ظاهرة إطلاق الرصاص فرحاً وابتهاجاً، أو حزناً، أو تأييداً لزعيم هنا أو لسياسي هناك، ظاهرة تنهش ببشاعتها وخطورتها أوراح المزيد من الفتيان والشبان اللبنانيين على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم، حتى سُجلت في الآونة الأخيرة إصابات كثيرة مع تطور هذه الظاهرة خلال الإنتخابات البلدية مؤخرا، أو خلال الإطلالات الإعلامية لبعض الزعماء السياسيين .
هذه الظاهرة النكراء تعود بشدّة إلى المجتمع اللبناني مع تطور حالة الإحتقان السياسي إذ يحاول كل فريق أن يزايد على الفريق الآخر عبر إطلاق الرصاص كلما أطل زعيم أو كلما تحدث سياسي، وقد شاءت هذه الظاهرة بتداعياتها الخطيرة أن تحصد المزيد من أرواح الأبرياء، كما استطاعت في الوقت نفسه، أن تكون محل استنكار كبير على المستوى الشعبي خصوصا، وعلى مستوى المؤسسات الأمنية الرسمية عموما، فيما تغيب التوعية الحقيقية لأفراد وعناصر الأحزاب السياسية الذين باتوا يرفعون أسلحتهم عند إطلالة الزعيم للإحتفال والتأييد على حساب دماء المواطن اللبناني .
بتقبل تقتل؟ سؤال طرحته قوى الأمن الداخلي على كل من تسوله نفسه اطلاق الرصاص في المناسبات، بعد أن بات عدد ضحايا الرصاص الطائش يفوق المعقول.
وفي اطلاقها لحملة توعية حول اطلاق النار بعشوائية، طرحت القوى الأمنية عبر حسابها على "تويتر"، عددا من الحالات لحث مطلق النار على تغيير سلوكه: "إذا انت نجحت بالإنتخابات... ما بيعني يسقط غيرك برصاصة"، "رصاصة طائشة قتلت أحمد إبن الـ 16 عاماً... أحمد ممكن يكون فرد من أفراد عيلتك... فكّر فيها"، "بتقبل تقتل وتتحول من خي عم بيحتفل بنجاح أختو لمجرم حرم عيلة من بيها... بتقبل؟" وفي ظل هذه الحملة دعت القوى الامنية المواطنين للتمتع بحسّ المسؤولية والابلاغ عن مطلقي النار، "حتى ما تساعد بقتل المزيد من "ضحايا الرصاص الطائش".
وتتوجه القوة الأمنية الى كل مواطن بالقول: "انت دورك أساسي... خليك مسؤول وبلّغ عن مطلقي النار لسلامتك وسلامة عيلتك وللسلامة العامة". ونحن في هذا الاطار نشد على يد القوى الأمنية، ونقدر الجهود التي تبذل وندعو المواطنين بدورنا الى الابلاغ عن مطلقي النار... لأن الساكت عن مطلق النار متورط اخرس.
وقد تركت هذه الحملة أثرها الكبير لدى المجتمع اللبناني وخصوصا على مواقع التواصل الإجتماعي إذ أطلقت قوى الأمن الداخلي الحملة كهاشتاغ استطاع الوصول خلال ساعات قليلة الى أعلى نسبة استخدام على مواقع التواصل إذ حقق في اربع ساعات الرقم 465,246، نتيجة تفاعل المغرّدين مع الموضوع- الإشكالية، بعدما أصبح عدد ضحايا الرصاص الطائش لا يُحتمل.