في السابق كان أطباء الأسنان وجراحي الفم والفكين يتبعون قاعدة عامة تنص على أنه إذا لم يظهر ضرس العقل حتى عمر 25 عاماً، فإنه ينبغي خلعه بشكل وقائي، نظراً لأن الأسنان غير البازغة أو الظاهرة تتسبب في ظهور مشكلات عاجلاً أو آجلاً.
لكن اليوم لا يتم اتباع هذه التوصية بشكل تلقائي نظراً لأن خلع ضرس العقل عن طريق التدخل الجراحي ينطوي على بعض المخاطر مثل التهاب الجروح أو حدوث تلف بالأعصاب.
ونصح البروفيسور ميشيل إرينفيلد، مدير قسم جراحة الفم والوجه والفكين بمستشفى ميونخ الجامعي بضرورة إجراء أشعة سينية على ضرس العقل، وتقدير المخاطر المحتملة حسب كل حالة، بالإضافة إلى إطلاع المريض على المضاعفات المحتملة للتدخل الجراحي.
معايير مختلفة للخلع
وأشار طبيب الأسنان دريس فارتيني، من الجمعية الألمانية لاستشارات المرضى، إلى أن هناك معايير مختلفة تحدد للمريض ما إذا كان ينبغي خلع ضرس العقل أم تركه في الفك، فإذا كان هناك مكان كافٍ لضرس العقل في الفك، فإنه يتعين على المرء الانتظار، فربما يصبح ضرس العقل بديلاً لأحد الأسنان المخلوعة أو التالفة. ويتطابق ضرس العقل في شكله ووظيفته مع الضروس الكبيرة، وبالتالي فهو من حيث المبدأ ليس من الأسنان، التي لا لزوم لها.
ولكن الوضع يختلف عندما لا تكون هناك مساحة كافية لضرس العقل، كي يظهر بشكل كامل، وهنا تنشأ حالات عدوى في كثير من الأحيان، والتي قد تنتشر وتؤدي إلى ظهور خراجات. وقد تنشأ صعوبات أيضاً عندما لا ينمو ضرس العقل إلى أعلى، ولكنه ينمو إلى الجانب أو يكون ملاصقاً للأسنان المجاورة، بحيث يصعب تنظيف الأسنان المعنية بصورة صحيحة.
وأوضح البروفيسور ديتمار أوستررايش أنه قد يحدث هنا تسوس في ضرس العقل مثل الأسنان، التي لم تبزغ تماماً. وفي هذه الحالة ينصح الخبير الألماني باستعمال فرشاة أسنان برأس صغيرة قدر الإمكان. وعند استخدام فرشاة الأسنان الكهربائية فإن الموديلات ذات الرؤوس المستديرة قد توفر بعض المزايا، إلا أنه لم يتم إثبات ذلك بشكل علمي، كما أن ذلك يتوقف على طريقة الاستخدام بشكل حاسم.
خلع ضروري
وعندما يتسبب ضرس العقل في تلف الأسنان المجاورة أو تعرضها للضرر، أو الإحساس بعدم الراحة أثناء المضغ والبلع أو يؤدي إلى ظهور حالات العدوى، فعندئذ يكون من الضروري خلع ضرس العقل. وهنا يتعين على المريض استشارة طبيب الأسنان على الفور، وفي الحالات الصعبة يتم تحويل الحالة إلى جراحي الفم والوجه والفكين.
وعادةً ما يتم خلع ضرس العقل الظاهر تحت تأثير التخدير الموضعي. وعندما يكون ضرس العقل تحت اللثة، فإن طبيب الأسنان يقوم بالكشف عنه من بين اللثة وخلعه من عظم الفك. ويتم إجراء مثل هذه التدخلات الجراحية تحت تأثير التخدير الموضعي، إلا أن الأطباء الألمان ينصحون باستعمال التخدير الكلي في بعض الحالات الفردية، مثلاً عندما تكون حالة ضرس العقل معقدة للغاية، وعند الحاجة إلى خلع أربعة ضروس في جلسة واحدة أو إذا كان المريض يعاني من خوف ورهبة شديدة قبل إجراء التدخل الجراحي.
مضاعفات بعد الخلع
وغالباً ما تظهر مضاعفات بسيطة بعد خلع ضرس العقل، مثل تأخر التئام الجرح، ونادراً ما تحدث مضاعفات شديدة مثل كسر الفك أو تلف دائم بالأعصاب، ولذلك يتعين على المريض أن يوازن دائماً ما بين الفوائد والمخاطر المحتملة عند التفكير في خلع ضرس العقل حسب حالته الفردية نظراً لأنه ليس من الضروري أن يتم خلع ضرس العقل في بعض الحالات.
(24)