عشية فتح صناديق الاقتراع للمرحلة الثالثة من الانتخابات البلدية والاختيارية التي ستجري الأحد في محافظتي الجنوب والنبطية ولانتخابات جزين النيابية الفرعية في اليوم نفسه، بلغت التحضيرات كما الحملات والمهرجانات الانتخابية ذروتها مساء مع إعلان المزيد من اللوائح جنوباً. 

وفي اليوم الفاصل بين انتهاء الحملات رسمياً وبدء الاقتراع، يغيب صخب المهرجانات الانتخابية لتحضر الجهوزية الإدارية واللوجستية حيث يتسلم رؤساء الأقلام صناديق الاقتراع وملحقاتها فجراً من سرايا صيدا الحكومية ومن مراكز القائمقاميات ليبقى الجهد بعد ذلك منصباً على استكمال الجهوزية الأمنية، حيث يعقد مجلس الأمن الفرعي في الجنوب اجتماعاً له الحادية عشرة قبل ظهر اليوم لوضع اللمسات الأخيرة على الخطة الأمنية لمواكبة انتخابات الأحد على صعيد مختلف الأقضية. وعلمت «المستقبل» في هذا السياق أن أكثر من 10 آلاف عنصر في قوى الأمن الداخلي و12 ألف عسكري في الجيش سينتشرون في مختلف مناطق الجنوب عشية النهار الانتخابي وستبدأ طلائعهم بالوصول ظهراً لتوزيعهم على مراكز الاقتراع ومحيطها.

الى ذلك شهدت مدينة صيدا مساء أمس المهرجان المركزي الختامي للائحة «إنماء صيدا» في دارة السيد شفيق الحريري شارك فيه الرئيس فؤاد السنيورة والنائب بهية الحريري والمسؤول السياسي للجماعة الإسلامية في الجنوب الدكتور بسام حمود ورئيس اللائحة المهندس محمد السعودي حيث تقاطعت الكلمات على أهمية أن تُسجل صيدا نسبة مشاركة عالية في الانتخابات والاقتراع باكراً للائحة السعودي لتستكمل مسيرة إنماء المدينة. وكان لافتاً في هذا المهرجان الحشد الشعبي الكبير الذي حضره من مختلف أحياء المدينة وامتدادها السكاني في الضواحي.

وعشية الاستحقاق البلدي الصيداوي، اعتبرت أوساط صيداوية أن الناخب الصيداوي سيكون الأحد أمام توجهات ثلاثة تعبر عنها البرامج الانتخابية للوائح المتنافسة، يتقدمها توجه الإنماء مبنياً على الإنجاز والذي تمثله لائحة إنماء صيدا برئاسة السعودي والمدعومة من تيار «المستقبل» و«الجماعة الإسلامية» والدكتور عبد الرحمن البزري، وتوجه سياسي يرتكز الى شعارات فضفاضة لا تعبر عن خلفيات حزبية أكثر منها إنمائية وهذا التوجه تمثله لائحة «صوت الناس» برئاسة المهندس بلال شعبان والمدعومة من «التنظيم الشعبي الناصري» واللقاء «الوطني الديمقراطي»، والتوجه الثالث يبدو أقرب الى تسجيل موقف وإثبات حضور أكثر منه خوض معركة انتخابية تعبر عنه لائحة «أحرار صيدا» برئاسة الدكتور علي الشيخ عمار وهي مدعومة من بعض مناصري الشيخ أحمد الأسير ومقربين من هيئة «علماء المسلمين». 

وترى الأوساط الصيداوية أن الناخب الأول في معركة صيدا سيكون الأمن والاستقرار والنظام ونجاح القوى الأمنية في منع حدوث أية إشكالات خلال هذا اليوم لأن ذلك يشجع الناس أكثر على الإقبال على صناديق الاقتراع. وبالتالي فإن صيدا ستكون أمام تحديين أساسيين: تحدي رفع نسبة المشاركة في هذا الاستحقاق بما هو عملية ديموقراطية وحق وواجب للمواطن في آن ليختار ممثليه في المجلس البلدي، والتحدي الثاني هو إحداث فارق كبير في الأصوات بين لائحة «إنماء صيدا» واللائحة المنافسة «صوت الناس» لأن هذا الفارق سيعبر عن مدى وحجم الثقة التي ستجدد للسعودي وفريقه البلدي وبرنامجه الإنمائي والتي يُنتظر أن تكون بحجم وحضور وصدى الإنجاز الذي تمثل بقيام المجلس البلدي الحالي برئاسته بواجبه تجاه المدينة طيلة ست سنوات من العمل البلدي والإنمائي المنتج والذي تلاقى مع تطلعات أبنائها في ما يريدونه لمدينتهم من بيئة نظيفة وتنمية على كافة المستويات ونهوض وازدهار في مختلف قطاعاتها..