اكتملت الاستعدادات لانطلاق الجولة الأخيرة من الانتخابات البلدية والاختيارية في الشمال وعكار، حيث يتوجه يوم غد الأحد حوالي 580 ألف ناخب شمالي، إلى صناديق الاقتراع لاختيار المجالس البلدية التي تقع عليها مسؤولية إزالة صفة الحرمان والإهمال عن كثير من المدن والبلدات والقرى الشمالية التي كانت على مدى السنوات الماضية أسيرة الإستبعاد والتهميش والحرمان الرسمي والحزبي الأمر الذي أدى إلى ارتفاع نسبة الأزمات الاجتماعية والفقر والبطالة والنزوح والهجرة والتسرّب المدرسي، وتعتبر منطقة الشمال من أكثر المناطق حرمانا في لبنان بالرغم من كونها تمثل ثقلا سياسيا وإجتماعيا وطائفيا للكثير من الشخصيات السياسية والكثير من الأحزاب اللبنانية .
الناخب الشمالي والخيارات الجديدة :
غدا الاحد سيكون الناخب الشمالي أمام خيارات جديدة وروح جديدة من خلال بورصة المرشحين الجدد التي طغت على السائد منذ عقود حيث تشهد الشمال ومدينة طرابلس تحديدا تنوعا كبيرا في الترشح للإنتخابات البلدية عبر لوائح متينة وقوية تشهدها طرابلس للمرة الأولى، وعليه فإن الناخب الطرابلسي سيكون امام امتحان الإختيار والتجديد، وأمام مسؤولية كبيرة في منح الصوت الذي قد يغير مسارات سياسية وإجتماعية عديدة في طرابلس خصوصا والشمال عموما .
وبانتظار نتائج الشمال فمن المتوقع أن تكون النتائج التي ستفرزها صناديق الإقتراع عاملا جديدا في تحديد أحجام القوى السياسية المختلفة في المنطقة، سواء كانت متحالفة أو متنافسة، ومن المتوقع أيضا أن ترسم هذه النتائج مشهداً جديداً للخريطة السياسية في الشمال، لا سيما بعد المستجدات التي طرأت مؤخراً، وقلبت المشهد السياسي في لبنان رأساً على عقب.
وتعتبر نتائج الإنتخابات البلدية في الشمال بتداعياتها وتأثيراتها استفتاءا على المشهد الانتخابي النيابي القادم إذ يحرص الزعماء والسياسيون على حشد طاقاتهم لمعرفة مستوى حضورهم ومستوى تمثيلهم الشعبي .
الزعامة السنية :
العنوان الأبرز لإنتخابات الشمال هو الزعامة السنية إذ أن هذه الإنتخابات ستحمل بنتائجها وتداعياتها إعادة تشكيل الزعامة السنية في الشمال وربما في لبنان، وخصوصا في ظل الإلتباسات الأخيرة التي حصلت داخل تيار المستقبل الذي كان المستهدف فيها الرئيس سعد الحريري الذي كان يستمد جزءا كبيرا من حضوره وزعامته من خال القدرة الشعبية الشمالية، وأما اليوم فإن المعطيات تشير إلى تشكل عدة زعامات وكلها تخوض المعركة الإنتخابية على قاعدة أنها الأقوى أو على قاعدة الاستفتاء في تحديد الزعامات والأحجام السياسية والشعبية.
ومن هنا فإن الناخب الشمالي سيكون غدا على موعد تحديد المسار والمصير، المسار الجديد الذي سيحدده من خلال صوته واقتراعه، والمصير الذي يريده من خلال المشاركة في هذه الإنتخابات، لذلك فإن الخيارات المتوفرة ربما ستكون صعبة على الناخب الشمالي عموما والطرابلسي خصوصا .