بالرغم من الخسائر البشرية والمادية الفادحة التي تتكبدها إيران جراء انخراطها في الأزمة السورية والذي أدى إلى ارتفاع منسوب الاحتقان في الشارع الإيراني وظهور حالات تململ على المستوى الشعبي بسبب أعداد الضحايا التي تصل يوميا إلى كافة المناطق الإيرانية.

 فإن النظام الإيراني يصر على هذا الخيار والسير فيه حتى النهاية. مايعني ان المشهد السوري يتجه نحو المزيد من التصعيد العسكري واشتعال جبهات القتال الرئيسية. وبالتالي سيؤدي إلى تلاشي الآمال لدى الموفد الأممي ستيفان دي ميستورا بأي إمكانية للحل السياسي في سوريا.

وفي العودة قريبا إلى الخيار التفاوضي. وهذا سيزيد رئيس النظام السوري بشار الأسد المدعوم أساسا من روسيا وإيران إصرارا على حسم أمره بأنه لا عودة إلى المفاوضات في جنيف التي تحتضن عملية السلام قبل تحقيق نتائج ميدانية استراتيجية تتيح له المشاركة في المفاوضات في وضع القوي وتخوله التفاوض من موقع متقدم. مسؤولون إيرانيون يؤكدون وخلال تصريحات لهم مؤخرا على أنه لا معنى للمفاوضات بين النظام السوري والمعارضة في جنيف في الظرف الحالي ومشددين على دعمهم العسكري للنظام.

وفي هذا الصدد فإن رئيس مكتب العلاقات العامة بالحرس الثوري الإيراني اللواء رمضان شريف قال ان الكثير من الشبان الإيرانيين من مناطق مختلفة بالبلاد ومن اعراق متنوعة تطوعوا للذهاب إلى سوريا لمساعدة الحكومة السورية والشعب السوري ضد ما اسماه الجماعات الإرهابية والتكفيرية دون ذكر أعداد هؤلاء المتطوعين.

وكانت إحدى الوكالات الإيرانية نقلت عن متحدث بإسم الحرس الثوري قوله ان الكثير من الإيرانيين تطوعوا للقتال في سوريا دعما للرئيس السوري بشار الأسد في الحرب ضد الإرهاب. الحكومة السورية من جهتها تعتبر أن كل من يسعى للأطاحة بالرئيس الأسد فهو إرهابي دون استثناء أحد. حتى المطالبين بالديمقراطية والذين أطلقوا الانتفاضة ضد حكمه في العام 2011. وخلال الشهور القليلة الماضية تكبدت إيران خسائر هائلة في سوريا على المستوى البشري بينها ضباط كبار من الحرس الثوري.

ولعل أكبر الخسائر التي تعرضت لها في بلدة خان طومان بريف حلب منذ أسابيع والتي أثارت غضب الشارع الإيراني واحدثت ارتباكا على مستوى القيادة السياسية والعسكرية الإيرانية.

متابعون للوضع السوري يرون ان التصريحات الصادرة عن قيادات في الحرس الثوري بوجود اعداد كبيرة من المتطوعين للقتال في سوريا تهدف إلى مسألتين أساسيتين. الأولى هي لمحاولة التغطية على حالة الاحتقان المتزايدة خاصة في صفوف عائلات المشاركين في القتال في سوريا ونفي الأنباء التي راجت عن توقف تدفق المتطوعين الايرانيين إلى سوريا بسبب الخسائر الكبيرة التي تصيبها.

المسألة الثانية هي تأكيد طهران على أنها مصرة على السير بعيدا في الحرب السورية وأنه لا مجال للتراجع. فهي قضية وجود بالنسبة إليها. ومعلوم أن إيران تعتبر سوريا إحدى مناطق نفوذها. وبناءا على هذا الموقف الإيراني المتشدد حيال سوريا فمن المرجح أن تزيد إيران من حجم حضورها العسكري للدفاع عن النظام ورئيسه بشار الأسد.

وفي المقابل فإن الدول الإقليمية المؤيدة للمعارضة السورية عززت من دعمها للفصائل المسلحة وبدأت بوادر هذا الدعم تبرز بشكل واضح في ريف حلب بعد إعادة احياء تحالف جيش الفتح مما يعني أن جبهات القتال في سوريا إلى مزيد من