الانتخابات ستكون اخر انتخابات توافقية مع الحزب " الخائن "، اما في ديرقانون راس العين حيث التشطيب كان سيد الموقف والفارق مع المستقلين لا يتجاوز اصابع اليد فيحكى عن استحالة انتخاب رئيس وما طيردبا عنها ببعيدة اما صريفا فان الخرق الكبير الذي حصل قد يؤدي هو الاخر الى " تطيير" البلدية.
يضاف الى ما ذكرناه عشرات القرى والمدن التي تشهد الان معارك ما بعد الانتخابات كالقصيبة وحارة صيدا وكفررمان ودير انطار وتفاحتا وغيرها وغيرها مما لا يتسع المجال لذكره في هذه العجالة .
ختام القول ان في الجنوب ايضا كما في الشمال وكما في بيروت من قبل وبعلبك الهرمل يمكن القول ان تحولا كبيرا هو على وشك الحدوث، وان ما بعد الانتخابات البلدية 2016 هو حتما ليس كما قبلها، وقد استطاع المستقلون في الجنوب وقوى المجتمع المدني ومعهم بعض اليسار في بعض القرى ان يثبتوا بشكل واضح ان التحالف الشيعي هو اوهن من بيت العنكبوت .