عادت فائزة هاشمي رفسنجاني إلى عادتها القديمة بتحريك المياه الراكدة في المجتمع الإيراني عبر مبادراتها المستفزة للمحافظين التقليديين، وهذه المرة كسرت محظوراً غير مصرح يجب أن يلتزم به المواطنون وهو التواصل مع البهائيين.
بادرت ابنة رفسنجاني النائب السابق فائزة بزيارة قصيرة لفريبا كمال أبادي، من قادة المجتمع البهائي في إيران، خلال اجازة الأخيرة بعد 8 أعوام من السجن، والسبب في زيارة فائزة لفريبا هو أن فائزة قضت مدة سجنها في أيفين مع فريبا لمدة سنة تقريبا وحصلت بينهما معرفة وصداقة بالرغم من أن فائزة رفسنجاني هي ابنة رجل دين يعارض البهائيين وليس راضياً عن زيارة ابنته لمواطنة بهائية، ربما لأنه لا يرى التوقيت مناسباً لهكذا مبادرة جريئة.
متزامناً مع زيارة فائزة رفسنجاني أصدر المرشد الأعلى السيد علي خامنئي فتوى يدعو فيها المؤمنين لمقاطعة البهائيين ، لأن البهائية فرقة مختلقة من قبل الأيادي الاستعمارية الأجنبية، معتبراً أن البهائيين نجس ولم تتناول الفتوى ما اذا يتمتع البهائيون من حقوق المواطنة أم ليس لهم تلك الحقوق.
ولكن في نفس الوقت تمت إعادة نشر فتوى للمرجع الراحل آية الله منتظري يعتبر بأن البهائيين بالرغم من أنهم يشكلون فرقة ضالة، ولكنهم مواطنون ولهم حق المواطنة يجب احترامها.
ووجد المحافظون المتشددون في زيارة فائزة لصديقتها البهائية فرصة لشن هجوم عليها وأبيها ووصل الهجوم ذروته في كلمة رئيس السلطة القضائية إذ هدد فائزة بالملاحقة القضائية دون أن يُفصح عن الجريمة التي ارتكبتها! ليُظهر مدى تسيس القضاء.
دفع الأجواء المحيطة على تلك الزيارة، الشيخ رفسنجاني بالتعبير عن عدم رضاه لتلك الزيارة قائلاً إن فائزة التكبت خطأ فادحاً، ولكن هذا التصريح لم يعد يكفي عند المحافظين الذين لا يخسرون عادة أية فرصة لشن هجوم على الإصلاحيين وزعمائهم.
وفي السياق نفسه قال روح الله طائفي زوج فريبا كمال أبادي إن هكذا زيارات إنسانية وأخلاقية تحصل عادة بين الذين تعايشوا فترة في السجن، وعند أُفرج عنهم قمنا بزيارتهم وعبرنا عن محبتنا لهم مضيفاً بأننا نريد أن تكون إيران بلداً لجميع القوميات والأقليات الدينية، ويرى طائفي بأن السبب وراء الضغوط على فائزة رفسنجاني هو أن والدها الشيخ رفسنجاني من ضمن المرشحين لرئاسة مجلس خبراء القيادة، والغاية من الهجوم الإعلامي عليها هو إضعاف موقع والدها للحصول على رئاسة مجلس خبراء القيادة.
هذا وإن تاريخ النبي محمد (ص) يشهد بأنه كان يبادل المشركين الذين آذوه وأساءوا اليه بمحبة ورفق ويدفع بالتي هي أحسن وحتى بادر لعيادة أبي جهل عند ما مرض الأخير بالرغم من أنه كان يسيئ النبي ويؤذيه! فكيف عمن لا حول له ولا قوة!
أين القضاء الإيراني والمحافظين من النبي محمد (ص) وخلقه الذي يعبر عنه القرآن بالخلق العظيم؟!