كشفت معلومات موثوقة لصحيفة “السياسة”، أن الجهود الفرنسية التي تبذل لإنهاء الفراغ الرئاسي في لبنان الذي دخل عامه الثالث، تواجه عقبات كثيرة جراء رفض إيران التجاوب مع المساعي المبذولة على هذا الصعيد وإصرارها في المقابل على إبقاء مفتاح الرئاسة بيد “حزب الله”.
وأشارت المعلومات إلى أن الإيرانيين أبلغوا الفرنسيين، أنهم لن يتدخلوا في الاستحقاق اللبناني وأن هذا الأمر مسؤولية اللبنانيين، وهو ما رأت فيه أوساط متابعة رفضاً واضحاً من جانب طهران، للتجاوب مع المساعي التي تقوم بها الرئاسة الفرنسية لوضع حد لحال الفراغ في الرئاسة الأولى، سيما أن الإيرانيين، وفقاً للمعلومات، فوضوا “حزب الله” وحده بت ملف الاستحقاق الرئاسي استناداً إلى رؤيته وفي التوقيت الذي يختاره، خاصة أن تطورات الأوضاع في المنطقة واستمرار التأزم في العلاقات الإيرانية – السعودية، لا يسمح لطهران بالتفريط بورقة الرئاسة اللبنانية وإن طال الفراغ لسنوات، وهذا يدل على أن الشغور مرشح لأن يطوي عاماً آخر، طالما أن “حزب الله” مصر على موقفه الرافض لانتخاب رئيس للجمهورية بناء على الإرادة الإيرانية.
وأكدت أوساط لبنانية بارزة لـ”السياسة”، أن الجانب الفرنسي الذي لا يزال مستمراً في جهوده، أبلغ قيادات لبنانية زارت باريس في الأسابيع القليلة الماضية، أن الإيرانيين لا يبدون ليونة في الملف الرئاسي، وبالتالي فإن لا مؤشرات توحي بإمكانية إيجاد حل للمعضلة الرئاسية في لبنان في وقت قريب، بانتظار حصول تطورات إقليمية إيجابية، خاصة على صعيد العلاقات الإيرانية – السعودية، مع أن هذا الأمر يبدو مستبعداً حالياً.