إسمي خالد، وفي عام 1984 كان عُمري 14 سنة، وكنتُ ادرسُ في إِحدى المدارسِ الثانويةِ في صيدا. كنت ولداً سعيداً وكنت دائماً أمازِحُ أخي واخواتي الأربعة.
تذكرُ والدتي أنه عندما كان والدي يعطينِي المالَ لحلاقةِ شعري، كنتُ أعودُ إلى المنزلِ في الليلِ وشعري لم يمسّهُ أحد. فكنتُ اصرِفُ تلك الأموالَ على المثلجاتِ.
في 16 آذار عام 1984، خرجتُ في نزهةٍ مع أخي فادي. في بداية الأمر، وعندما لم نعدُ إلى المنزلِ، لم يقلق والِداي إذ ظنّا أننا كُنا نمرحُ كثيراً وفقدنا الإحساس بالوقت.
ولكن في تلك الأوقات كان وباءُ الحربِ سائداً ما دفع والِداي إلى القلق. وفي ذلك الحين، كانا قد سمعا الكثير من القصص عن أشخاص جرى اختطافهم.
بعد أيام ٍقليلةٍ طلب والِداي من أحدِ معارفِهِما مساعدتهما على العثورِعلينا. طلبَ هذا الشخص 12000 دولار من والِدِي ووعدَهُ بأننا سنعود الى المنزلِ قبلَ حلولَ الليل.
مفعماً بالأمل، دفعَ والِدِي هذا المبلغ ومَلأت الفرحة والدتي.
وكانت قد اعدت لنا طوال النهار العشاءَ الذي كان مؤلفاً من كل وجباتِنا المفضلة.
ودَعَت جميعَ أفرادِ العائلة والجيران إلى المنزل كي يتمكنُوا من الترحيب بنا.
ولكن مرَّت ساعات ولم نرجع. وحوالى منتصف الليل، عاد الجميع إلى منازِلِهم.
وبقي والِداي وقلباهما مفعمان بالحسرة.
إسمي خالد شحادة. أخي فادي شحادة. لا تدعوا قصتنا تنتهي هنا.
(الاخبار)