لست بحاجة لكثير التعمق او عصر الذهن او استحضار الذاكرة لتدرك ان الشخصية الكاريزمية لبطل الشاشة قد تهاوت بفعل قراءة كلمة فقط من خطابه الذي لم يحمل الا مفردة واحدة العقل التبريري والتذهين ولطالما برعت بهذه الاستراتيجية الفكرية مدارس الغرب والاستعمار في التسويق للاحتلالات ومصادرة حقوق الشعوب وثرواتها القيمية قراءتها تستوجب فهم وجوهر الصراع الممتد عبر قرون من الجهل والاستعباد والثورات وحركات التحرر الوطني وبدء عصر الهيمنة والعولمة وبزت مفاهيمها ومصطلحاتها تحديدا زمن الغزو الاميركي للعراق وقتها تم تاسيس الحركة العالمية لمناهضة العولمة والهيمنة الاميركية والصهيونية من قادة العمل الوطني والتحرري العالمي الشعبي كان للراحلين منهم احمد بن بيللا ونيلسون مانديلا وهوغو شافيز البصمة المميزة في الحركة التي كان لي شرف رئاستها ومماؤسة شتى اشكال النضال والكفاح على امتداد الساحات القارية ونحن نرى بوضوح اهداف وغايات المولودون الجدد وبدء صراع القيم الاصيلة مع عولمة القتل والوحشية والارهاب والظلم والقهر والعدوان
اعتقد جازما ان السيد حسن لم يقراها بالصورة التي تفيد فهمه على الاقل لها وهذا كان المأمول من شخصية تمرست على فن الخطابة ولها من الحضور العقائدي ما يساعده على ادراك وكيفية وضع القيمية في جملة مفيدة ووضع نصابها في عنوان احادي لا يمكن واستحالة نسخه او تكراره لاي صيفة او مفردة او مناسبة فالقيمية هنا ليست سعرا او ثمنا بل هي تراث وحضارة امم خالدة عبر التاريخ الجلي تؤكد فعل وجود ارادة الشعوب وتصميها على مقارعة الظلم اولا واخيرا لانها تحتفظ يقيمها في مقابل ايضا القيم المستوردة وهذا يتطلب فهم ,
حركة الأفراد داخل المجتمع وسعيهم لتحقيق مصالحهم، وقضاء حاجاتهم وتعاونهم وتخاصمهم وتأييدهم لمؤسساته واعتراضهم عليها يسمى تفاعلا اجتماعيا ينتج عنه تغير اجتماعي. وهذه العملية لايمكن إيقافها لأنها شرط لوجود المجتمع. وإذا كان التفاعل يستحيل منعه فإن التغير الاجتماعي يستحيل إيقافه كذلك. وهو (أي التغير الاجتماعي) يمكن أن يكون سريعا أو بطيئا، صاخبا أو هادئا، سلميا أو عنيفا، وهذا يعتمد على القيم الاجتماعية التي تحكم المجتمع ويتم التفاعل الاجتماعي في ضوئها.
والتغير الاجتماعي ربما كان تلقائيا نتيجة لحركة المجتمع الرتيبة وتفاعله اليومي، وربما كان مقصودا موجها يتم وفق خطة مدروسة، وهو حينئذ تغيير اجتماعي وليس تغيرا اجتماعيا. ومن خلال التفاعل الاجتماعي التلقائي يتغير المجتمع فينمو ويشيخ وقد يتقدم أو يتأخر. ومن أوائل من تحدث عن التغير الاجتماعي ابن خلدون رحمه الله حينما تحدث عن المراحل التي تمر بها الدول والتغيرات التي تنتهي إليها المجتمعات وأبان أنه إذا سيطر الترف على مجتمع ما كان ذلك مؤذنا بضعفه وعجزه عن مدافعة عدوه، أو فشله أمام ضغوط الحياة. وليس الغرض هنا بسط نظرية ابن خلدون وإنما بيان موقع القيم في عملية التغير الاجتماعي. إنها بإيجاز شديد فاعلة ومنفعلة، فهي توجه السلوك وتقود التغير وفي الوقت نفسه تتأثر بالتغير فتنمو أو تضعف.
وفهم التفاعل الاجتماعي وضبط مسارات التغير الاجتماعي مرتبط بمعرفة القيم التي يتم التفاعل في ضوئها، فالقيم هي التي تمنح الشرعية لفعل ما فيكون مقبولا في المجتمع أو مرفوضا يُشْنَأُ صاحبه. وهي بهذا تيسر التغيير الاجتماعي أو تعوقه، وترشده أو تحرفه.
والقيم هي مبادئ ومعايير مسلمة بين جميع أفراد المجتمع أو غالبيتهم، فهي بهذا تمثل مرجعية للسلوك. أما مصدرها فربما كان الشريعة المنزلة أو اجتهادات العلماء أو ماتواضع عليه المجتمع أو سوى ذلك مما استقر في المجتمع نتيجة حوادث معينة عبر تاريخه الطويل. وفي تاريخ كل مجتمع تنشأ في حال الرخاء والغنى قيم، وفي حال العوز والفقر تنشأ قيم وفي حال الخوف تنشأ قيم وفي حال الأمن تنشأ قيم، وهذه القيم ليست جميعها في مستوى واحد، فبعضها أساسي في ثقافة المجتمع وبعضها هامشي، وغايتها جميعا ضبط السلوك داخل المجتمع وتيسير التفاعل بين أفراده. والمجتمع لايتسامح في التعدي على قيمه ولاسيما القيم الأساسية
كان واضخا منذ بداية الخطاب وعدم تحريك الياء في كلمة القيمية قصور فهمها او ان احدا ما ورط امين عام حزب الله بها فقد نسف كل مفردات وتاريخ المقاومة وصراعه مع الصهاينة واحتضان شعبه واهله وبيئته لهذه المقاومة عندما اعتبر ان القيمية ودون ان يحرك يائها بالشان الانساني هو الخروج العقائدي في معركة النهروان وان من قتل الامام عليا هم خوارج الامة
لم يعد في مخزون الثوابت ما يكفي للمتاجرة به ولم يعد للكابرة ايضا عنوان يخفي الحقيقة ولو لفترة زمنية قصيرة . الوضوح كان جليا لدرجة ان الشعور الانساني بالقيمية ترجمه رفيق القادة العسكريين في حزب الله وامينه العام بالتوجه الى صناديق الاقتراع وانتخاب لوائح الوفاء
لمن للقيمية ام للامام علي ام للحاضر الغائب شهادة وقتلا عبر التاريخ ام لاستجداء حضن البيئة والطائفة والمذهب في معركة حدد عنوانها هو انها ضد الهيمنة الاعلامية بمعنى اخر اعاد قراءة القيمية وفق الاثمان والاسعار