لا شك أن كل ما ساقه باﻷمس أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله في خطابه أثناء حفل تكريم قائده العسكري -الذي قتل في سوريا مصطفى بدر الدين- لم يقنع محبا فضلا عن مبغض ، بل قد زاد كلام نصر الله الظروف المحيطة باغتيال بدر الدين غموضا على عكس ما كان يتوقعه منه جمهوره الذي يشكك في كل الروايات التي صاغها حزب الله عن كيفية حصول الاغتيال.
فإن كل من له دراية ولو بسيطة في الشؤون العسكرية والتحقيقات في حوادث الاغتيال ، يعلم أن المحققين يمكن أن لا يصلوا إلى تحديد الشخص أو الجهة التي نفذت اغتيالا ما ، أما أن تكون كيفية الاغتيال بحد ذاتها مجهولة ، إلى درجة أن يتحدث نصر الله عن تفجير حصل وقتل فيه بدر الدين من دون بيان أي تفاصيل أخرى كان جمهوره يتعطش لمعرفتها ، فهذا ما لا يقنع محبا فضلا عن عدو !
لا شك أن نصر الله يعلم الكيفية التي تمت بها عملية اغتيال بدر الدين ، ويعلم الجهة التي نفذت الاغتيال أو "التصفية" ، ولكنه يعلم أيضا أن ورطته السورية أكبر وأهم من أن يفشي سرا خطيرا كسر كيفية اغتيال قائده العسكري مصطفى بدر الدين ، ويعلم أن الورطة المصيرية التي ورط نصر الله حزبه بها في سوريا تفرض عليه العض على الجرح الكبير الذي لو كشف سره لتحول هذا الجرح إلى زلزال كبير سيضرب حزب الله وأركانه ومقاتليه وجمهوره على حد سواء !
السؤال الكبير الذي بات يجب أن يسأله كل محب أو مبغض لبشار الأسد ، هو: هل حان وقت الحصاد الدولي في سوريا لكل من يمانع الخطط التي تم الاتفاق عليها بين الأمم فيما يخص الوضع السوري ، وهل سنستيقظ يوما -قد لا يكون بعيدا- لنسمع أن الرئيس السوري بشار الأسد قد قتل في ظروف غامضة؟!
لا شك أن الجواب موجود عند طرفي إدارة الأزمة السورية ، وهما الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا ، وقد نضيف إليهما اللاعب الإيراني الذي بات دوره أقل من ضعيف !