أحيا الفلسطينيون أمس الذكرى الـ68 للنكبة في الضفة الغربية وقطاع غزة، من حيث هجّرت إسرائيل في العام 1948 غالبية الشعب الفلسطيني من ارضه، وأقامت على حساب حقوقه الوطنية كياناً غاصباً، وزرعت مكانه عنوة ملايين المستوطنين اليهود الذين استقدموا من بلدانهم الاصلية من مختلف اصقاع الارض.
وشهدت مدن وبلدات ومخيمات فلسطين في الضفة الغربية وقطاع غزة امس، عشرات الفعاليات بمشاركة واسعة من قبل قادة الفصائل الفلسطينية، والمواطنين والهيئات والمنظمات الشعبية والشخصيات الوطنية احياء للذكرى الـ68 لنكبة.
وأطلقت عند منتصف ظهر أمس، الصفارات في جميع المدن الفلسطينية لمدة 68 ثانية، ايذاناً ببدء فعاليات احياء هذه الذكرى، وانطلقت المسيرات يتقدمها حملة 68 مشعلاً و68 مفتاحاً، كتعبير رمزي عن عدد سنوات النكبة.
وتنوعت الفعاليات بين مسيرات شعبية وتنظيم معارض فنية بعضها يحمل صورا من واقع الحال خلال النكبة، وآثارها على الفلسطينيين وحياتهم بعد 68 عاما منها.
وتمر الذكرى 68 للنكبة على العالم العربي والإسلامي كمناسبة منسية تكاد تخفيها الأحداث التي عصفت بالمنطقة العربية وباتت معها القضية الفلسطينية في آخر الأهتمامات العربية والاسلامية .
وبالرغم من التحولات التي تشهدها المنطقة وبالرغم من التطورات السياسية الحادة، إلا أن قضية فلسطين ينبغي أن تبقى القضية الأساس بالرغم مما تشهده المنطقة من تحولات استراتيجية، أفضت تغيير البوصلة الجهادية وبات العدو الإسرائيلي يسرح ويمرح بإرهابه وبطشه، وبات الشعب الفلسطيني الضحية الدائمة للتخاذل العربي من جهة ولتورط الأحزاب الجهادية في ميادين أخرى للحرب والقتال، إذ لم يعد العدو الإسرائيلي هو الوجهة والهدف، وتحولت البندقية إلى مجرد وسيلة في لعبة الحرب التي ألهبت المنطقة بعيدا عن الإحتلال الذي بات أكثر بطشا وإرهابا وإجراما دون حسيب أو رقيب .
إن التحول الخطير لبندقية الأحزاب الجهادية عن وجهتها الأساسية ينذر بخطر كبير سيحول المجتمع العربي إلى مجتمع متقاتل ومتناحر، ولتعود بعد ذلك القضية الفلسطينية إلى قضية يلفها النسيان كما هو الحال هذه الأيام،إذ تمر هذه الذكرى مرور الكرام ولم يعد لذاكرة النكبة في مجتمعنا أي أثر يذكر.
وحده الشعب الفلسطيني سيبقى الضحية إذا ما استمرت الصراعات الاسلامية الاسلامية في المنطقة، ولم يعد خافيا على أحد أن مرحلة الصراع هذه هي من أفضل المراحل لدولة الكيان الصهيوني من الرخاء والطمأنينة .
وفي هذه المناسبة اصدر جهاز الاحصاء الفلسطيني بياناً ضمنه معطيات تتصل بالنتائج التي اسفرت عنها النكبة عام 1948 واهمها: تشريد نحو 800 ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم، إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية المجاورة، بالاضافة الى سيطرة دولة الاحتلال على 774 قرية ومدينة، وتدمير 531 قرية ومدينة فلسطينية، كما اقترفت القوات الإسرائيلية أكثر من 70 مذبحة ومجزرة أدت إلى استشهاد ما يزيد على 15 ألف فلسطيني خلال فترة النكبة.
ولفت الجهاز إلى أن عدد الفلسطينيين تضاعف ما يقرب من تسع مرات منذ عام 1948. وقال إن «عدد الفلسطينيين في العالم قدر في نهاية عام 2015، بنحو 12,4 مليون نسمة، وهذا يعني أن عدد الفلسطينيين في العالم تضاعف 8,9 مرات منذ أحداث نكبة 1948«.
وأوضح البيان أن عدد الفلسطينيين في العام 1948 كان 1,4 مليون نسمة كانوا يقيمون في 1300 قرية ومدينة فلسطينية. وقدر «عدد السكان الفلسطينيين الذين لم يغادروا وطنهم في العام 1948، بنحو 154 ألف فلسطيني في حين يقدر عددهم في الذكرى الثامنة والستين للنكبة بنحو 1,5 مليون نسمة نهاية عام 2015«.
وتظهر الإحصائيات أن «عدد الفلسطينيين المقيمين حاليا في فلسطين التاريخية (ما بين النهر والبحر) قد بلغ في نهاية عام 2015 نحو 6,2 ملايين نسمة«. وتوقع جهاز الإحصاء أن يبلغ عددهم «نحو 7,1 ملايين بحلول نهاية عام 2020، وذلك في ما لو بقيت معدلات النمو السائدة حاليا (4,1 مولود)».
وتوضح الإحصائيات أن نحو 28,7 في المئة من اللاجئين يعيشون في 58 مخيما تتوزع بواقع عشرة مخيمات في الأردن وتسعة مخيمات في سوريا و12 مخيما في لبنان و19 مخيما في الضفة الغربية وثمانية مخيمات في قطاع غزة.
وقال الجهاز في بيانه «تمثل هذه التقديرات الحد الأدنى لعدد اللاجئين الفلسطينيين باعتبار وجود لاجئين غير مسجلين، إذ لا يشمل هذا العدد من تم تشريدهم من الفلسطينيين بعد عام 1948 حتى عشية حرب حزيران 1967، ولا يشمل أيضا الفلسطينيين الذين رحلوا أو تم ترحيلهم عام 1967 على خلفية الحرب والذين لم يكونوا لاجئين أصلا.