أبدى عدد من المثقفين والكتاب لـ «الشرق» أهمية الحملة التي أطلقها فريق مشكَّل من لجان التنمية الاجتماعية في المنطقة الشرقية لتعزيز الوحدة الوطنية بشعار «إحنا أهل» وذلك تحت رعاية أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، بمشاركة عدد من الجهات الحكومية والخاصة، مؤكدين على أن التعايش بين مختلف المذاهب وتقبل اختلاف الرأي الآخر، ونبذ التعصب والتفرقة بين الجميع.
وقال المحامي جمال عبدالكريم آل حمود أن أهمية هذه الحملة تكمن في أهدافها المعلنة التي يعتبر تحقيقها في هذا الوقت وفي هذه الظروف مطلباً وطنياً ملحاً، لافتا إلى أن من أهم مقومات تطور وتنمية الأوطان وصيانتها هو خلق وحدة مجتمعية وبيئة اجتماعية متفاهمة تؤمن بالشراكة منهاج حياة وسبيلاً من سبل النجاح. وهذه الشراكة تتطلب أن تنفتح شرائح المجتمع وفئاته على بعضها البعض، وإيجاد أرضية عمل مشتركة يساهم من خلالها الجميع في مسيرة المحافظة على ما تحقق من مكتسبات وإنجازات.
وأضاف: ولإنجاح هذه الحملة أيضاً لا بد من تحمل الجميع لمسؤولياتهم واستشعار الجميع لما ينبغي عليهم فعله لتعزيز وحدة الصف وجمع الكلمة وتفعيل التلاحم الوطني بين أبناء الوطن كل من موقعه. وإزاء هذا الواجب ومن أجل إنجاح هذه الحملة وبلوغها أهدافها أرى أنه من الواجب على كل مواطن ومن موقع المسؤولية ومن حيثيته الاجتماعية أن يبادر إلى العمل وبكل جد وتفانٍ وإخلاص في دعوة محيطه للانخراط في هذه الحملة وتأمين سبل نجاحها بتطبيق شعار الحملة على أرض الواقع يجب مع انطلاق الحملة أن تظهر واضحة وجلية ملامح هذه الوحدة وتتشابك الأيدي وتتوحد الكلمة بعيداً عن النظر إلى ما سوى هذا التكاتف، فمعلوم أن كل مشروع ناجح كانت بدايته فكرة، وأخذت هذه الفكرة بالتطور لتصبح مشروعاً قائماً وناجحاً.
ودعا آل حمود شركاه في الوطن أن يهبّوا على بركة الله وأن يشمروا عن سواعد البناء من خلال تأكيد أننا «إحنا أهل» ليقضوا بحملتهم هذه على مكامن الفرقة والتفكك والانقسام، وفق الله القائمين على هذه الحملة والمشاركين فيها وحمى الله وطننا الغالي وأدام علينا نعمة الأمن والأمان والاستقرار» .
من جانبه أكد الكاتب جعفر الشايب أن هذه الحملة ومثيلاتها من البرامج والمبادرات الأهلية والرسمية التي تهدف إلى لمّ شمل المجتمع وتوحيد طاقاته وتطلعات أبنائه تعتبر من المبادرات المهمة جداً، ونحن بحاجة ماسة في هذه المرحلة في ظل التراشق المذهبي والتصعيد الطائفي في المنطقة، الذي يؤثر بشكل أو بآخر على تماسك المجتمع ووحدته، فإننا بحاجة إلى إطلاق مبادرات تساهم في تعزيز وحدة المجتمع وأبناء الوطن بمختلف اتجاهاتهم المذهبية والقبلية والمناطقية، متمنياً أن تساهم تلك المبادرة في الوصول إلى مختلف شرائح المجتمع خاصة الجيل الصاعد من أبنائنا في المدارس والجامعات وتحفزيهم على تعميق التواصل بينهم وبين مختلف أطياف المجتمع، وبهذه الطريقة نتمكن من معالجة جميع الإشكالات التي تسود في هذه المرحلة في مجتمعنا السعودي.
وأضاف عميد كلية التربية بجامعة الدمام الدكتور عبدالواحد المزروع أن المملكة مترامية الأطراف ولاشك في هذا الوطن الكبير يوجد نوع من التعدد وشيء من المتغيرات التي يعيشها المجتمع في المملكة، ولكن ليس هناك شك أن الدين الإسلامي قد جاء بما يضمن السلامة والتعايش مع كافة أفراده ومكوناته، وعندما نذكر الأفراد والمكونات فإننا لانعني من ينتمي للإسلام، بدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم قد كوّن وطناً في المدينة بمشاركة غير المسلمين، وأنهم أمة واحدة على من عاداهم، من المهاجرين والأنصار واليهود ومن بقي على وثنيته، ومع ذلك سماهم أمة واحدة، ويفهم من ذلك أن الإسلام يأتي بالتعايش مع كافة الديانات فكيف لايسمح بالتعايش مع من ينتمي لنفس الدين من الإسلام، لافتاً إلى أهمية تركيز منطلقات هذه الحملة على كيف يعايش النبي من كانوا في المدينة والتعايش بين الأنصار والمهاجرين و المسلمين واليهود، وكان الرسول يزورهم.
وأشار إلى أننا قد نختلف على بعض الأمور وبيننا شيء من الخلافات ولكن هذا لايبرر أبداً أن نتناحر ونمزق الوطن ونجعل هذه الخلافات تؤثر على وحدتنا وأمننا واستقرارانا لأننا كلنا مستهدفون ومحسودون على نعم الله علينا وأمننا ورخائنا، ولذلك يحاول أعداؤنا بث الفرقة وإثارة النعرات الطائفية والقبلية وغيرها لتفريق الأمة والمجتمع، وأنه يجب التركيز على المبادئ التي انطلق منها النبي صلى الله عليه وسلم في بناء دولته أول ما نشأت، ثم ننظر إلى القواسم المشتركة التي نعيشها في هذا الوقت، وأنه عندما أثيرت هذه النعرات في الدول القريبة منا انتشر عندهم القتل والتدمير وتوقّف التنمية وتعطيل الأعمال وانعدام الأمن والرخاء.. إلخ، وهذا ما يبحث عنه أعداؤنا، مؤكداً أن القيادة تسعى في كل مناسبة إلى أن أفراد الشعب السعودي سواسية ولا يوجد أي تفرقة بينهم. وأن كل مواطن سعودي له مثل ما لدى الآخر، وهذا ما يجب أن نظهره من خلال برامج الحملة.
الوطن يجمعنا ويوحّدنا.. والمذاهب لا تفرّقنا
الوطن يجمعنا ويوحّدنا.. والمذاهب لا...لبنان الجديد
NewLebanon
|
عدد القراء:
932
مقالات ذات صلة
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro