فيما تتواصل عملية الانتخابات البلدية والاختيارية بنجاح وتنتقل الى مرحلتها الثالثة في الجنوب والنبطية هذا الاسبوع، تتكثف الجهود الفرنسية على خط الاستحقاق الرئاسي، حيث برزت امس زيارة الرئيس سعد الحريري الى الاليزيه بعد الزيارة التي قام بها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى بيروت الشهر الماضي ومن ثم زيارة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي منذ اسبوعين، حيث شكلت "الرئاسة" الطبق الرئيس على طاولة المباحثات بين الحريري وهولاند، من دون بروز اي مؤشرات عملية قد تدل على اقتراب الوصول الى حل للأزمة، باستثناء الموقف الذي اعلنه الحريري، امس، مؤكدا ان "لا مشكل لدي في اللقاء مع العماد ميشال عون، ولكن يجب أن نحدد هدف اللقاء. في النهاية نحن لدينا مرشح رئاسي هو النائب سليمان فرنجية، ونكن بالمقابل للعماد عون كل الاحترام والمحبة، ولا بد من التوصل إلى انتخاب رئيس للجمهورية. وأنا كرئيس حزب سياسي، قلت انه لا مانع لدينا أن تكون للفريق الآخر الأكثرية وينزلوا إلى مجلس النواب وينتخبوا العماد عون، فنحن لن نعطل ولا نعتبر أن التعطيل حق دستوري. وعليه، فما هو الهدف من اللقاء مع العماد عون؟ هل أن نقتنع به كمرشح رئاسي؟ هناك حلفاء له في الثامن من آذار يجب أن يتباحثوا في ما بينهم للتوصل إلى الحل، وليس أن يتحدثوا مع سعد الحريري لإقناعه بهذا الحل".
في هذه الاثناء، تنعقد في عين التينة اليوم الجولة التاسعة عشرة من الحوار الوطني والتي ينتظر ان تكون نجمة مباحثاتها المبادرة التي طرحها رئيس مجلس النواب نبيه بري في الأيام الماضية واقترح فيها اجراء الانتخابات النيابية وفق قانون جديد او اذا تعذر الاتفاق عليه، فوفق القانون الحالي، على ان ينتخب المجلس النيابي الجديد رئيسا للجمهورية ولو بمن حضر.

وفيما يشكل لبنان في الفترة الاخيرة قبلة للاهتمام الدولي، الامر الذي تظهره الزيارات الرسمية العديدة، تسلم رئيس الحكومة تمام سلام رسالة من وزير الخارجية الأميركي جون كيري، امس، تعبّر عن التزام الولايات المتحدة بمساعدة لبنان على التعامل مع وجود أكثر من مليون نازح سوري، وتؤكد التزامها الثابت "بدعم لبنان في هذه الفترة العصيبة".

على صعيد آخر، نجح وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل من فرض بند اساسي في ما يتعلق بقضية النازحين على بيان اجتماع المجموعة الدولية لدعم سورية الذي عقد في فيينا، حيث اعلن أننا "طلبنا توفير الظروف اللازمة للعودة الآمنة إلى سورية حسب المعايير الدولية وحسب مصلحة الدول المضيفة لهؤلاء النازحين، وقد تمت الموافقة على هذا الأمر وجرت إضافته". وكان سبق وأعلن في مداخلته انه "إذا لم يشمل الحل السياسي في سورية قضية النازحين فيكون المجتمع الدولي كمن يخمد بركانا في سورية ليوقظ آخر في لبنان".