سؤال محوري في خارطة الصراع السوري اذ ما الذي يدفع دولة للقتال في بلد آخر وعن نظام لا يشجع الدفاع عنه ؟
افترضه الكاتب ريز إرليخ في كتابه داخل سورية وحاول التقصيّ عنه مباشرة فوجد النظام الايراني يقارب الموضوع بمصالح قومية دفعت بالقيادة الايرانية الى تبني مقولة حرق البلد أو بقاء الأسد ...
يقول ريز بأن ايران قد شعرت بأنها مهددة من المحور السني المتحالف مع الولايات المتحدة و يمتد طول هذا التحالف من تركيا الى الأردن فالسعودية والامارات العربية بهدف تغيير النظام في سورية والذي سيترتب على أنقاضه تغيير طارىء على الخارطة الجيو سياسية في المنطقة ويشير الأستاذ الجامعي جويين غودرازي : اذا لم تتمكن سوريا من الاستمرار في كونها حليفة مطلقة لايران , فلن تسمح لها طهران بأن تتحول الى عدو , ولذلك لدى ايران القدرة على لعب دور تخريبي في سوريا .
لذا أرسلت ايران عام 2011 معدات لمكافحة الشغب الى السلطات السورية , كما قامت بتدريب قوى الشرطة فيها , وساهمت في أنشاء ميليشيات محلية اتبعت نمط عصابات الباسيج الايرانية التي لجأت الى الحاق الأذى الجسدي بمعارضي النظام وقتلهم , وطلبت من النخبة الحاكمة في سورية سحق المعارضة بضربها بكل قوّة وقسوة .
ويضيف الكاتب بأن ايران قد أرسلت مئات الخبراء بحرب المُدن الى سوريا , وافتخر قادة الحرس الثوري علناً بتدريبهم الميليشيات الموالية للأسد والتي عرفت بالشبيحة وقال الفريق محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري الايراني : إن الدفاع عن سوريا موضع فخر.
ولهذا تقول ايران بأن الحرب السورية ستستمر طالما أن الولايات المتحدة ومن معها من حلفاء توفر المال والسلاح للثوار , وتُجهد إيران دبلوماسيتها لإقناع الغرب بأن الثوار السُنة المتطرفين مصدر تهديد أكبر لهم من نظام الأسد .
ويكمل الكاتب مستعرضاً حضور ايران الكثيف في سوريا خاصة بعد أن تأكدّ لها استحالة حفظ النظام السوري دون تدخل مباشر بعيد سقوط كل المحافظات السورية بيد المعارضة .
ففي عام 2013 دخل ما بين 8,000و6,000 من عناصر حزب الله للقتال في سوريا واستطاع الحزب من إحراز نصر في القصير وبعد ذلك صعّد حزب الله وإيران من تدخلهما في سوريا ومنذ ذلك الوقت وهما يقاتلان عن نظام حزب البعث الذي خسر القدرة عن الدفاع عن نفسه وجاء المدد الروسي الجوي ليؤكد عجز الحزبين وايران في حرب ضروس لم تبدأ بعد .