ألقت نتائج معارك جبل لبنان الانتخابية بثقلها العائلي على الساحة المسيحية فارضةً إيقاعاً شعبياً مدوياً أطاح بنظريات التمثيل الحزبي الأكثري على الساحة المسيحية وأعاد التأكيد بأصوات المسيحيين أنّ الأكثرية الشعبية ليست للأحزاب ولا حكراً على تحالف معراب بين «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» الذي عجز عن بسط سطوته الانتخابية والتمثيلية تحت وطأة الوجود الطاغي للعائلات والفاعليات المناطقية من جهة، والحضور الانتخابي والشعبي القوي والوازن لكل من النائب ميشال المر وحزب «الكتائب اللبنانية».

وإذا كانت جونية قد قالت كلمتها على مضض بمنحها فوزاً هزيلاً لم يُحتفل به للائحة «الكرامة» العونية خرقه أربعة أعضاء من لائحة «التجدد» المنافسة هم رئيسها فؤاد بواري ونائبه فادي فياض بالإضافة إلى سيلفيو شيحا ورودريغ فنيانوس، فإنّ نتيجة المعركة كانت تحتاج إلى مجرد 45 صوتاً ليتغيّر المشهد الانتخابي رأساً على عقب لصالح لائحة بواري كما أكد فياض أمس لموقع جريدة «المستقبل»، مستغرباً تحويل «التيار الوطني» المعركة من إنمائية إلى سياسية لدرجة دفعت النائب ميشال عون إلى إرسال نداءات استغاثة إلى الناخبين «للتصويت ضدنا كأننا غرباء عن المنطقة»، وذكّر فياض كيف ظهر إعلامياً دفع الأموال الانتخابية من قبل اللائحة العونية، مضيفاً بعد تحقيق خرق بأربعة مقاعد: «ندرس خيارنا إما المشاركة أو الطعن بالنتيجة، لكننا نتجه نحو طي صفحة الماضي«.

كذلك علّق عضو كتلة «الكتائب« النائب إيلي ماروني لـ«المستقبل» على ما أفرزته صناديق الاقتراع في جبل لبنان ولا سيما في ضوء بروز الحضور الانتخابي الوازن لتحالف المر - «الكتائب« في المتن وفوزه الصريح في معركة سن الفيل مقابل خسارة التحالف العوني القواتي، فقال: «ما حصل منطقي وطبيعي كون تحالف معراب ليس ناضجاً على الأرض إنما هو عبارة عن مجرد تحالف عناوين ويحتاج إلى المزيد من الوقت لكي تتمكن القواعد الشعبية من الاقتناع به، بينما تحالف «الكتائب» - المر راسخ وعمره سنوات في المتن وليس أمراً مستجداً».

أما في دير القمر حيث فازت اللائحة المدعومة من «التيار الوطني» و«القوات» بـ12 مقعداً مقابل 6 مقاعد للائحة المدعومة من رئيس حزب «الوطنيين الأحرار» النائب دوري شمعون الذي أكد لـ«المستقبل» أنّ «الفارق في النتائج كان بسيطاً جداً» وساعد في تحقيقه عدم الإقبال التام من أبناء دير القمر المقيمين في الساحل للاقتراع في بلدتهم، فكان لافتاً للانتباه في هذا السياق سقوط شقيق نائب رئيس «القوات» النائب جورج عدوان في الاستحقاق في مؤشر يعبّر عن حالة الامتعاض الشعبي من محاولة التحالف القواتي العوني إلغاء البيوتات السياسية في معاقلها كما حصل في مواجهة شمعون.

وعن التوقعات بالنسبة لرئاسة اتحادات البلديات، أعربت مصادر كسروانية لـ«المستقبل» عن ثقتها بأنّ «التيار الوطني الحر» لن يتمكن من حصد رئاسة الاتحاد في كسروان حيث الكلمة العليا ستكون للعائلات، في حين أغلبية قرى كسروان الفتوح ذهبت نتائج انتخاباتها لصالح النائب السابق منصور غانم البون، بينما كان الحضور طاغياً للنائب السابق فريد هيكل الخازن في بلدات وقرى كسروانية أخرى. أما متنياً، فحُسمت رئاسة اتحاد المتن الشمالي لميرنا المر أبو شرف، ومن المتوقع أن يتولى رئيس بلدية الشبانية كريم سركيس رئاسة اتحاد المتن الأعلى.

برج البراجنة

في الضاحية الجنوبية لبيروت، برز أمس إثر صدور نتائج الانتخابات البلدية والاختيارية ونسب المشاركة فيها حصول اللائحة المنافسة للائحة «حزب الله» في برج البراجنة على معدل 35،61 % من أصوات الناخبين. في وقت لفت فوز اللائحة المدعومة من النائب السابق باسم السبع بمخاتيرها الخمسة في البرج وهم حسن السبع ومحمد اسماعيل وفاروق عمار وزين السباعي وأحمد حرب.