تتفاقم المشاكل المالية في حزب الله يوماً بعد يوم نتيجةً للصراعات المحتدمة في المنطقة، فلأول مرة في تاريخ حزب الله، يحدث أن يضيق الخناق عليه ماليًا.
فقد تلقى حزب الله في خلال شهر واحد ضربتين قاسيتين:
عملية إغتيال بدر الدين:
الأولى أمنية تمثلت بمقتل القائد العسكري للحزب مصطفى بدر الدين في دمشق، بعملية أمنية غامضة لم يستطع بيان حزب الله الذي صدر عقبها أن يقنع أحداً، سواء في لبنان أو على صعيد الأجهزة الأمنية المهتمة.
إذ اختصر حزب الله عملية اغتيال بدر الدين بأنه ناجم عن قصف مدفعي قامت به الجماعات التكفيرية الموجودة في تلك المنطقة وهو ما نفته قوى المعارضة السورية وأكده المرصد السوري لحقوق الإنسان.
العقوبات المالية:
أما الضربة الثانية، فكانت مالية حيث بدأ مصرف لبنان والمصارف اللبنانية تطبيق القانون 2297 الصادر عن الكونغرس الأميركي في 15 كانون الأول 2015 حول منع التمويل الدولي لحزب الله، وذلك بعد صدور المراسيم التطبيقية لهذا القانون.
وعليه.. فقد كشفَ المسؤول الكبير في وزارة الخزانة الأميركية آدم سزوبن والمعروف ب (ـمهندس) العقوبات الأميركية على إيران أن الولايات المتحدة الأميركية ودولًا شريكة أخرى وضعت حدًا لـحزب الله وجعلته في ضائقة مادية هي الأسوأ منذ عقود، وإنّ الأعوام الأخيرة التي شهدت فيها إيران عقوبات إقتصادية، جعلت حزب الله في أسوأ حالة مالية منذ عقود، لهذا السبب فإن العقوبات شكلت ضغطًا على حزب الله، حيث حذر مسؤولون في الحزب من إرتداداتها وتأثيرها الكبير على الإقتصاد اللبناني.
وبحسب مكتب التحقيق الفدرالي الأميركي كانت إيران تمول حزب الله بما يقدر بـ200 مليون دولار سنويًا، لكن مع انخفاض العائدات النفطية، والعقوبات على مختلف القطاعات الإيرانية، حيث إضطرت القيادة في طهران إلى خفض تمويل الحزب بنسبة 40%، هذا العامل تضاف إليه العقوبات الأمريكية على رجال الأعمال المقربين من الحزب خارج الحدود، كلها أدت الى تدهور الحال.
انكفاء الخدمات الاجتماعية:
ما يعني أن الحزب سيستمر بالتضحية بالخدمات الاجتماعية، والصحية، لحساب الميزانية العسكرية، التي تتزايد بسبب الانخراط في حرب يبدو انها ستطول، مع ما يرافق، هذه الحرب، من تكاليف وتعويضات ضخمة، دفعت الحزب لترتيب أولويات الميزانية، الأمر الذي روج له الأمين العام السيد حسن نصرالله بالطلب من المجتمع التضحية حتى يتحقق النصر.
وإضافةً إلى ذلك.. يدفع الحزب تكاليف باهظة سنويًا نظرًا لإمتلاكه مؤسسات كثيرة من بينها وسائل الإعلام، فميزانية قناة المنار التي فُرضت عليها عقوبات مؤخراً، كانت لا تقل عن 15 مليون دولار سنوياً، كما ازداد الضغط على مؤسسة الشهداء، ومؤسسة الجرحى، على الرغم من تزايد أعداد الإصابات بشكل كبير مؤخراً، عدا عن إمتلاك الحزب لمستشفيات عديدة، و12 مركزاً صحياً، ومدارس، تضم نحو 15000 طالب، معظمهم حاصل على مساعدات مالية، أو منح دراسية.
بالخلاصة، يمكن القول إن حزب الله بعد سنوات من التدخل العسكري في سوريا يواجه تحديات أمنية ومالية خطيرة وغير مسبوقة.
فهل يستطيع مواجهة هذه التحديات أم يغرق أكثر فأكثر في المستنقع السوري؟