بدأ تحالف كردي - عربي بغطاء جوي من التحالف الدولي بقيادة أميركا، المرحلة الأولى من «تطهير» مدينة الرقة وطرد «داعش» من معقله في شمال شرقي سورية، في وقت أعلنت موسكو استعدادها للتنسيق في المعركة، وسط أنباء عن تعرض قاعدة يستخدمها الجيش الروسي في تدمر الأثرية لأضرار وتدمير أربع مروحيات في هجوم شنه «داعش» قبل أيام.
وأعلنت «قوات سورية الديموقراطية» المؤلفة من تحالف فصائل عربية وكردية أمس، نقلاً عن القيادية في هذه القوات روجدا فيلا أمس، بدء «عملية تحرير شمال الرقة» بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن. وأضافت أن الهدف من العملية «صد العمليات الإرهابية عن الشدادي (جنوب الحسكة) وتل أبيض (شمال الرقة) وكوباني (شمال حلب)»، وهي جميعها مناطق نجح الأكراد بطرد تنظيم «داعش» منها.
وبدأت هذه القوات هجومها من مدينة تل أبيض في شمال الرقة والمحاذية للحدود مع تركيا، ومن مدينة عين عيسى على بعد أكثر من خمسين كيلومتراً عن الرقة، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان» الذي أشار إلى أن «طائرات حربية تابعة للتحالف الدولي قامت بعشرات الغارات ضد مواقع لتنظيم داعش في ريف الرقة الشمالي والأطراف الشمالية لمدينة الرقة وداخلها، تمهيداً لتقدم قوات سورية الديموقراطية في شمال الرقة». وأسفرت الغارات عن مقتل «22 عنصراً من التنظيم الإرهابي على الأقل»، في وقت قال شهود عيان إن شوارع الرقة كانت خالية من المارة وسط منع عناصر التنظيم من النزوح إلى الريف.
وقال الناطق باسم الجيش الأميركي الكولونيل ستيف وارن من مقره في بغداد إن «قوات سورية الديموقراطية بدأت عمليات لتطهير المناطق الريفية الشمالية، وهذا يضع ضغوطاً على الرقة»، مؤكداً أن الجيش الأميركي يشن غارات جوية لدعم تلك القوات التي دربتها وجهزتها الولايات المتحدة.
ولم يتضح متى سيبدأ الهجوم على مدينة الرقة نفسها. وقبل أيام أعلن بريت ماكغورك المبعوث الخاص للرئيس الأميركي لدى التحالف ضد تنظيم «داعش»، أن قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال جوي فوتيل زار سورية السبت لـ «التحضير للهجوم على الرقة».
من جهة أخرى، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو مستعدة للتنسيق مع التحالف الكردي العربي والتحالف الدولي في هذه المعركة التي تأتي بعد أسابيع من استعادة القوات النظامية السورية بدعم من الطيران الروسي مدينة تدمر الأثرية. وقال في قمة في أوزبكستان: «بالطبع الرقة هي واحدة من أهداف التحالف ضد الإرهاب، تماماً مثل مدينة الموصل العراقية». وتابع: «نحن مقتنعون أنه كان من الممكن تحرير هذه المناطق المأهولة بشكل أكثر فاعلية وسرعة، لو أن جيشينا (الروسي والأميركي) بدآ تنسيق تحركاتهما قبل ذلك بكثير».
وحذر «الائتلاف الوطني السوري» المعارض من إمكان أن «تسعى روسيا إلى استهداف المدنيين والقوى الثورية في المناطق المحررة، ومهاجمة الفصائل العسكرية المعتدلة المشاركة في مفاوضات جنيف تحت ذريعة محاربة الإرهاب». وأضاف في بيان: «استهدفت روسيا المدنيين والفصائل المعتدلة بدلاً من استهداف تنظيم داعش الإرهابي منذ بداية تدخلها العسكري في سورية، ومن ثم فهي فاقدة لمصداقيتها تجاه قضيتنا».
إلى ذلك، أظهرت صور التقطت بالأقمار الاصطناعية أن الهجوم الذي شنه «داعش» قبل أيام ألحق أضراراً جسيمة بقاعدة جوية سورية تستخدمها القوات الروسية، وفق ما أفادت شركة «ستراتفور» الأميركية للدراسات الأمنية والاستراتيجية أمس. وأشارت الصور إلى أن أربع مروحيات و20 شاحنة تضررت بسبب حريق داخل قاعدة «تي-4» وسط سورية بين تدمر وحمص. وكانت وكالة «أعماق» التابعة للتنظيم قالت إنه تم تدمير أربع مروحيات روسية قتالية و20 شاحنة تحمل صواريخ في قاعدة «تي-4» جراء حريق.