إنتهت الإنتخابات الإختيارية والبلدية في الجنوب بفوز كاسح للوائح الوفاء والتنمية المدعومة من حزب الله وحركة أمل.
وإستطاع التحالف تجديد سيطرته على أغلبية البلديات التي حصلت فيها الإنتخابات ومرت بسلام وأمان مع بعض الحالات الأمنية والخروقات الإنتخابية في بعض المناطق والتي لم تؤثر على سير العملية الإنتخابية التي سجلت نسبة مشاركة 42.15% بحسب وزارة الداخلية.
تنوع آراء الجنوبيين:
عكست هذه الإنتخابات آراء عديدة ومتنوعة للجنوبيين حددت خياراتهم وعبرت عن مزاجهم. وإستحوذ الرضى على التحالف بين حركة أمل وحزب الله على النسبة الأكبر وهذا ما ترجم بإكتساحهم للبلديات.
ولكن لا يمكن غض النظر عن بعض الآراء الأخرى التي برزت وإمتازت بالجرأة في التعبير والصمود وخوض المعركة.
فشهد هذا العام نمو حالة اليسار وخصوصا الحزب الشيوعي اللبناني وقدرته على خرق بعض لوائح الوفاء والتنمية كما حصل في صريفا وكفررمان والطيبة وتسجيله فوز كاسح في كفردونين بحصوله على 10 مقاعد من أصل 15.
وليست المرة الأولى التي يسجل فيها الحزب الأحمر خروقات ولكنها المرة الأولى التي تخاض فيها المعركة بهذا الزخم والقدرة.
وهناك رأي ثالث نتج عن هذه الإنتخابات تمثل بالمستقلين الذين سجلوا خروقات في بعض البلديات وكانت نسبة مهمة خصوصا من حيث عدد الأصوات التي حصلوا عليها.
لكنهم على مساحة الجنوب لم يستطيعوا كسر هيمنة الثنائية الشيعية فإقتصرت معركتهم الإنتخابية على تسجيل موقف معنوي في أكثرية المناطق وقدرة على الخرق في مناطق معينة ككفرا وتولين والقليلة وغيرها.
والمستقلون حالة ظهرت في هذه الإنتخابات لأسباب خاصة تعود إلى كل قرية ومدينة ولكن المشترك بينهم على مستوى القرى جميعها هو الهم الإنمائي ولا يتبنون مشروع سياسي.
التشطيب بين حركة أمل وحزب الله:
وقبل الإنتخابات، شكلت لوائح إئتلافية بين الحركة والحزب في 158 بلدية وفازت 43 بلدية بالتزكية وترك مصير 13 بلدية بيد العائلات بينما أجلت الإنتخابات في بلدية واحدة هي كفرصير وجرت المنافسة في 115 بلدية بين لوائح التحالف الشيعي ومنافسيهم وإستطاع التحالف الفوز بها.
إلا أن هذا التحالف لم يمر مرور الكرام من دون تشطيب ولعب من تحت الطاولة وخصوصا من قبل حزب الله.
فالعديد من مرشحي حركة أمل تم تشطيبهم ما أدى إلى خسارتهم وفوز المستقلين أو أعضاء من الحزب الشيوعي وباقي القوى الفاعلة على حسابهم كعرب صاليم وكفرا والنميرية والغندورية وصريفا وحاروف.هذا الأمر أغضب العديد من ناشطي الحركة على وسائل التواصل الإجتماعي وأطلقوا حملة على الحزب يتهمونه بالغدر والخيانة والطعن بالظهر.
وهنا لا بد من الإضاءة على مشكلة أخرى داخل حركة أمل برزت هي الأخرى وإستغلها الحزب.
فظهرت مشاكل بين الشعب والتنظيم أو بين أبناء الشعبة الواحدة أدت إلى إختلافات على الأسماء والمرشحين، في بعضها تم التمرد على القرار المركزي الحركي وفي بعضها الآخر تم الترشح ضد لوائح مدعومة من الشعبة كما حصل في حارة صيدا عندما ترشح سميح الزين ضد لائحة التحالف وإستطاع الفوز بنسبة كبيرة من الأعضاء بعد أن أعطاه الحزب أصواته وحرمها عن مرشحي الحركة الرسميين.
وحصلت مشكلة كبيرة في صريفا أيضا تم بموجبها خسارة كبيرة للحركة داخل هذه القرية بسبب خلافات نشبت بين الحركيين، وطورا سجلت مشكلة أخرى وخرقت الائحة بمقعدين على حساب الحركة علما أن اللذين خرقا الائحة هما من أبناء الحركة ولكنهم على خلاف مع التنظيم والشعبة.
لذلك تطرح تساؤلات حول جدية ومتانة هذا التحالف وخصوصا بعد الإنزعاج الذي أبداه قياديين في أمل من تصرفات الحزب بحسب مصادر إعلامية.
فكان التكليف بالتشطيب هو السائد وأثيرت إتهامات عن أن الحركة مارست التشطيب ضد أسماء للحزب في حبوش.
أما دير إنطار فسجلت حالة نادرة عندما إستطاع قاسم حجيح تسجيل فوز كامل على لائحة الحركة في البلدة.
وفي جويا إنتشرت فضيحة سرقة الصناديق الإنتخابية ومحاولات التزوير، ولكن على الرغم من ذلك إستطاع المستقلين تسجيل خرق على الأقل وكانت هذه المشكلة بين حزب الله ومناصريه لأن هذا العام شهد حالة نفور في قواعد الحزب لناحية الإنتخابات والترشيحات.
كانت جولة تمديد لا جولة تغيير:
كالمرحلتين السابقتين، لم تحمل هذه الجولة أي مفاجآت كبرى بإستثناء بعض الخروقات التي لا تؤثر على المشهد العام فقد تم تجديد السيطرة على بلديات الجنوب وكبرى مدنه الخيام وبنت جبيل وصور والنبطية.
وفي حاصبيا إستطاع التقدمي الإشتراكي الفوز بها وتيار المستقبل حقق إنتصارا في صيدا. في جزين، نجح التيار الوطني الحر في الفوز بالمقعد النيابي والمجلس البلدي مع تسجيل 4 خروقات ولم تحمل إنتخابات جزين أي مفاجآة تكسر روتين الإنتخابات في الجنوب فكانت مجرد جولة تمديد للمجالس البلدية وللخيارات البلدية لا جولة تغيير، تماما كما حصل في بيروت والبقاع.
فهل تفعلها طرابلس وتحمل مفاجآت؟
بإنتظار الجولة الأخيرة.