يقول الله تعالى في كتابه المجيد :
( ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ) الأعراف/ 55 أي أدعوا ربكم بصوت مستور مكتوم متواري عن أسماع الناس لأن الصوت الجهري المرتفع والصاخب هو عدوان على مشاعر الناس وأعصابهم { ولا يُطَاعُ الله من حيث يُعْصَى }
وقال العلماء الفقهاء :
أدعوا ربكم بتذلل وخشوع وبصوت مستور وخفي لأنه إذا ارتفع الصوت امتزج بالرياء لأن النفس شديدة الميل وعظيمة الرغبة في الرياء وحب السمعة والشهرة ، وإن الله لا يحب المعتدين : أي إن من الإعتداء على الناس رفع الصوت في الدعاء .
وَرُوِيَ عن النبي ص أنه قال : { إرفقوا على أنفسكم إنكم لا تدعون أصمَّ ولا غائباً ، إنكم تدعون سميعاً قريباً وإنه لمعكم }
وهذا ما أوحى به الله صراحة بكل وضوح بقوله تعالى : { وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع } { ونحن أقرب إليكم من حبل الوريد }
ورُوِيَ عن الإمام الحسن ع : { ولقد كان المسلمون يجتهدون في الدعاء وما يُسْمَعُ صوتهم إلاَّ همساً لأن الله تعالى قال : { ادعوا ربكم تضرعاً وخفيةً }
ووصف عبده زكريا عليه السلام فقال عنه : { إذ نادى ربه نداء خفياً } أي بصوت خافت وبعيداً عن أسماع الناس وأعينهم .