ترك "ربيع" تجارته في أفريقيا وعاد إلى لبنان، لمعاونة شقيقه في إدارة الملاهي الليلية التي يملكها الأخير. طبيعة العمل لم تكن صعبة ولا تحتاج إلى جهد كبير لتعلّمها.. عدّة الشغل عبارة عن كومبيوتر محمول "لابتوب" مربوط بشبكة إنترنت، جهاز خلوي يستفيد صاحبه من خدمة "الواتساب" وفتيات يُحسنّ إثارة الزبون وإرضاء غريزته، ما يجعله مدمناً عليهنّ.
باختصار إنّه تعاون أخوي في تسهيل أعمال الدعارة التي تقع تحت خانة الاتجار بالبشر، جاء اكتشافه بعد مراقبة مكثّفة للمواقع الإلكترونية المشبوهة، حيث تبيّن وجود أشخاص قاموا بإنشاء "وابسايتات" تعرض صوراً إباحية وتؤمن خدمات جنسية للراغبين. وحامت الشبهات حول الشقيقين "ربيع" و"بشير" صاحب البارات الثلاثة في الحازمية، فضلاً عن السورية "إيمان" البارعة في تسويق "بضاعته"، وطلال (مجهول باقي الهوية) الخبير في حقل تشغيل الفتيات في عالم الجنس.
شرطة الآداب وبعد مداهمتها البارات الثلاثة، تمكنت من توقيف "ربيع" وضبطت لديه جهازي كومبيوتر محمولاً وأجهزة خليوية ومسجّل صوت وصورة وصاعقاً كهربائياً، فيما توارى باقي أفراد الشبكة عن الأنظار. فاعترف الموقوف أمام مكتب جرائم المعلوماتية أنّه يعاون شقيقه "بشير" في تسهيل الدعارة وإدارة محل البوكر الذي يملكه الأخير، وأنه يستخدم حوالي 20 فتاة من التابعية السورية في اعمال الدعارة، كاشفا أنّ لدى شقيقه العديد من المواقع الإلكترونية يعرض عبرها صورا لفتيات هوى، هنّ في الواقع غير الفتيات اللواتي يتم تُشغّيلهن وتأجيرهن للزبائن، وأنّ "طلال" هو الذي يتولى الرد على إتصالات الزبائن ويقوم بإرسال الفتاة الى عنوان الزبون الذي يرغب بممارسة الجنس أكان في شقّة أو فندق أو شاليه.
الموقوف أشار إلى أنّ السورية "إيمان" تعمل لدى شقيقه الفار منذ سنوات، وأن جهاز "اللابتوب" المضبوط والذي كانت الصور تُنشر من خلاله، لإثارة شهيّة الزبائن يعود لأخيه، مشيرا إلى أنّ أيّا من الفتيات لم يتم الضغط عليهن لممارسة الجنس وإنما كنّ يرغبن بذلك بكامل إرادتهنّ وكنّ يأخذن إجازة عندما يطلبنها، نافياً معرفته بهويتهنّ الحقيقية وأماكن إقامتهن، فهو اعتاد على مناداتهنّ بأسمائهن الوهمية المعروفات بها. وتبيّن أن "بشير" و"إيمان" تواريا عن الأنظار منذ توقيف "ربيع" فيما لم تعرف كامل هوية "طلال" أو مكان إقامته.
قاضي التحقيق في جبل لبنان إيلي الحلو، أصدر قراره الظنّي طالبا عقوبة السجن حتى سنتين للشقيقين بتهمة تسهيل الدعارة واعتمادها كمصدر لكسب معيشتهما وتوريد صور مخلّة بالآداب العامة بقصد الإتجار بها، فيما طلب عقوبة السجن حتى سنة لـ"إيمان" بعدما ظنّ بها بجرم الحضّ على الفجور وأحالهم جميعا للمحاكمة أمام القاضي المنفرد الجزائي في المتن وأمر بتسطير مذكرة تحرّ دائم لمعرفة كامل هوية "طلال"، ووافق على طلب تخلية سبيل الموقوف الوحيد في الدعوى" ربيع" بكفالة مالية قدرها 300 ألف ليرة كضمانة لحضوره جلسات المحاكمة.
لبنان 24