يحاول مقتدى الصدر، الذي يقف أنصاره وراء اقتحام المنطقة الخضراء للمرة الثانية، تجنب الصدام مع ميليشيا الحشد الشعبي، أو أحد فروعه وخاصة ميليشيا بدر التي سعى الجمعة إلى استرضاء رئيسها هادي العامري.
وإذا حصل اصطدام، ولو في حادث عرضي، فإن الحشد الشعبي سيجدها فرصة للقصاص من التيار الصدري الذي تهدد احتجاجاته السلمية بإسقاط حكومة حيدر العبادي وجعل العملية السياسية ككل في أزمة مفتوحة على المجهول.
وقال كاظم العيساوي معاون الصدر والمشرف على ميليشيا “سرايا السلام” إن الصدر أبدى وبغضب كبير رفضه واستغرابه من توجيه بوصلة الاتهام إلى منظمة بدر بشأن أحداث المنطقة الخضراء، في إشارة إلى الجهة التي واجهت المحتجين السلميين بالعنف.
وتعرضت مقرات بدر في بغداد وبعض المحافظات لإطلاق نار يشتبه في وقوف عناصر “سرايا السلام” التابعة للصدر وراءه.
وأضاف العيساوي “نقلت هاتفيا لزعيم قوات بدر هادي العامري رفض الصدر أيّ تعرض لجماعته وأنه هدد بحل سرايا السلام في حال تعرضهم لأفراد أو مقرات بدر”.
وقال مراقبون سياسيون عراقيون إن الصدر يتخوف من تكرار ما جرى في مارس 2008 من مواجهة غير متكافئة مع خصومه.
وقادت حكومة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي وقتها عملية أطلقت عليها “صولة الفرسان” استهدفت مواقع التيار الصدري وجيش المهدي (الذراع العسكرية للتيار قبل أن يتم حلها)، ولم تتوقف المعارك التي استمرت قرابة ثلاثة أسابيع إلا بعد أن أعلن الصدر وقف المعارك، ودعا أنصاره إلى إلقاء السلاح.
من جانبه، حذّر زعيم ميليشيا بدر هادي العامري، السبت، من محاولات البعض جرهم إلى معركة جانبية “شيعية-شيعية”، فيما أكد أن المعركة الأساسية هي مع الإرهاب، ودعا إلى الاستعداد لمعركة الفلوجة.
ولا يستبعد المراقبون أن تكون إيران قد ضغطت على أنصار الصدر وبدر للحيلولة دون الانزلاق نحو مواجهة شيعية-شيعية تستفيد منها أطراف أخرى في الساحة العراقية، وتزيد من حجم الزخم الساعي لفرض الإصلاحات.
وقالت مصادر طبية السبت إن أربعة محتجين على الأقل قتلوا وأصيب 90 آخرون عندما أخرجت قوات الأمن متظاهرين اقتحموا المنطقة الخضراء شديدة التحصين.
واستخدمت قوات الأمن الرصاص الحي والمطاطي والغاز المسيل للدموع لإخراج المحتجين من المنطقة التي تضم المباني الحكومية والبرلمان وسفارات.
العرب