غدا جولة إنتخابات جنوبية , ونصرالله يجدد التكليف الشرعي لإنتخابات لوائح السلطة
السفير :
ردّ الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله على ما أسماها «العصابات» التي حاولت استثمار دم القيادي الشهيد مصطفى بدر الدين («ذو الفقار»)، بإطلاق تأويلات لا تمتّ بصلة إلى ثقافة المقاومة وتاريخها وحاضرها.
وبشكل غير مباشر، شمل الرد بعض المناخات السلبية التي راجت على مدى أسبوع، حتى ضمن جمهور «حزب الله»، سواء حول طبيعة الحادثة التي أدت الى استشهاد بدر الدين، أو حول مجمل حضور الحزب في الساحة السورية.
من هنا جاء كلام السيد نصر الله قاطعاً بأننا باقون في سوريا «وسيذهب قادة أكثر من السابق الى سوريا وسنحضر هناك بأشكال مختلفة». وقال: «لم يخرجنا استشهاد أي قائد من قادتنا من أي معركة بل كان يزيد قوتنا بهذه المعركة». وأضاف: ثأرنا الكبير يكون في أمرين: الأول، أن يتعاظم حضورنا في سوريا. والثاني، أن نلحق الهزيمة النكراء والنهائية بالجماعات الإرهابية التكفيرية الإجرامية.
وأكد نصر الله أن معطيات استشهاد بدر الدين أشارت إلى مسؤولية الجماعات المسلحة التكفيرية، وأضاف «تحققنا وفحصنا فليس هناك أي مؤشر يدل على أنه الاسرائيلي»، وأوضح «نحن لم نخش أبداً تحميل إسرائيل مسؤولية أي اعتداء علينا وقد هددّنا بالردّ وفعلنا كاعتداء القنيطرة (الذي استهدف الشهيدين جهاد عماد مغنية وأبو عيسى وأحد الضباط الإيرانيين)».
وفي كلام يحمل في طياته عدم وجود أي احراج في أن يكون «حزب الله» في موقع المبادرة على كل الجبهات، برغم اللحظة الإقليمية الضاغطة، أطلق نصر الله معادلة جديدة في الصراع المفتوح مع العدو: «أنا أقول للإسرائيليين الذين أنصفونا، وللأعراب الذين هم أشد كفراً ونفاقاً، الذين اتهمونا، وللعالم وللعدو وللصديق، في أسبوع الشهيد القائد الجهادي الكبير السيد مصطفى بدر الدين، إذا امتدت يدكم إلى أي مجاهد من مجاهدينا ـ أيها الصهاينة ـ سيكون ردنا مباشراً وقاسياً وخارج مزارع شبعا، وبكل وضوح، وأياً تكن التبعات».
وتكتسب هذه الرسالة مضموناً مزدوجاً، فهي من جهة، رسالة تهدف الى تحصين وحماية المقاومة والمقاومين، عبر التحذير المسبق للعدو من مغبة أي استهداف مستقبلي. ومن جهة ثانية، تترك الباب مفتوحاً أمام توسيع ساحة المواجهة، خارج حدود مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، بدءاً من الخط الحدودي نفسه، وانتهاء بعمق «الجبهة» مع الاسرائيليين. وهذا يعني أن منظومة الحزب القتالية ستكون معنية نظرياً وميدانياً بتحديد الأهداف والساحات المحتملة.. وصولاً الى كل الاحتمالات المتدحرجة لمعادلة «ما بعد شبعا».
وعدا البعدين الاسرائيلي والتكفيري، يمكن القول إن السيد نصر الله أعطى الشهيد بدر الدين بعض حقه، بحرصه على تقديم مقتطفات من سيرته الذاتية مقاوماً (1982) ومؤسساً (1983) وقائداً حتى لحظة استشهاده على أرض سوريا، مروراً بمحطات بارزة مثل انتصار نيسان 1996 و «كمين أنصارية» في أيلول 1997 (أحد عقول المقاومة) وإنجاز التحرير في العام ألفين، فضلا عن «حرب تموز 2006» وتفكيك الشبكات الاسرائيلية في لبنان، فضلاً عن أدواره على صعيد الحرب النفسية مع العدو وتجربة «الإعلام الحربي» في المقاومة.
أما النقطة الرابعة التي أثارها السيد نصر الله، فتتمثل في القول إن «حزب الله» بألف خير، طالما أنه أصبح مؤسسة حقيقية («انتقلنا من قوة محلية الى قوة اقليمية»)، لا تتوقف حركتها على شخص أو قائد، «مهما كان كبيرا».
وبرغم طبيعة المناسبة، بدا نصر الله حريصاً على توجيه رسالة سياسية واضحة للجنوبيين، عشية المرحلة الثالثة من الاستحقاق البلدي، بأن المشاركة الانتخابية تتمحور حول خيارات سياسية بالدرجة الأولى «لأنه في هذا المناخ الذي تخاض فيه حرب إعلامية شعواء علينا، يتم استغلال حتى دماء الشهداء، كما شهدنا خلال الأسبوع الماضي بشهادة السيد مصطفى بدر الدين»..
وتقاطع موقف نصر الله مع دعوة الرئيس نبيه بري للالتزام باللوائح التي تمَّ التفاهم عليها بين «الثنائي الشيعي». وتوجّه رئيس المجلس إلى الجنوبيين بالقول «لنجعل من يوم الانتخاب يوم عرس للجنوب لا بل للبنان، عبر المشاركة الكثيفة في عمليات الاقتراع، وتقديم اعلى مستوى حضاري وديموقراطي».
انتخابات الجنوب.. مميزة
يذكر أن محافظتي الجنوب ستشهدان، غداً، في أقضيتهما السبعة انتخابات بلدية واختيارية، حيث يجري التنافس على 3318 مقعداً بلدياً و706 مقاعد اختيارية، في ظل تنافس انتخابي عبّر عنه قرار «الحزب الشيوعي اللبناني» بخوض معارك انتخابية في أكثر من ستين قرية جنوبية في مواجهة اللوائح الائتلافية لـ «حزب الله» و «أمل» (نماذج اللوائح اليسارية في الطيبة وحولا والخيام وكفر رمان وبنت جبيل وصور والبازورية الخ..).
ومن المتوقع أن تشهد مدينة صيدا معركة انتخابية بين لائحة مدعومة من «المستقبل» من جهة، وبين لائحتين، أولى، يدعمها «التنظيم الشعبي الناصري» وحلفاؤه، وثانية، تدعمها «الجماعة الاسلامية».
ويصح القول إن معركة صيدا هي معركة رفع نسبة المشاركة بالنسبة لـ «المستقبل»، خصوصاً في ضوء نتائج بيروت، فاذا كانت المشاركة ضعيفة، يتقلص فارق الأصوات مع أسامة سعد الذي يملك قوة تجييرية محسوبة (بلوك انتخابي)، وبالتالي تصبح فرص الأخير أو «الجماعة» بالخرق ممكنة، من دون اغفال المعنى السياسي الذي يريده كل طرف عبر اختبار شعبيته على مسافة سنة من الاستحقاق النيابي، علما أنه راجت معلومات في صيدا، أمس، عن نية الرئيس سعد الحريري الانتقال للمدينة، اليوم، لتحفيز جمهوره نحو أوسع مشاركة انتخابية.
ومن المنتظر أن تشهد مدينة حاصبيا معركة بلدية بين لائحة مدعومة من «الاشتراكي» وبين «لائحة مستقلين»، وذلك بعدما انفرط عقد المفاوضات الارسلانية ـ الجنبلاطية حول حصص الجانبين في المجلس البلدي لمدينة حاصبيا، وقرر بعدها الارسلانيون و «القوميون» سحب مرشحيهم وترك حرية الاختيار لناخبيهم.
ومن خارج السياق البلدي الذي تتداخل فيه الاعتبارات السياسية والعائلية، ينتظر أن يشهد قضاء جزين معركة نيابية حقيقية، حيث يتنافس على المقعد الماروني الشاغر بوفاة النائب ميشال الحلو أربعة مرشحين هم المحامي ابراهيم سمير عازار، رجل الأعمال أمل أبو زيد («التيار الوطني الحر»)، العميد المتقاعد صلاح جبران، الناشط العوني السابق باتريك رزق الله.
النهار :
تحمل المرحلة الثالثة من الانتخابات البلدية والاختيارية والتي ستجرى غداً في محافظتي الجنوب والنبطية "قيمة مضافة" تميزها عن المحافظات الاخرى وتتمثل في معركة الانتخاب الفرعي في جزين لملء احد مقاعدها النيابية الشاغر. واذا كانت كل من المراحل البلدية تثبت أكثر فاكثر الاختلاط الواسع المعقد بين العوامل السياسية والعائلية والاهلية في هذا الاستحقاق تبعاً لخصوصيات كل منطقة، فان واقع المنافسات واللوائح والتحالفات الانتخابية في الجنوب يرسم عشية المرحلة الثالثة ملامح حماوة متفاوتة بين اقضيته يمكن معها التوقف عند رسم بياني عريض لمعارك أساسية ثلاث.
اولى هذه المعارك ستجري في صيدا حيث تحتدم المبارزة بين ثلاث لوائح، الاولى برئاسة محمد السعودي المدعومة من "تيار المستقبل" و"الجماعة الاسلامية" وعبد الرحمن البزري، والثانية برئاسة بلال شعبان المدعومة من "التنظيم الشعبي الناصري"، والثالثة برئاسة علي الشيخ عمار. وتتخذ المواجهة بعدها الداخلي التقليدي بين "المستقبل" و"التنظيم الشعبي الناصري" بما يعد اختباراً جديداً للائحة المدعومة من الرئيس فؤاد السنيورة والنائبة بهية الحريري اللذين أدارا مباشرة المعركة مع تحرك قوي للامين العام لتيار "المستقبل" احمد الحريري وسط تصاعد الاستعدادات المنافسة لاحداث تغيير يأمل معه خصوم "المستقبل" في تسديد ضربة الى التيار مع ان المعطيات الواقعية لا تزال تميل بمجملها الى مصلحة "المستقبل" ما لم تحدث مفاجآت. ولذا ستكون صيدا أيضاً أمام اختبار نسبة الاقبال على الاقتراع التي يرجح المعنيون في كل اللوائح ان تكون مرتفعة.
المعركة الثانية في جزين حيث تكتسب طابعاً أشد حماوة نظراً الى ارتباطها بالمنافسات المسيحية – المسيحية على غرار ما سبقها في زحلة ومناطق جبل لبنان ذات الغالبيات المسيحية، علماً ان جزين تشهد معركتين حادتين لانتخاب مجلس بلديتها الجديد ولانتخاب نائب جديد سيكون النائب المنتخب الوحيد في مجلس النواب الممدد له مرتين في ما تبقى من ولايته التي تنتهي قانوناً في حزيران 2017 . ويتنافس في المعركة النيابية ثلاثة مرشحين هم أمل ابو زيد المدعوم من "التيار الوطني الحر" وحزبي "القوات اللبنانية" والكتائب، وابرهيم عازار ابن النائب السابق سمير عازار، وباتريك رزق الله الناشط سابقاً في صفوف "التيار الوطني الحر".
ووجه العماد ميشال عون رسالة إلى جزين "بأن تعمل على تثبيت خطّها السياسي الذي انتهجته في العام 2009، عندما انتخبت للمرّة الأولى بأصواتٍ حرة. والمطلوب اليوم هو أن تكرّر التجربة الأولى كي تبقى ثابتة وتتطوّر وفقاً للنهج السياسي العام في لبنان، لأنها إذا غيّرت وسمحت "للحزازات" الفردية أن تفعل فعلها بين الناس، سينعكس هذا الأمر سلباً؛ فأهمية جزين تكمن في كونها موحّدة وتنتهج خطاً سياسياً سليماً". وآمل أنه "بعد 48 ساعة سيكون لدينا النائب الشرعي الوحيد في البرلمان اللبناني".
أما بالنسبة الى المناطق ذات الغالبية الشيعية حيث النفوذ الاقوى للثنائي "أمل" و"حزب الله"، فيبدو واضحاً، استناداً الى مصادر سياسية مواكبة للاستحقاق البلدي في الجنوب ان المنافسات هذه المرّة تتم داخل كل من فريقيّ الثنائي الشيعي. ففي داخل حركة "أمل" وأيضاً داخل "حزب الله" إنقسامات ذات طابع محلي، علماً ان الحزب أصرّ على ترشيح أعضاء منتسبين اليه أكثر من ألاصدقاء. وعزا ذلك الى ان إمساك "حزب الله" بالبلديات مباشرة في مرحلة العقوبات الاميركية يمثل حماية إضافية له في مواجهة هذه العقوبات. لكن الحزب الشيوعي خصوصاً يخوض معارك في عشرات البلدات والقرى.
وعشية الانتخابات في الجنوب توجه رئيس مجلس النواب نبيه بري الى الجنوبيين قائلاً: "هذه الانتخابات للانماء والوفاء، ومن هنا أتوجه الى أهلنا في كل بلدات الجنوب مؤكداً التزام اللوائح التي تم التفاهم عليها بين حركة أمل وحزب الله والتي لم تراع سوى مصلحة الجنوب وابنائه. ولجميع الجنوبيين أقول لنجعل هذا اليوم يوم عرس وطني ديموقراطي عبر المشاركة الكثيفة في هذا الاستحقاق وتقديم أعلى مستوى حضاري وديموقراطي وآمل ان تكون الانتخابات البلدية والاختيارية فاتحة نحو الانتخابات الرئاسية والنيابية وفق قانون عصري يلبي تطلعات اللبنانيين".
نصرالله
ولم يغب الاستحقاق الانتخابي عن الكلمة التي القاها الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في ذكرى أسبوع مقتل القائد العسكري الابرز في الحزب مصطفى بدر الدين أمس، اذ دعا الى الاقتراع بكثافة غداً في الجنوب والتزام لوائح التفاهم بين الحزب و"أمل" لان "من نتائج ذلك تمتين التحالف في مواجهة كل الاعاصير". أما في ما يتصل بموقف الحزب من مقتل بدر الدين، فأعلن نصرالله "اننا باقون في سوريا وسيذهب قادة الى سوريا اكثر من العدد الذي كان موجودا وسنحضر بأشكال مختلفة وسنكمل المعركة". كما جدّد موقفه من اعتبار المحكمة الدولية "غير موجودة وملفها غير موجود أصلاً عندنا" في رد مباشر على مطالبة المحكمة بإثبات مقتل بدر الدين المتهم الرئيسي في ملف اغتيال الرئيس رفيق الحريري.
المستقبل :
عشية فتح صناديق الاقتراع للمرحلة الثالثة من الانتخابات البلدية والاختيارية التي ستجري الأحد في محافظتي الجنوب والنبطية ولانتخابات جزين النيابية الفرعية في اليوم نفسه، بلغت التحضيرات كما الحملات والمهرجانات الانتخابية ذروتها مساء مع إعلان المزيد من اللوائح جنوباً.
وفي اليوم الفاصل بين انتهاء الحملات رسمياً وبدء الاقتراع، يغيب صخب المهرجانات الانتخابية لتحضر الجهوزية الإدارية واللوجستية حيث يتسلم رؤساء الأقلام صناديق الاقتراع وملحقاتها فجراً من سرايا صيدا الحكومية ومن مراكز القائمقاميات ليبقى الجهد بعد ذلك منصباً على استكمال الجهوزية الأمنية، حيث يعقد مجلس الأمن الفرعي في الجنوب اجتماعاً له الحادية عشرة قبل ظهر اليوم لوضع اللمسات الأخيرة على الخطة الأمنية لمواكبة انتخابات الأحد على صعيد مختلف الأقضية. وعلمت «المستقبل» في هذا السياق أن أكثر من 10 آلاف عنصر في قوى الأمن الداخلي و12 ألف عسكري في الجيش سينتشرون في مختلف مناطق الجنوب عشية النهار الانتخابي وستبدأ طلائعهم بالوصول ظهراً لتوزيعهم على مراكز الاقتراع ومحيطها.
الى ذلك شهدت مدينة صيدا مساء أمس المهرجان المركزي الختامي للائحة «إنماء صيدا» في دارة السيد شفيق الحريري شارك فيه الرئيس فؤاد السنيورة والنائب بهية الحريري والمسؤول السياسي للجماعة الإسلامية في الجنوب الدكتور بسام حمود ورئيس اللائحة المهندس محمد السعودي حيث تقاطعت الكلمات على أهمية أن تُسجل صيدا نسبة مشاركة عالية في الانتخابات والاقتراع باكراً للائحة السعودي لتستكمل مسيرة إنماء المدينة. وكان لافتاً في هذا المهرجان الحشد الشعبي الكبير الذي حضره من مختلف أحياء المدينة وامتدادها السكاني في الضواحي.
وعشية الاستحقاق البلدي الصيداوي، اعتبرت أوساط صيداوية أن الناخب الصيداوي سيكون الأحد أمام توجهات ثلاثة تعبر عنها البرامج الانتخابية للوائح المتنافسة، يتقدمها توجه الإنماء مبنياً على الإنجاز والذي تمثله لائحة إنماء صيدا برئاسة السعودي والمدعومة من تيار «المستقبل» و«الجماعة الإسلامية» والدكتور عبد الرحمن البزري، وتوجه سياسي يرتكز الى شعارات فضفاضة لا تعبر عن خلفيات حزبية أكثر منها إنمائية وهذا التوجه تمثله لائحة «صوت الناس» برئاسة المهندس بلال شعبان والمدعومة من «التنظيم الشعبي الناصري» واللقاء «الوطني الديمقراطي»، والتوجه الثالث يبدو أقرب الى تسجيل موقف وإثبات حضور أكثر منه خوض معركة انتخابية تعبر عنه لائحة «أحرار صيدا» برئاسة الدكتور علي الشيخ عمار وهي مدعومة من بعض مناصري الشيخ أحمد الأسير ومقربين من هيئة «علماء المسلمين».
وترى الأوساط الصيداوية أن الناخب الأول في معركة صيدا سيكون الأمن والاستقرار والنظام ونجاح القوى الأمنية في منع حدوث أية إشكالات خلال هذا اليوم لأن ذلك يشجع الناس أكثر على الإقبال على صناديق الاقتراع. وبالتالي فإن صيدا ستكون أمام تحديين أساسيين: تحدي رفع نسبة المشاركة في هذا الاستحقاق بما هو عملية ديموقراطية وحق وواجب للمواطن في آن ليختار ممثليه في المجلس البلدي، والتحدي الثاني هو إحداث فارق كبير في الأصوات بين لائحة «إنماء صيدا» واللائحة المنافسة «صوت الناس» لأن هذا الفارق سيعبر عن مدى وحجم الثقة التي ستجدد للسعودي وفريقه البلدي وبرنامجه الإنمائي والتي يُنتظر أن تكون بحجم وحضور وصدى الإنجاز الذي تمثل بقيام المجلس البلدي الحالي برئاسته بواجبه تجاه المدينة طيلة ست سنوات من العمل البلدي والإنمائي المنتج والذي تلاقى مع تطلعات أبنائها في ما يريدونه لمدينتهم من بيئة نظيفة وتنمية على كافة المستويات ونهوض وازدهار في مختلف قطاعاتها..
الديار :
هل يستطيع الرئيس نبيه بري اختراق الصراع السعودي - الايراني؟
رجل العصا السحرية ام رجل القبعة السحرية، الذين يزورون السفير الفرنسي ايمانويل بون يسمعون منه عبارة واحدة «انتظروا زيارة الوزير جان - مارك ايرولت».
لكن السفير يقر بحساسية، او بخطورة التعقيدات الداخلية والاقليمية، زواره ينقلون عنه «ان بلدكم يقترب اكثر فاكثر من الخطر، ولا بد من انقاذه الآن». جون يقول الآن وليس غداً، لكن ايرولت الذي يحاول تبديد الغبار الذي تركه وراءه سلفه لوران فابيوس، يأتي ليعد بادراج بند الاستحقاق الرئاسي على جدول اعمال اجتماع مجموعة الدعم الدولية.
كل ما يفعله الثنائي هولاند - ايرولت هو ان تكون باريس مكان الاجتماع. حينذاك يمكن للفرنسيين ان يمارسوا «الديبلوماسية الهادئة» مع رؤساء الوفود. علهم يخرجون بموقف يساعد على انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان حيث بعض الاصوات تتحدث عن «الملهاة الفرنسية».
الفرنسيون يعلمون اكثر من غيرهم المكان الذي علقت فيه رئاسة الجمهورية في لبنان، ومع ذلك يحاولون ويشتكون من ان الاميركيين لا يتعاونون. البعض يتسذكر كيف ان جاك شيراك، وفي اجتماع النورماندي الشهير في حزيران 2004، اقنع جورج دبليو بوش بموقف من لبنان انتج قرارمجلس الامن الدولي 1559 في 2 ايلول من ذلك العام..
الآن لا تنظر ادارة باراك اوباما الى ادارة فرنسوا هولاند بالحد الادنى من الود، حتى الآن لا يزال هناك في واشنطن من يصف بـ «السيء والمراوغ» الدور الذي اضطلع به فابيوس ان في محاولة عرقلة اتفاق فيينا، او في اثارة الشغب في البلاط السعودي، كما في البلاط التركي، ضد سياسات الولايات المتحدة حيال سوريا وحتى حيال المنطقة...
الرئيس بري دمث جداً، وديبلوماسي جداً، ويستطيع ا ن يجعل من شعرة معاوية عبارة للحدود، وعبارة للقارات. لديه كل المعطيات حول الاهتمامات الاميركية في لبنان. رئاسة الجمهورية ليست من الاولويات، ولطالما صارح السفير ريتشارد جونز بعض الاصدقاء بالجهة التي تقبض على رئاسة الجمهورية في لبنان، ولاسباب تتعلق بالصراع الاقليمي الذي كان يصفه بالعبثي. وفي احدى المرات مازح مرجعية لبنانية بالقول «انهم يعملون لمصلحتنا دون ان يعلموا ودون ان نعلم».
بعض الجهات السياسية تسأل عن مصدر الضوء الاخضر الذي تلقاه رئيس المجلس النيابي، الامين العام السيد حسن نصرالله قال: «تعالوا ننجز الاستحقاق الرئاسي بايد لبنانية بحتة»، ثمة طباخون ماهرون في لبنان من الرئيس بري الى النائب ميشال المر كما ان الرئيس سعد الحريري الذي تتراكم حوله الازمات يتحرق شوقا الى السراي الحكومي، وهو جاهز للمساهمة في الطبخة الرئاسية، مع براعة في الطبخ المنزلي. ولكن...
هل يبالغ بعض السياسيين حين يقولون ان ثمة شيئاً ما سيخرج من عشاء السفير السعودي في بيروت علي عواض عسيري امس والذي وجهت فيه الدعوة الى «الاقمار الاربعة» (في اشارة للنص الانجيلي) اي الرئيس امين الجميل، والعماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية والدكتور سمير جعجع. السفارة لا تعطي اية ابعاد سياسية للعشاء (الذي لن يكون سريا) والغاية منه فقط التأكيد ان الرياض لا تقف مع عون ضد فرنجية ولا تقف مع فرنجية ضد عون. وهكذا دواليك...
احد المدعوين قال لـ «الديار» ان تكون المملكة على مسافة واحدة هنا المشكلة لتقل هي مع من؟ وبعدما ظن كثيرون انهما وراء مبادرة الرئيس سعد الحريري بترشيح رئيس تيار المردة لاختراق 8 آذار والحجر على الجنرال، تبين ان المبادرة حريرية وفوجئ السعوديون بأن رجلهم الاول لم يتمكن من تسويق المبادرة لا بين جماعته ولا بين الاخرين لا بل انه شق الطريق امام «حفل الزفاف» في معراب بين الجنرال والحكيم..
ـ مبادرة ام مغامرة؟ ـ
وراء الضوء «مبادرة بري» ام «مغامرة بري» كيف يمكنه تمرير (او تهريب) رئيس للجمهورية من ثقب الابرة. «الاستاذ» البارع في تدوير «الزوايا، هل يمكنه ان يعبر ذلك الشريط الطويل من الالغام؟ ثمة تشاؤم...
ـ تقرير كي ـ مون ـ
تقرير الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون حول النازحين لا يزال يشكل القنبلة، العبارات التي وردت في التقرير كانت واضحة حول التوطين والتجنيس، لا احد يعلم كيف تمضي الامور في سوريا وحول سوريا، لا بل ان خبراء دوليين يعتبرون انه اذا بدأت عمليات الاعمار في سوريا في هذه اللحظة فالمسألة تتطلب 5 سنوات، ولن يعود خلال سنة سوى ثلث العدد المنتشر في لبنان وربما اقل.
هذه المسألة بحثها القائم بالاعمال الاميركي السفير ريتشارد جونز، العائد حديثا من واشنطن مع رئىس الحكومة تمام سلام، ليقول بعد اللقاء ان بلاده تتفهم حساسية هذه المسألة بالنسبة الى لبنان، وتعتقد ان الحل الافضل للاجئىن هو العودة الى ديارهم بمجرد ان تسمح الظروف بذلك».
جونز استدراك قائلا «واذا اصبح هذا الامر مستحيلا يجب ان يؤخذوا لتوطينهم في بلدان اخرى».
هذا الكلام لم يطمئن المسؤولين اللبنانيين في اية حال، اذ سبق للادارة الاميركية ووعدت السلطات اللبنانية بنقل نحو 100 الف لاجئ فلسطيني الى خارج لبنان في اطار عملية تلحظ حل مشكلة اللاجئىن بالتزامن او بالتوازي مع العمليات التفاوضية الخاصة باقامة الدولة الفلسطينية.
وقد مضى على الوعد الاميركي نحو 14 عاما دون ان تتخذ اي خطوة في هذا المجال لا بل ان الدولة الفلسطينية باتت مستحيلة مع جنوح السياسة الاسرائيلية يمينا حتى ان بنيامين نتانياهو لم يتحمل دفاع وزير الدفاع موشي يعلون عن نائب رئيس هيئة الاركان يائير غولان الذي قد يكون هو في اتجاه الاستقالة ايضا.
ويقول مصدر وزاري لـ «الديار» اين هي «البلدان الاخرى» التي يمكن ان تستقبل نحو 5 ملايين سوري ينتشرون في لبنان والاردن وتركيا؟»
ـ «التصريح المروع» ـ
وليس تصريح جونز وحده الذي زاد في قلق المراجع اللبنانية بل ما وصفه المصدر اياه بـ «التصريح المروع» لمنسقية الامم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ، اثر لقائّها وزير الخارجية جبران باسيل، اذ وصفت تقرير كي مون بـ «العالمي، وهو عام بطبيعته، ولا يتوجه الى لبنان بأي شكل او طريقة، وهو ايضاً لا يتحدث عن ازمة النازحين خصوصاً».
اضافت «أن موقف المنظمة الدولية» واضح ولن يتغير، والحل لوضع النازحين السوريين هو بايجاد حل سياسي للصراع في سوريا، مشيرة الى «اننا لم نطلب في اي وقت تسوية دائمة اوتجنيس السوريين النازحين او الفلسطينيين في لبنان».
وقالت كاغ «ان الدستور اللبناني واضح جداً حيال هذا الامر، ونحن نعمل دائماً بانسجام مع دستور البلاد، وهذا امر سينطبق على لبنان»، مشيرة الى «أن التقرير غير ملزم ويضم مقترحات للمجتمع الدولي ليصار الى مناقشتها بشكل شامل خلال الاجتماع المخصص والرفيع المستوى في 19 ايلول المقبل».
وسلم باسيل كاغ رسالة خطية الى كي ـ ـمون اكد فيها «موقف لبنان الرافض لما ورد في تقريره في صدد استيعاب النازحين في اماكن تواجدهم، وضرورة اندماجهم في المجتمعات، ووضع السياسات الوطنية من قبل الدول للتكيف مع بقائهم وصولاً الى اعطائهم الجنسية».
ولحظت الرسالة «رفض التوطين، وأي شكل من اشكال التجنيس، او البقاء الطويل للسوريين»، معتبرة «أن الحل الوحيد هو بعودة النازحين السريعة والآمنة الى وطنهم سوريا».
ـ النزوح والدستور ـ
اما المصدر الوزاري، فقال لـ«الديار» ان كلام المنسقية الدولية لم يكن مقنعاً قطعاً، وهي ذكرت انه عام وعالمي، ومعنى ذلك انه يشمل كل الدول المضيفة، ولو كانت هناك استشارات لأتى التقرير على ذكرها، اما التذرع بأن الدستور اللبناني يمنع التوطين، فهذا اقرب ما يكون الى «الطرفة»، ففي ظل الاوضاع في المنطقة وحيث تتفكك الدول بل وتزول، وحيث تسقط الحدود، ودون ان تستطيع الامم المتحدة ان تفعل شيئاً، اي فاعلية وأي معنى للنصوص؟
ولاحظ المصدر «ان الدستور اللبناني ينص على انتخاب رئىس للجمهورية في غضون شهرين من انتهاء الولاية، اي بدءاً من 25 آذار 2014، ومع ذلك فان الضغوط الاقليمية حالت حتى دون تطبيق نص دستوري عادي فكيف اذا تعلق الامر بـ«عاصفة دولية» في اتجاه التوطين والتجنيس اذا ما اخذنا بالاعتبار كلام مدير وكالة الاستخبارات المركزية جون رينان ومدير الاستخبارات الفرنسية برنار باجوليه حول اعادة رسم الخرائط في سوريا والعراق ما يجعل النازحين السوريين حالة مقيمة في لبنان، وربما تزعزع الخارطة اللبنانية ايضاً.
ـ تهديد نصرالله ـ
الى ذلك، تحدث الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله في ذكرى الاسبوع للقيادي مصطفى بدر الدين، موجها كلامه الى الاسرائيليين، وقائلاً «اذا امتدت ايديكم الى اي مجاهد من مجاهدينا سيكون ردنا قاسياً، وخارج مزارع شبعا ايا تكن التبعات، ما يعني ان «السيد» سيأمر بالضرب في الداخل الاسرائيلي»، مشيراً الى «ان المعطيات في منطقة الاغتيالات وجهتنا نحو الجماعات التكفيرية وانا اتحمل تبعات هذا الاستنتاج».
ـ الانتخابات جنوباًً... ـ
غدا، المرحلة الثالثة من الانتخابات البلدية في محافظتي الجنوب والنبطية، انتخابات باهتة، ولوائح كاسحة على غرار المحادل النيابية، وحتى في مدينة صيدا، لا مجال لمواجهة لائحة محمد السعودي التي تجمع تحت لوائها تيار المستقبل والجماعة الاسلامية وعبد الرحمن البزري. البعض يتحدث عن «بطولة» اسامة سعد في التصدي لتلك الارمادا الانتخابية، والبعض الاخر يدرك مبرراً كل تلك السلبية، وهو الذي يعرف اكثر من غيره، العقل الانمائي وغير المنحاز، للسعودي الزاهد في المنصب على كل حال.
لكن رئيس التنظيم الشعبي الناصري يرى في الذوبان داخل تلك التركيبة «اشد مضاضة» حتى من الاغتيال السياسي..
جزين تنتخب غداً امل حكمت ابو زيد نائباً يقال انه سيكون النائب الشرعي الوحيد في ساحة النجمة، اما بلدياً فالمدينة تشهد عراكاً عجيباً بين داخل التيار الوطني الحر الذي تحالف مع حزب «القوات اللبنانية» والنائب السابق ادمون رزق...
الخشية من ان تتناثر اصوات العونيين وتتوزع على ابو زيد والعميد صلاح جبران الذي له حيثيته الشعبية وباتريك رزق الله. وبعض «الاوفياء جداً» للجنرال يشيعون بين المؤيدين انتهبوا ان معركة جزين لا تقل شأن عن معركة جونية.
في المناطق الشيعية اصوات معترضة، وكما جرى في البقاع، مرشحون من «حزب الله» وحركة «امل» ضد لوائح الثنائي، فيما يأمل الحزب الشيوعي برئاسة حنا غريب ان يستعيد مجده في الجنوب من الباب البلدي، ومن بنت جبيل الى حولا، وصولاً الى العرقوب.
الجمهورية :
فيما نشَطت في محافظة الجنوب الاستعدادات والماكينات الانتخابية عشيّة الانتخابات البلدية وتوالى إعلان اللوائح، توزَّع المشهد السياسي مع نهاية الأسبوع على اليرزة حيث أقام السفير السعودي علي عواض عسيري في دارته عشاءً جمعَ كافّة التلاوين السياسية في البلاد، وعلى الضاحية الجنوبية لبيروت التي أطلقَ منها الأمين العام لـ»حزب الله» السيّد حسن نصرالله جملة مواقف ناريّة في أسبوع القيادي في الحزب مصطفى بدر الدين، والسراي الحكومي ووزارتَي الخارجية والعمل، التي شهدت لقاءات ديبلوماسية تناولت ملفّ تجنيس النازحين السوريين وتوطينهم في ضوء تفاعل تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأخير عن تجنيس النازحين السوريين وتوطينهم. كان الحدث السياسي البارز أمس العشاء الذي أقامه عسيري ووجّه خلاله الى الحاضرين نداءً صادقاً بـ«أن يقوم كل واحد منكم بخطوة نحو الآخر من دون انتظار من سيكون البادئ، وأن تبادر القيادات الى حوار يختلف عن كل الحوارات السابقة، عنوانُه «إنقاذ لبنان» لأنّ الوقت يمرّ والأخطار تزداد، والحرائق لا تزال تندلع وتتمدّد، ولبنان لم يعُد قادراً على الاحتمال، لا بل يتطلّع الى همّتِكم وقراراتكم الشجاعة بعدما عانى ولا يزال من ضَرر سياسي واقتصادي كبير بسبب شغور موقع رئاسة الجمهورية وغياب «حامي الدستور» الذي يُعتبر انتخابه المدخل الأساسي الى كافة الحلول».
وناشَد الحاضرين «أن توجِدوا الإرادة السياسية والحلول التوافقية لهذا الملف، بحيث يحلّ عيد الفطر المبارك ويكون للبنان رئيس عتيد».
وقال: «تعرفون أنّ أشقّاءَكم العرب وفي طليعتهم أبناء المملكة العربية السعودية يواكبونكم بقلوبهم ويتطلّعون الى اللحظة التي يتم فيها التوصّل الى الحلول السياسية التي تريح الوضعَ العام في لبنان، فحبّذا أن يشكّل هذا اللقاء فاتحة هذا الأمر، بحيث تتّخذ الحكومة اللبنانية مزيداً من الخطوات السياسية والأمنية التي تطَمئن السيّاح العرب والأجانب وتؤكّد أنّ السلطات اللبنانية لا تألو جهداً في اتخاذ كافة الإجراءات التي تشجّع كلّ محبّي لبنان على المجيء إليه، الأمر الذي سيُنشّط الدورة الاقتصادية».
واعتبَر «أنّ بعض الأصوات التي تستعمل أساليب التجييش وارتفاع النبرة لا تخدم مصلحة لبنان ولا يريدها أصلاً، وجلُّ ما فعلته أنّها استجلبَت الانعكاسات السلبية على الاقتصاد وعلى الوضع اللبناني عموماً، بعدما ربَطت نفسَها بشؤون إقليمية ومحاور لا تقيم اعتباراً إلّا لمصالحها الخاصة».
وأكّد عسيري أنّ بلاده «كانت وستبقى الداعمَ الأساسي للوفاق الوطني والاستقرار السياسي والأمني في لبنان ولصيغةِ العيش المشترك الإسلامي ـ المسيحي، وغير صحيح ما يشاع أنّها تخلّت عن لبنان، فهذه ربّما أمنيةُ البعض التي لن تتحقّق، لأنّ العلاقات السعودية ـ اللبنانية متجذّرة في التاريخ وفي البعد الإنساني الذي يجمع الدول والشعوب».
وتمنّى «أن يشهد هذا المساء الحدّ الفاصل في القرارات»، آملاً «أن تكون الانتخابات البلدية التي تجري بكلّ رقيّ وديموقراطية فألَ خيرٍ وخطوةً في اتّجاه إجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية».
نصرالله
في هذا الوقت، أوضَح السيّد نصر الله في موضوع اغتيال بدرالدين أن «ليس لدينا مؤشّر ولا معطى ولا دليل يأخذنا إلى الإسرائيلي... نحن لا نُبرّئه، نحن نقول: لا نتّهم لأن ليس لدينا دليل اتّهامي».
وكرّر أنّ «المعطيات عند الحزب أخذته إلى الجماعات الإرهابية المسلّحة الموجودة في المنطقة». وكرّر التأكيد أنّه «عندما تكون لدينا معطيات على اتّهام إسرائيل نتّهمها، وتكفينا المعطيات الظنّية لنتّهمَ، يعني ليس شرط اليقين». وحذّر الإسرائيليين قائلاً: «إذا امتدّت يدُكم إلى أيّ مجاهد من مجاهدينا سيكون ردّنا مباشراً وقاسياً وخارجَ مزارع شبعا، وبكلّ وضوح، وأيّاً تكن التبعات».
وإذ وصَف نصرالله المحكمة الدولية بـ«التافهة»، أكّد أنّ «كلّ شيء عندنا يتعلق بالمحكمة الدولية قلناه منذ سنوات. ملفّ المحكمة بالنسبة إلينا غير موجود أصلاً، هو في دائرة النسيان... وتحدّثنا بما يكفي عن بطلانِها وتزويرها وتسييسها واستخدامها سلاحاً من أسلحة استهداف هذه المقاومة وقادتِها واغتيالهم المعنويّ والجسدي، فلذلك كلّ ما يقال في هذا الشأن وكلّ ما يُطلب منها أو يُطلب لها في هذا الشأن لا يعنينا على الإطلاق ولا يستحق منّا أيّ تعليق على الإطلاق».
وأكّد نصرالله أنّ «حزب الله» أصبح منذ سنوات طويلة «تنظيماً كاملاً ومؤسّسة حقيقية في كلّ الأبعاد، ومنها وفي مقدمها البعد الجهادي»، وإنّ هذه المؤسسة «في حالة تطوّر ونموّ كمّي وكيفي، وقادتُها كذلك».
وجدّد نصرالله حملته على السعودية، وانتقدَ تدخّلها في سوريا، وإذ نفى نيّة الحزب الانسحابَ من سوريا، تحدّث عن حضور أكبر وأقوى فيها، وقال: «نحن باقون في سوريا، سيذهب قادةٌ إلى سوريا أكثر من العدد الذي كان موجوداً في السابق، سنحضر بأشكال مختلفة أيضاً، وسنكمِل هذه المعركة». وأعلن «أنّ الإنجازات ستكبر وتتكامل عندما نحضر بشكل قوي وكبير».
تقرير بان
إلى ذلك، تفاعلَ لليوم الثاني الكلام الأخير للأمين العام للأمم المتحدة في شأن التعامل مع التحرّكات الكبيرة للّاجئين والمهاجرين، وحول قضية التوطين في لبنان وبقيّة الدول.
وقد جاء في البند 86 من تقريره، التالي: «وفي الحالات التي لا تكون فيها الظروف مؤاتية لعودة اللاجئين، يحتاج اللاجئون في الدول المستقبلة إلى التمتّع بوضعٍ يَسمح لهم بإعادة بناء حياتهم والتخطيط لمستقبلهم. وينبغي أن تمنَح الدول المستقبلة للّاجئين وضعاً قانونياً وأن تدرس أين ومتى وكيف تتيح لهم الفرصة ليصبحوا مواطنين بالتجنّس».
سلام إلى اسطنبول
ووسط هذه الأجواء يستعدّ رئيس الحكومة تمام سلام للتوجّه إلى تركيا على رأس وفد يضمّ الوزيرَين رشيد درباس والياس بوصعب وعدداً مِن المستشارين الإقتصاديين للمشاركة في «القمّة الإنسانية العالمية» التي ستستضيفها اسطنبول غداً. وسيشدّد سلام في كلمته أمام المؤتمر على مضاعفات أزمة اللاجئين السوريين والنتائج المترتّبة عليها وحجم الأضرار التي لحقت بلبنان على أكثر من مستوى.
وسيحذّر من تقلّص حجم المساعدات الدولية الى لبنان، طالباً الدعمَ الدولي لعودة النازحين إلى بلادهم وإلى المناطق الآمنة للتخفيف من حجم الأضرار التي لحقَت بلبنان والتي قدّرَها البنك الدولي بما يناهز 17 مليار دولار، بما فيها الأضرار غير المنظورة وتلك التي ستكون لها انعكاسات بعيدة المدى.
جونز
وكان ملفّ التجنيس حضَر في الاجتماع أمس بين سلام والقائم بالأعمال الأميركي ريتشار جونز الذي أكّد أنّ بلاده «تتفهّم حساسية مسألة اللاجئين بالنسبة للبنان». واعتبَر «أنّ الحلّ الأفضل للّاجئين هو العودة إلى ديارهم بمجرّد أن تسمح الظروف بذلك»، لكنّه استدرك قائلاً: «إذا أصبح هذا الأمر مستحيلاً فيجب توطينهم في بلدان أخرى».
كاغ
وفي إطار التحرّك الذي قادته لتوضيح مواقف بان، زارت المنسّق الخاص للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ وزيرَ الخارجية جبران باسيل باحثةً معه في تقرير بان حول طريقة التعاطي الدولي مع التحرّكات الكبيرة للّاجئين والمهاجرين في العالم، والسوريون مجموعة منهم، والذي أعِدّ بناءً على طلب الجمعية العامة للاجتماع الرفيع المستوى الذي سينعقد في 19 أيلول المقبل حول التعامل مع التحرّكات الكبيرة للّاجئين والمهاجرين.
وقالت كاغ في بيان إنّها استعرضَت مع باسيل التقريرَ ونطاق توصياته العالمي، مؤكّدةً أنّه «لم يذكر أيّ بلد محدّد، ويسعى في المقام الأول إلى تشجيع مزيد من النشاط الجماعي وتقاسُم المسؤولية بنحو أفضل من الدول الأعضاء للتعامل مع التحرّكات الكبيرة للّاجئين والمهاجرين. ولفتَت إلى «أنّ التقرير يعالج التحدّيات التي تواجه البلدان المضيفة للّاجئين لفترات طويلة، ويدعو إلى اتّخاذ إجراءات لدعم المجتمعات المضيفة بنحو أفضل.
ولا يشجّع التقرير في أيّ حال محدّدة على تجنيس اللاجئين أو منحِهم حقّ المواطنة، لأنّ ذلك من شأن السياسات والقوانين الوطنية والمحلية في كلّ بلد». وأكّدت «أنّ موقف الأمم المتحدة لم يتغيّر تجاه لبنان، وأنّ احتمال الإدماج هو موضوع سيادي يعود إلى الحكومة اللبنانية لتقرّره، وأنّ الأمين العام للأمم المتحدة لم يدعُ في أيّ وقت إلى توطين اللاجئين السوريين في لبنان».
وأكّدت مصادر الأمم المتحدة في بيروت لـ»الجمهورية» أنّ «المعلومات التي عمَّمتها وزارة الخارجية عن استدعاء باسيل للسيّدة كاغ ليس دقيقاً، والحقيقة أنّها هي من طلبَت الموعد لتقديم توضيحات ونفيِ ما نشِر وعُمّم على لسان الأمين العام للأمم المتحدة حول دعوته إلى توطين السوريين في لبنان».
اللواء :
الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظتي الجنوب والنبطية، ويتوجه إلى صناديق الاقتراع نحو 852 ألف ناخب لاختيار 3318 عضواً في 263 بلدية و702 مختاراً،، وفي جزّين ينتخب أبناء القضاء نائباً عن المقعد الذي شغر بوفاة النائب الراحل ميشال الحلو (29 حزيران 2014)
اكتملت الصورة التحالفية واللوائحية والإجراءات اللوجستية والإدارية في الجنوب بمحافظتيه، في وقت كان فيه لبنان الرسمي لا يكتفي بإبلاغ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عبر ممثلته في بيروت السيدة سيغريد كاغ رفضه لما ورد في تقريره حول قضية النازحين السوريين ورؤيته في ما خصّ إعادة توطينهم في البلدان حيث هم، بل طالب بإيضاحات تصدر رسمياً عن بان شخصياً.
وبعد أن تسلّمت كاغ رسالة من وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل إلى بان كي مون، قالت للصحافيين أن «الحل الوحيد عودة النازحين السوريين السريعة إلى بلدهم سوريا».
وعلمت «اللواء» أن لبنان لن يكتفي بإيضاحات دولية، تشرح أو تفسّر تصريحات بان، ولا الظروف التي أملت إعداد التقرير الأممي ، بل هو سيبعث بكتاب خطّي إلى الأمم المتحدة يتضمن الرفض اللبناني القاطع لمحتويات التقرير في ما خصّ تجنيس السوريين وتوطينهم في أماكن إقامتهم.
وقال وزير الاقتصاد والتجارة آلان حكيم لـ«اللواء» أن مجلس الوزراء خرج بموقف موحّد رافض للتوطين، وأن الرئيس تمام سلام سيتابع هذا الموضوع في مؤتمر اسطنبول.
واتفق القائم بأعمال السفارة الأميركية في بيروت مع توجه السفيرة كاغ بأن الحل الأفضل للاجئين العودة إلى بلادهم بمجرد أن تسمح الظروف، داعياً لتوطينهم في أماكن أخرى غير لبنان إذا استحالت إعادتهم إلى سوريا!
وكشفت مصادر رسمية لـ«اللواء» أن سقف الموقف اللبناني غير قابل للتعديل تحت أي ظرف، وأن الدبلوماسية اللبنانية ستكثّف الاتصالات مع دول القرار للحؤول دون أية إجراءات تحمّل لبنان فوق طاقته وتهدّد استقراره العام، سواء لجهة التعداد السكاني أو الأعباء الخدماتية، فضلاً عن رفض إعطاء فرص عمل يمكن للبنانيين القيام بها، وذلك قبل 19 أيلول موعد الاجتماع الأممي الذي سيبحث تقرير بان.
لبنان في «بيت المملكة»
وفي خضمّ حالات الترقّب والإنتظار تلقى لبنان الرسمي والسياسي والروحي وبكل مكوّناته جرعة دعم قوية من المملكة العربية السعودية عبّر عنها سفير المملكة في لبنان الدكتور علي عواض عسيري وذلك خلال العشاء الذي أقامه في دار السكن في اليرزة مساء أمس، عندما أكد أن الأشقاء العرب وفي طليعتهم أبناء المملكة العربية السعودية يتطلعون إلى اللحظة التي يتم فيها التوصّل إلى الحلول السياسية التي تريح الوضع العام في لبنان، محدداً أن يُشكّل اللقاء الذي جمع قيادات لبنان الرسمية والسياسية والروحية والأمنية فاتحة الحلول وأن تتخذ الحكومة اللبنانية مزيداً من الخطوات السياسية والأمنية التي تطمئن السيّاح العرب والأجانب وتؤكد أن السلطات اللبنانية لا تألو جهدا في اتخاذ كافة الاجراءات التي تشجع كل محبي لبنان على المجيء اليه الأمر الذي سينشط الدورة الاقتصادية ويعود بالنفع على قطاع الخدمات والوضع المالي العام، وقبل كل ذلك وبعده سيبقي لبنان في دائرة التواصل الطبيعي مع اشقائه العرب الذي تسعى بعض الجهات جاهدة الى بتره والى تشويه تاريخ العلاقات اللبنانية العربية وتغيير وجه لبنان وهويته وانتمائه.
وقال: بصراحة ان بعض الاصوات التي تستعمل اساليب التجييش وارتفاع النبرة لا تخدم مصلحة لبنان ولا تريدها اصلا وجل ما فعلته انها استجلبت الانعكاسات السلبية على الاقتصاد وعلى الوضع اللبناني عموما بعدما ربطت نفسها بشؤون اقليمية ومحاور لا تقيم اعتبارا الا لمصالحها الخاصة، فيما مصلحة الوطن تتطلب خلال هذه المرحلة ابعاده عن كافة الملفات والتجاذبات الاقليمية وعدم ربط مصيره بمصير أي طرف، وانما الانصراف الى معالجة قضاياه الداخلية واستنباط الحلول المفيدة بمعزل عما سيؤول اليه وضع نظام هنا او نظام هناك.
إن المملكة العربية السعودية بكافة قياداتها كانت وستبقى الداعم الاساسي للوفاق الوطني والاستقرار السياسي والامني في لبنان ولصيغة العيش المشترك الاسلامي المسيحي وغير صحيح ما يشاع انها تخلت عن لبنان، فهذه ربما امنية البعض التي لن تتحقق، لأن العلاقات السعودية اللبنانية متجذرة في التاريخ وفي البعد الانساني الذي يجمع الدول والشعوب.الا ان المطلوب من لبنان في المقابل ان يبقى امينا لتاريخه، منسجما مع ذاته ومع محيطه ليتصدى لكل ما قد يواجهه من مخططات ومشاريع نعرف سلفا انها لن تحقق ما تتوخاه لأن الشعب اللبناني بكل طوائفه يعرف تماما ماذا يريد واين تتحقق مصلحة بلاده.
وأكد السفير عسيري ان «شغور رئاسة الجمهورية يوشك على دخول عامه الثالث وكلما طال تقترب الدولة والمؤسسات من حافة الهاوية، فمن موقعي الأخوي ومن هذا البيت السعودي الذي يجمع الاشقاء اللبنانيين من كافة الأطياف السياسية والدينية انطلاقا مما تكنه المملكة لهذا البلد الطيب من محبة وخير اناشدكم ان توجدوا الارادة السياسية والحلول التوافقية لهذا الملف بحيث يحل عيد الفطر المبارك ويكون للبنان رئيس عتيد يقود السفينة الى ميناء الطمأنينة والازدهار ويحقق آمال وتطلعات كافة اللبنانيين. هذا ما ينتظره مواطنوكم منكم وكل محب للبنان».
وخاطب المجتمعين قائلاً: «صدقوني ان هذه الافكار تعتمل في داخلي كأي واحد منكم. واعرف ان في داخل كل منكم كما كبيرا من الحس الوطني والمسؤولية الاخلاقية والحرص اللامتناهي على مصلحة لبنان. فلهذه المشاعر اتوجه واوجه نداء صادقا ان يقوم كل واحد منكم بخطوة نحو الآخر دون انتظار من سيكون البادىء، داعياً القيادات ان تبادر الى حوار يختلف عن كل الحوارات السابقة عنوانه «انقاذ لبنان» لأن الوقت يمر والاخطار تزداد، والحرائق لا تزال تندلع وتتمدد، ولبنان لم يعد قادرا على الاحتمال، لا بل يتطلع الى همتكم وقراراتكم الشجاعة بعدما عانى ولا يزال من ضرر سياسي واقتصادي كبير بسبب شغور موقع رئاسة الجمهورية وغياب «حامي الدستور» الذي يعتبر انتخابه المدخل الأساسي الى كافة الحلول والى مرحلة جديدة تستكمل فيها الخطوات الدستورية لينتظم عمل المؤسسات وتستعيد الدولة قدراتها والحياة السياسية حيويتها من اجل خدمة الوطن والمواطن».
وكان عسيري استهل كلمته بالقول: «بعبق الغبطة ومشاعر الفرح والسرور، أرحب بكم في بيت المملكة العربية السعودية في هذه الامسية التي انرتموها بحضوركم الكريم ودونتم تاريخها في سجل العلاقات الاخوية التي تجمع بلدينا العزيزين بأرقام من المحبة لا تحصى، وبتوقيع من خمسة احرف عزيزة، لبنان، الذي يتجسد من خلالكم من شماله الى جنوبه الى جبله وبقاعه وبيروته، بكل طوائفه ومذاهبه كما نعرفه وكما نتمنى ان يكون ويبقى، وطن واحد، عائلة واحدة، هوية واحدة وهدف واحد.
هذا هو لبنان الذي تعرفه المملكة العربية السعودية والتي حرص قادتها وصولا الى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله على التمسك به وبقيمه وتاريخه ورسالته العربية والدولية، ولم يوفروا فرصة الا ودعوا خلالها الاشقاء اللبنانيين الى الوحدة والحوار والمصالحة والحفاظ على العيش المشترك واللقاء الاخوي كما يحصل اليوم لأن الوفاء وارادة الخير للأشقاء هو طبع المملكة ومواقفها التي اتخذتها في مختلف المراحل، قبل اتفاق الطائف وبعده على الصعد السياسية والاقتصادية المختلفة اكدت انها في طليعة الداعمين للبنان وشعبه وان لا هدف لها سوى مصلحة هذا البلد وتقدمه وأمنه واستقراره.
اضاف: في رحاب هذا المسار الاخوي وانطلاقا من حرص خادم الحرمين الشريفين الدائم على لبنان بادرت الى هذه الدعوة مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك، كمواطن عربي محب للبنان عاش معكم وبينكم وأحب ان نلتقي كأسرة واحدة يتعالى ابناؤها عن التناقضات السياسية والمصالح الضيقة الى ما هو اسمى لهدم الجدران الفاصلة وشبك السواعد والسير بالوطن الى مرحلة تشهد حلولا سياسية بدل العقد، وازدهارا اقتصاديا بدل المخاوف والارتباك، واستقرارا امنيا وثقة بلبنان بدل التوجس منه، وثباتا للشباب في ارضهم بدل التفكير بالهجرة والرحيل.
الاخبار :
بعد الأسئلة الكثيرة التي رافقت عملية اغتيال القائد مصطفى بدرالدين (ذو الفقار)، وضع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله النقاط على الحروف، مطلقاً مجموعة رسائل للحليف والعدو. وحذر في الوقت نفسه العدو الإسرائيلي من تبعات استهداف المقاومة وقادتها، مكرساً معادلة جديدة تكسر «قواعد الاشتباك» مع العدو، تفيد بأن «الرد على أي استهداف (من قبل العدو الإسرائيلي) سيكون كبيراً وخارج حدود مزارع شبعا». وأكّد مجدداً قرار المقاومة القتال في سوريا لأن «العدو واحد»، حيث إن «الجماعات التكفيرية التي اغتالت السيد مصطفى، بحسب ما أكدت المعطيات، تعمل لخدمة الإسرائيلي والأميركي في المنطقة». وتوجه إلى جمهور المقاومة لطمأنته بأن الحزب لديه «جيل من القادة من أعمار متفاوتة»... أما بعض خصومنا في السياسة فهم «أسوأ من العصابات ولا يستأهلون الردّ»
استفاض الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، أمس، في الحديث عن الشهيد مصطفى بدرالدين وظروف استشهاده ومرحلة ما بعد الاستشهاد بالنسبة للمقاومة.
عاد إلى البدايات، ليعلن رسمياً الكثير ممّا جرى التداول به عن سيرة «ذو الفقار» الذي كان «من أوائل رجالات المقاومة، وفي مقدمة الم