لا تزال قضية اللاجئين الفلسطينيين عموماً وقضية اللاجئين الفلسطينيين في لبنان خصوصاً، قضية ساخنة بإمتياز.
معاناة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان :
فمعاناتهم ليست بأمرٍ جديد، لكن من الإنصاف القول أنها لم تكن أكثر تفاقمًا وخطورة مما هي عليه اليوم فهي تراجعت بنحو دراماتيكي خلال السنوات الثلاث الماضية منذ أن بدأت الأزمة السورية تقريبًا، وإزدادت حياة اللاجئين صعوبةً.
مع تزايد الأزمات والإضطرابات والحروب في المنـطـقة والأحداث الأمنية التي تجري في سوريا، أو التي جرت وتجري في لبنان، أصبح ملف اللاجئين الفلسطينيين نسيًا منسيًا، ما يكرس حالة من اليأس بين أبناء المخيمات، ويشكل بيئة حاضنة للمنظمات المتطرفة والمتصارعة في أحيان كثيرة.
من هنا.. تعيد قضية الطفلة الفلسطينية جنى محمد دحابرة، تسليط الأضواء على معاناة الشعب الفلسطيني في لبنان خصوصًا في موضوع الرعاية الصحية.
بيان عائلة الطفلة جنى :
فقد أصدر ذوو جنى بيانًا ناشدوا خلاله المعنيين، قالوا فيه: ولدت الطفلة الفلسطينية اللاجئة جنى محمد دحابرة من مخيم عين الحلوة في المستشفى الحكومي في مدينة صيدا يوم 19 نيسان 2016 وقد تم وضعها في الحاضنة، وما زالت موجودة ومحتجزة في المستشفى بسبب عدم التغطية المالية، وقد بلغت القيمة الإجمالية للتغطية 13 مليون ليرة لبنانية.
وإستطاعت العائلة تأمين مبلغ ثلاثة ملايين ليرة لبنانية من الضمان الصحي لمنظمة التحرير الفلسطينية عبر سفارة دولة فلسطين في لبنان، تم دفعها للمستشفى، وبقي عشر ملايين، وقد لجأت العائلة لعدة جهات طلبا للمساعدة ولكنها لم تجد من يعينها على ذلك، إضافةً إلى ذلك لجأت إدارة المستشفى إلى منع والديها حتى من زيارتها.
غياب حقوقهم..
ومن أهم قضية يعاني منها اللاجئون في لبنان هي غياب الحقوق الإقتصادية والإجتماعية التي يجب أن تقدمها الدولة اللبنانية وهذه المعاناة مستمرة منذ زمن طويل، فمن المفترض أن يحصل على خدمات كاملة من الأونروا ومن الدولة المضيفة لبنان ففي الحقيقة لا يحصل لاجئ على كل الخدمات على إعتبار أن الدولة اللبنانية لا تقدم الحقوق الإقتصادية والإجتماعية للاجئين الفلسطينيين سواء المسجلين أو غير المسجلين أو حتى لفاقدي الأوراق الثبوتية.
فكيف لدولةٍ لا تستطيع تأمين أدنى حقوق مواطنيها الذين فقدوا أدنى سبل للعيش الكريم بأن تؤمن الرعاية للاجئين الأجانب على أراضيها!!