من مسلمات الشريعة الإسلامية عدم جواز إقامة الحدود إلا على يد السلطة القضائية الشرعية وذلك دفعاً للهرج والمرج والفوضى والفساد الأمني الذي يحصل بالتأكيد فيما لو كل إنسان استنقذ حقه بيده عن غير طريق السلطة القضائية الشرعية .
النبي ينهى عن إقامة الحد دون علم : ففي بعض الأحاديث النبوية أن النبي ص نهى رجلاً يريد أن يقتل زوجته بتهمة الزنا قائلاً له إن للزنا حد وإن لحد الزنا حداً أيضا ومن حدود حد الزنا أن يرى 4 شهود عملية الزنا وعملية الدخول كما يرون دخول الميل في المكحلة .
عادة الثأر :
أما عمليات الثأر السائدة في بعض المجتمعات الإسلامية فهذه عادات لا تمت بصلة مطلقاً للشريعة الإسلامية لا من قريب ولا من بعيد .
حيث يقوم الموتور بأخذ الثأر من أي قريب من أقرباء القاتل وهذا ما يتناقض مع العقل والقيم ومع منطق القرآن الكريم الذي أباح للموتور وبشروط أن يقتل القاتل عينه ونفسه وذاته .
وهذا هو التفسير الواضح لقوله تعالى { العين بالعين والسن بالسن والأذن بالأذن ...... } إن عادة الثأر السائدة في بعض بلدان العالم الإسلامي هي عادة جاهلية وحشية اجرامية بامتياز .
وتنشط هذه العادات القذرة دائما في البلدان وفي المجتمعات التي لم تتمكن حتى الآن من بناء دولة حقيقية بكل ما لكلمة دولة من معاني وأبعاد .
غياب الدولة :
إن تقصير مجتمعاتنا المسلمة من بناء دولة حقيقية أورثنا عادات اجرامية وأمراض خطيرة على كل المستويات ولن تستقيم حياتنا ولن تعتدل قبل أن ننجح في إنجاز هذه الغاية التي يجب ان تكون هي غاية الغايات أي بناء الدولة .
تلك الدولة التي يشعر الإنسان في ظل سلطاتها القضائية والتشريعية والسياسية ومؤسساتها الإدارية بأنه يعيش الحياة في ظل العدل والأمان والتنمية والإزدهار والتقدم إلى الأمام يوما بعد يوم على جميع الأصعدة .
حينما يذوق حلاوة الضمان الإجتماعي والضمان الصحي وضمان الشيخوخة وحينما يرى الضفاف والشواطئ والحدائق والطرقات والأرصفة والكهرباء والماء والجامعات تامة كاملة بأفضل صورة .