خلال مقابلة مع وكالة مهر للانباء الايرانية يقول محمد رضا شيباني سفير إيران في سوريا إن انسحاب الروس من استراتيجية اتخذوها في سوريا معقد ومكلف جداً.
ويحاول شيباني تفهم الموقف الروسي بالقول: إن جميع اللاعبين الناشطين الاقليميين يحاولون اتخاذ التكتيات الزمنية المرحلية المتناسبة للوصول إلى غاياتهم الاستراتيجية.
وهذا يفسر تصرف الروس في التخفيف من حجم قواتهم في سوريا، وفق السفير شيباني ولكنه يتدارك بأن هذا التخفيف لم يكن مؤثرا على موازين القوى في المعركة وأن التواجد الروسي في الأراضي السورية لحفظ توازنات المعركة، مستمر.
وربما بما أن هذا التبرير لا يقنع السفير شيباني نراه يردف بالقول: إن تعهدات والتزامات روسيا كلاعب دولي كبير، تحدّ من قوتها للاستمرار في حركتها إلى الأمام، وإن ظروف روسيا قابلة للتفهم من قبل إيران ومحور المقاومة.
هذا وقد أعلن سعد الله زارعي لبنقرب من الحرس الثوري في وقت سابق: عند ما خرجت القوات الروسية من سوريا ما كانت هناك حاجة لبقاءهم في سوريا، والحديث عن تفاجأ إيران إثر خروج تلك القوات مجازفة ليس إلا.
ثم أكد زارعي على أنه عند ما خرج جزء كبير من تلك القوات ما كان النظام السوري بحاجة لها كما كان قبل خمسة أشهر، فضلاً عن أن إيران أيضاً كانت تفضّل خروج القوات الروسية من سوريا لأن النظام الروسي كان بحاجة إلى دعم روسي في الصيف الماضي بعد تمدد الإرهابيين إلى الشيخ مسكين وسخنة وإدلب و تدمر، وسوريا كانت بحاجة إلى صدمة نفسية.
هذا وقبل دخول القوات الروسية قد تمكن حزب الله من السيطرة على الزبداني.
تُظهر تصريحات السفير شيباني بأن خروج القوات والمقاتلات الروسية من سوريا ليس هينا كما توحي به المصادر المقربة من الحرس الثوري.
ورغم هذا الخلاف الواضح بين الدبلوماسيين الإيرانيين والمصادر المقربة من العسكر الإيراني ولكن يتفق الاثنان على أن الروس لديهم مصالح استراتيجية في سوريا تفوق منطقة جغرافية مثل اللاذقية، وأن الروس ألزموا أنفسهم بالدفاع على السيادة الوطنية ووحدة الأراضي السورية، كما صرح به السفير شيباني خلال مقابلته مع وكالة أنباء مهر الإيرانية.
ولكن السفير بالرغم من تأكيده على وتأكده من أن الروس متعهدون وملتزمون بالدفاع عن السيادة ووحدة الأراضي السورية، لم يوضح مدى التزام الروس بالدفاع عن بشار الأسد، فإن الدفاع عن الأول لا يعني الدفاع عن الثاني، وهذا هو الفرق بين الموقف الإيراني والموقف الروسي.
فإن الروس ليسوا متعهدين بالدفاع عن بشار الأسد بقدر ما هم متعهدون بالدفاع عن وحدة الأراضي السورية.
وأشار شيباني خلال المقابلة إلى أن الغرب غيّر موقفه تجاه النظام السوري وتخلى عن فكرة إسقاط النظام حيث يسعى الآن لتعبئة المعارضة وتشجيعها إلى المفاوضة مع النظام، بينما كان يرفض سابقاً الاعتراف بالنظام ولو على مستوى الأمر الواقع.
ويرى شيباني أن المفاوضات لن تؤدي إلى نتائج إيجابية للمعارضة، التي تسعى للحصول عى ما فشلت من إنجازها في المعركة عبر المفاوضات.