لقد كان خطف وقتل الشهيد محمد حمية جريمة بشعة بكل المقاييس وترك استشهاده أثرا كبيرا في المجتمع اللبناني الذي استنكر عملية القتل بكل أشكالها وأبعادها، المجتمع الذي يرفض القتل والعنف والدماء.
ولكن الشهيد حمية يستشهد اليوم من جديد ولكن على يد ذوي القربى وظلم ذوي القربي أشد مضاضة وأكثر ألما. إن خطف الآمنين جريمة وقتل الآمنين جريمة أكبر ومحاسبة الأبرياء بجريمة غيرهم شريعة لم يقرها دين ولا قانون، وهي شريعة اللاأخلاق واللادين.
إن جريمة خطف وقتل الشاب حسين محمد الحجيري بدم ثأري بارد في وضح النهار هي جريمة نكراء بكل معنى الكلمة وهي جريمة مدانة بكل المعايير والدساتير ولا يقرها دين ولاقانون ولا أخلاق، وحدها شريعة الغاب التي تنتج هذه الغوغاء ووحده التفلت الأمني الذي يقود المجتمع إلى هذا المصير الخطير .
إن هذه الجريمة لا يمكن أن تنفصل أبدا عن جريمة قتل الشهيد في الجيش اللبناني محمد حمية، وهي جريمة تستوجب وقفة وطنية جامعة منددة لا تقل أبداً عن تلك الوقفة الوطنية الجامعة المنددة بجريمة خطف وقتل الشهيد محمد حمية لما للجريمتين من أبعاد دموية وإرهابية متقاطعة في خطورتها الفتنوية البالغة على البلد.
إن دماء الشهيد حمية كما دماء حسين الحجيري سالت على مذبح «شريعة الغاب» نفسه الذي أودى بحياة كل منهما غيلةً وغدراً تحت شعارات ثأرية انتقامية بشعة لا تمت إلى تعاليم الدين والإنسانية بأي صلة ولا تصب في نهاية المطاف إلا في خانة التآمر نفسها على استقرار لبنان ووحدة أبنائه.
لقد شكلت هذه الجريمة تهديدا حقيقيا لأمن المنطقة ونفخت في نار الفتنة المذهبية لتشكل مرحلة خطيرة العيش المشترك، ولذا فإن المسؤولية كبيرة ومضاعفة على المسؤولين كافة وخصوصا عشائرالمنطقة وعقلائهم لوضع حد سريع لهذا التدهور الخطير، كمام أن المسؤولية باتت مضاعفة على عاتق الدولة وأجهزتها العسكرية والامنية والقضائيةفي إخماد وتطويق نيران هذه الفتنة والمسارعة لملاحقة المخلين بأمن البلاد و العباد والإقتصاص من القتلة دون تردد .