قتل أكثر من 150 شخصاً وأصيب أكثر من 200 بجروح في مدينتي جبلة وطرطوس الواقعتين على ساحل سوريا، في تفجيرات غير مسبوقة متزامنة استهدف بها تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) منطقة تعتبر معقلاً للنظام السوري وبقيت بعيدة نسبياً عن نيران الحرب التي تعصف بالبلاد منذ أكثر من خمس سنوات تقوم توجد منشأة بحرية وقاعدة جوية للقوات الروسية.  وقدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعازيه الى الرئيس السوري بشار الاسد وجدد استعدادته لمواجهة "التهديدات الرهابية" في سوريا.

وأفاد "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له ووسائل الإعلام الرسمية أن أحد الانفجارات الأربعة في جبلة حصل حين دخل رجل وحدة الطوارئ في أحد المستشفيات وفجر نفسه. ودوّى انفجار آخر في محطة للأوتوبيسات، كما استهدفت انفجارات طرطوس محطة للأوتوبيسات أيضاً.
وروى سائق في محطة للأوتوبيسات إن تفجيرات طرطوس جاءت متعاقبة كذلك لا يفصل بينها سوى عشر ثوان.
وقال المرصد إن مؤيدي الحكومة هاجموا فترة قصيرة منطقة في طرطوس تستخدم لإيواء نازحين من الداخل قرب مكان أحد الانفجارات رداً عليها. واحرق بعض الخيام ولكن لم يسقط قتلى.
ونفى محافظ طرطوس صفوان أبو سعدة تقارير في وسائل التواصل الاجتماعي عن إصابة لاجئين بعيارات نارية. وقال إن بعض سكان طرطوس ذهبوا الى مناطق اللاجئين لحمايتهم من هجمات محتملة. وأضاف أن بعض الخيام في محافظة طرطوس شهد حرائق قبل يومين بسبب مشاكل في الكهرباء وأن التقارير المتداولة عن إحراق بعض الأشخاص هذه الخيام غير صحيحة.
وبث التلفزيون السوري الرسمي أن وزارة الخارجية السورية وجهت كتاباً الى الأمم المتحدة جاء فيه إن التفجيرات "تعد تصعيدا خطيراً من الأنظمة المتطرفة والمعادية في الرياض وأنقرة والدوحة".
وصرّح وزير الإعلام السوري عمران الزعبي في مقابلة مع تلفزيون "الإخبارية" بأن "الإرهابيين" يلجأون الى التفجيرات التي تستهدف المدنيين بدل القتال على الخطوط الأمامية، وتوعد بمواصلة محاربتهم.

 

ردود فعل
وفي موسكو، رأى الكرملين أن هذه التفجيرات تؤكد الحاجة إلى مواصلة محادثات السلام في جنيف بعد انهيار وقف للأعمال العدائية اتفق عليه في 27 شباط. وقال إن بوتين أكد استعداده لمواصلة التصدي "للتهديدات الإرهابية" إلى جانب شركائه السوريين وقدم تعازيه الى الأسد.

واعلن رئيس مركز حميميم الروسي لتنسيق المصالحة بين أطراف الأزمة السورية الجنرال سيرغي كورالينكو ان مسلحي "جبهة النصرة" التابعة لتنظيم "القاعدة" مستعدون لإطلاق هجوم واسع على مواقع القوات السورية في منطقة الغوطة الشرقية وريف العاصمة دمشق. واضاف: "قامت المجموعات المسلحة التابعة لجبهة النصرة وفصائل المعارضة، التي انضمت إلى التنظيم، بإعادة ترتيب قواتها واستكمال حاجتها من الأسلحة والذخائر، وهي مستعدة الآن لتنفيذ عمليات هجومية".
وقالت وزارة الخارجية الروسية أن لافروف بحث مع كيري هاتفيا في مقترحات موسكو للقيام بعمليات مشتركة ضد المسلحين الذين لا يلتزمون وقف النار في سوريا.
لكن الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية مارك تونر قال :"لا نبحث في القيام بعمليات مشتركة. نناقش معهم مقترحات لوضع آليات دائمة لتحسين عمليات المراقبة وتطبيق اتفاق وقف الأعمال العدائية... لا نتحدث معهم عن عمليات مشتركة". وأضاف أن الولايات المتحدة قلقة من زيادة العنف في سوريا سواء من "داعش" أو من قوات الأسد. واعتبرت أن على روسيا مسؤولية خاصة للضغط على الرئيس السوري لوقف الهجمات والغارات التي تقتل مدنيين.
وحذرت من إن على حكومة الأسد أن تدرك أنه "إذا استمر هذا التصعيد فقد نكون أمام انهيار " لاتفاق وقف الأعمال العدائية.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية الأميركية: "الوزير كيري عبر عن هذه المخاوف خلال اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الروسي لافروف في وقت سابق اليوم (أمس) وحضه على الضغط على النظام للتوقف فورا عن شن غارات جوية على قوات المعارضة والمدنيين الأبرياء في حلب وضواحي دمشق".
ووصفت وزارة الخارجية الفرنسية الهجمات على طرطوس وجبلة بأنها "مشينة". وقالت إن العنف الذي يمارسه جميع الأطراف يجب أن يتوقف لإتاحة الفرصة لتحقيق التحول السياسي.
وصرح الناطق باسم الامم المتحدة ستيفان دوجاريك ان الامين العام بان كي- مون "جدّد دعوته كل اطراف النزاع في سوريا للامتناع عن مهاجمة المدنيين" والتقيد باتفاق وقف الاعمال العدائية. وقال إن بان طلب من جميع الدول الاعضاء "التحرك بشكل جماعي وفوري وحاسم لانهاء المأساة الجارية في سوريا".