أكد المفتي الشيخ بكر الرفاعي في تعليق على حادثة ثأر أهل الجندي الشهيد محمد حمية بقتلهم إبن شقيق "أبو طاقية". أنه لا بد من التأكيد أن القواعد القانونية والفقهية جامدة ليس لها مشاعر أو عواطف وهي كذلك قواعد عمياء ، " وبالتالي عندما نؤكد على قاعدة قانونية أو فقهية نحن لا ننظر إلى الواقع ولا نتأثر به ، وعندما نقرر قاعدة يجب أن تسري على كل واقع في كل زمان ومكان" .
وأضاف في حديث ل" موقع نيو ليبانون " :" من هنا لا بد من التأكيد أن عمليات الثأر بالنسبة لنا كمؤمنين هي من الماضي ومن الجاهلية ولا نعترف بها، بل على العكس نعتبر أنها تؤدي عكس المطلوب لأنك عندما تثأر من إنسان بريء كأنك تركت المجرم حرا وطليقا ، فكيف يستقيم أن تترك المجرم حرا وطليقا وأن تسعى لقتل إنسان بريء؟ .
ويتابع الرفاعي بأن هذا الامر ليس بصائب والقاعدة الفقهية عندنا لا تزر وازرة وزر أخرى، وإذا كان الانسان منا يريد أن يأخذ حقه بيده وراحت ظاهرة الثأر تتنقل في كل منطقة وفي كل ساحة فما هي النتيجة إذا؟ النتيجة هي الفوضى، وبالتالي إختلال النظام العام والعيش بمنطق البيئات الخاصة والحاضنة للتطرف والارهاب والفوضى والبعيدة عن كنف الدولة، لذلك نحن لا نؤمن بذلك ونعتبر ما حصل ذلك يشكل ضربا للبنية الاجتماعية لكل المجتمعات في لبنان، ويشكل كذلك اعتداء على الدولة وعلى النظام وعلى القانون العام .
وردا على سؤال أجاب :" نحن نتضامن مع كل انسان وقعت عليه مظلومية، مع كل إنسان إستشهد ولده خاصة اذا كان من الجيش اللبناني الذي يحمي الحدود ويقاتل كذلك في الجرود، لكن أسال هنا هل انصفنا العسكريين الذين كانوا أسرى أو الذين استشهدوا في عملية الخطف في معركة عرسال ؟".
والسؤال الثاني عندما نعترض على بعض الممارسات الهمجية التي وقعت من عمليات تصفية وقطع الرؤؤس وما شابه ذلك، هل نحن نريد أن نتصرف كما يتصرف هؤلاء أو نتصرف بمنطق بعكس منطقهم، واننا نحن نلتزم بالقانون وبالقضاء ولا نرضى أن نشبههم ؟.
وفي النتيجة يشدد الرفاعي على أن هذا العمل عمل مستنكر ولا نرضى به ولا يجوز أبدا ان يقتل البريء بجريرة المجرم . ويطرح رؤيته بأننا إذا تأملنا بالجنود الاسرى والذين تم إعدامهم يتبين لنا بما لا يقبل الشك أن من اعدمهم يريد أن يدخل منطقة بعلبك الهرمل في دوامة من الثأر ومن الفتن.
وكان هناك إختيار مقصود للعائلات التي ينتمي اليها الجنود لإرباك الوضع وللدخول في أتون فتنة، ولكي تتقطع أوصال المنطقة ونتحول الى مناطق متحاربة تفصل بينها السواتر، ونحفر بين بعضنا الخنادق، ولا يعود هناك تواصل بين بعضنا البعض. " فمن يدخل في عملية الثأر هذه لا يدرك أنه يحقق أحد أهم الاهداف التي يسعى هؤلاء المسلحون المتطرفون وهي إدخال المنطقة في أتون فتنة لا تبقي ولا تذر" وفق تعبيره .
ويضيف : " العيش عندنا ليس عيشا مشتركا، لأنه عيش واحد وأنا أعول دائما على حكمة أهلنا على اصرارهم على هذا العيش، لأنهم إستطاعوا أن يتجنبوا في السنوات القليلة الماضية ، بالرغم من كل ما يدور بيننا إستطاعوا ان يتجنبوا الكثير من الحفر التي حاول البعض أن يوقعنا بها" لافتا إلى أنه لا تزال هناك عقول راجحة ومؤمنة إرادات حريصة على أن يبقى الجميع في صف واحد، وأن لا ينجر البعض الى ردة فعل، وان يبقى ما يحصل في اطاره الضيق، داعيا إلى عدم التعميم على عائلة ولا على بلدة ولا على منطقة ولا على لون، مؤكدا أن ما حدث تصرف خاطىء وغير مدروس، نتيجة إنفعال معين ونتيجة خسارة معينة ونتمنى أن لا يتطور إلى أكثر من ذلك.