أولاً: صعود حزب الله وذواء حركة أمل..
دأبت حركة أمل، ومنذ انطلاقة حزب الله أوائل الثمانينات من القرن الماضي ،على مقارعة التغلغل الإيراني في صفوفها أولاً، وفي صفوف الطائفة الشيعية تالياً،وصولا إلى التمدد العسكري والتنظيمي على أرض الجنوب اللبناني.
مهد انطلاقة حركة السيد موسى الصدر الأحيائية لأحوال الطائفة الشيعية في التركيبة السياسية اللبنانية، إلى أن وصلنا مشارف التسعينات، فوضعت الحرب أوزارها بين الطرفين، وتمّ تقاسم المقاعد النيابية في انتخابات عام ١٩٩٢، وبدأ الحزب يتقدم ميدانياً واجتماعياً وتنظيمياً على حساب الحركة، إلاّ أنّ الرئيس بري تمسّك بموقع حركته في الانتخابات البلدية خلال دورتي ١٩٩٨ و٢٠٠٤، أمّا في العام ٢٠١٠ فقد سلّم رقبته للحزب ، وارتضى بقسمةٍ ضيزى، أي قسمة كلها جور واجحاف بحقّ الحركة.
ثانياً: تحالف أيار المشؤوم: والأدهى من كلّ ذلك أنّ قسمة العام ٢٠١٠ تنسحب على العام الحالي،فمرّ يوم الثاني والعشرين من أيار على الجنوبيين بتحالف الثنائية الشيعية الذي يحتقر إرادة الناس وأمانيّها ويفرض عليهم بلديات لا تُرضي الله ولا رسوله ولا عباده ألمتّقين، وما على الناس إلاّ أن تُذعن وتُقاد إلى صناديق الاقتراع "بهمروجات المقاومة" والإعلام المضلّل والموجه، أو الشعارات الكاذبة.
وتبقى حركة أمل هي شاهد الزّور الأكبر على مذبح الديمقراطية وامتهان كرامة الناس، بانتظار "عرس ديمقراطي" آخر، في انتخابات نيابية قادمة، مُزوّرة سلفاً لإرادة الناس ، ومُطبقة على رقابهم إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا.