بعد سلسلة من الزيارات واللقاءات التي قام بها منظمة الحج والزيارة الإيرانية للمسؤولين السعوديين في الرياض، لم يتطابق شروط الطرفين ليعلن الطرف الإيراني مساء الأمس - الأحد- على لسان وزير الثقافة والإشاد الإسلامي علي جنتي بأن الإيرانيين لا يمكن لهم أداء فريضة الحج في العام الجاري، محمّلاً المسؤولية على الطرف السعودي الذي يعرقل أمام الوصول إلى اتفاق في تفاصيل الإجراءات اللازمة لتأمين الحماية للحجاج الإيرانيين، وفق الوزير الإيراني.
طرح الطرف الإيراني مجموعة من الشروط خلال المفاوضات، وافق الطرف السعودي على معظمها، وأهمها منح تأشيرات الدخول إلى السعودية في إيران وليس عبر الطرف الثالث، وتأمين الخدمات القنصلية للحجاج الإيرانيين، بالرغم من استمرار قطع العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين، إلا أن بعض الشروط التي طرحها الطرف السعودي اثار استياء الإيرانيين، وأهمها منع رفع الشارات الإيرانية أمام الفنادق التي يسكنها الحجاج الإيرانيون، وأخذ المعلومات التفصيلية عن أعضاء بعثة المرشد الأعلى السيد الخامنئي، وسوابقهم ومنع مراسم دعاء كميل ومراسم البراءة من المشركين!
كما منعت السعودية الطرف الإيراني لاتخاذ تدابير لتأمين مراسم منا تجنباً مما حدث في العام الماضي من تدافع ذهبت ضحيته آلاف من الحجاج وبينمه 464 من الحجاج الإيرانيين.
إن إيران تتهم السعودوية بسوء التدبير وعدم الكفائة اللازمة لإجراء مراسم الحج، خاصة وأن المملكة لم تف بوعده بتقصي الحقيقة بعد حادث منا الماساوي، ولم تخرج تلك اللجنة المزعومة بأي تقرير يبين الحقيقة حول تلك المأساة.
إن إيران وعلى لسان المرشد الأعلى السيد الخامنئي صّرحت بأن الحادث لم يكن وراءه مؤامرة وتعمّد ولكنه ناتج من سوء التدبير، وتجنباً من تكراره، طالبت إيران بالسماح لها برفع خيم في مكان قريب من الحادث نفسه، حتى يمكن القيام بمساعدة الحجاج عند الطوارئ.
أما رفض السعودية السماح لمراسم دعاء كميل للحجاج الإيرانيين وتبريره بأن هكذا تجمعات قد تعيث حركة بقية الحجاج، مبكي ومضحك في نفس الوقت، حيث إن مراسم الحج معظمه دعاء ومناجاة وأن ميزة الحج هي تحويل الدعاء إلى حالة جماعية وأن دعاء كميل من أشرف الأدعية التوحيدية الصافية ليس فيه ما يثير تحفظ أي إنسان موحد فضلاً عن المسلمين.
والتوقيت المحدد لمراسم دعاء كميل هي ليلة الجمعة وعدد المشاركين في تلك المراسم عادة لا يتجاوز آلافاً من الحجاج وهم يقيمونها في خيمة البعثة الإيرانية وليس في الشوارع!
وبعيداً عن السياسة والساسة وما يسيسونه ويوسوسونه أو ما يوسوسهم يمكنني القول بأن المملكة إذا أصبحت عاجزة عن تأمين مراسم دعاء كميل للحجاج الإيرانيين لا تتسع خيمتهم أكثر من ثلاثة آلاف شخصاً فعليها أن تتخلى عن الحج وتترك أمر الحج للحجاج القادمين من كل حدب وصوب، كما يجب على الإيرانيين الذين خسروا 500 من حجاجهم خلال مراسم الحج في العام الماضي مقاطعة الحج الى أجل غير محدد.
وهذا القطع والمقاطعة خير لأرواح الحجاج!