عيّن حزب "العدالة والتنمية" وزير النقل التركي بن علي يلديريم (60 عامًا) "زعيم الظلّ" والمقرب من الرئيس رجب طيب أردوغان الخميس مرشحًا وحيدا لخلافة رئيس الوزراء أحمد داود اوغلو كما أعلن مسؤول في الحزب الحاكم.

 

وأعلن الناطق باسم الحزب عمر جيليك القرار في ختام اجتماع للجنة التنفيذية للحزب أنّ يلديريم سينتخب رسميا رئيسا لحزب العدالة والتنمية الأحد خلال مؤتمر طارىء على أن يكلفه أردوغان لاحقًا مهمة تشكيل حكومة جديدة.

من هو بن يلديريم؟

وُلد في "رفاهية" في محافظة إرزنجان من عائلة كردية أصولها من "أگري". درسَ العمارة البحرية وهندسة المحيطات في كلية البحرية في جامعة إسطنبول للتكنولوجيا وتخرج عام 1991، ثمّ دخلَ الجامعة البحرية العالمية حيث حصل على ماجستير العلوم في السلامة البحرية والحماية البئية. وبعد تخرجه أصبح مديرًا عامًا لشركة "إسطنبول للعبارات السريعة" من عام 1994 حتى 2000 عندما كان رئيس الوزراء التركي الحالي رجب طيب إردوغان عمدة إسطنبول.

ومنذ ذلك الوقت أصبح بن يلديريم الصديق القديم واليد اليمنى لأردوغان. وعندما قرر أردوغان ورفاقه تأسيس حزب العدالة والتنمية عام 2001 ظهر اسم يلديرم من بين المؤسسين، كما أنه الشخصية التكنوقراطية الأكثر خبرة في العمل الحكومي، واستطاع خلال 11 عاماً تحقيق العديد من المشاريع الناجحة التي تغنى بها أردوغان خلال الحملات الانتخابية وفي التجمعات الشعبية.

أثناء توليه وزارة النقل، أدخلت تركيا السكك الحديدية عالية السرعة يصل بين إسطنبول وأنقرة. وعندما إنهار المشروع بعد خروج قطار عن مساره في پاموكوڤا، في محافظة ساكاريا بتاريخ 22 تموز 2004 في إحدى رحلاته طُولب بالاستقالة.

أُعيد تعيينه في نفس الوزارة في 6 تموز 2011 ووزراء آخرين في الوزارة الجديدة، خرج من منصبه في 25 كانون الأول 2013 في تغيير وزاري.

تسببت صورة ظهرت فيها زوجة يلديرم المحجبة منفصلة عنه أثناء غداء عمل في إثارة ضجة في تركيا في 2005، ووُجهت إليه الكثير من تهم التمييز الجنسي. وفي مناسبة أخرى على عدم التحاقه بجامعة بوغازيچي في شببابه لأنه "رأى الفتيان والفتيات يجلسون ويتحدثون معاً في ساحة الجامعة"، ووجد أن الاختلاط بين الجنسين غير مقبول.

كوزير للاتصالات، كان يلديرم مصدراً لخلافات عديدة، ومنها ما جاء في معرض رده على الانتقادات حول الرقابة الحكومية على خطوط الهاتف، حيث قال: "إذا كنت لا تفعل أي شيء غير قانوني، فلا تقلق من التصنت".

وكان الإنجاز الأكبر له هو المخاطرة ودخول تحدٍّ في استكمال مشروع العصر ميترو مرمراي الذي يصل القارتين الآسيوية والأوروبية تحت الماء. تلك المشروعات التي مكنت وثبتت لمسات حزب العدالة والتنمية في الجانب الخدماتي، تضعه في مكانة الجندي المجهول.

لم يستطع يلديرم الفوز بمنصب عمدة أزمير عن حزب العدالة والتنمية أمام العمدة الشاغر عزيز كوكاوأوغلو في الانتخابات المحلية التركية 2014.

أمّا الرئيس التركي، فمن لحظة وصوله للقصر الجمهوري في 2014، أعلن تعيين بن علي يلديرم مستشاراً خاصاً، لتخرج الأخبار فيما بعد أن بن علي يلديرم لا يعد فقط مستشاراً خاصاً لأردوغان بل كان رئيساً لحكومة الظل كما أطلقت عليها الصحافة التركية، فهو العقلية التي تدير 13 مستشاراً يحكمون سياسة تركيا الداخلية والخارجية.

( "لبنان 24" - وكالات)