تحوّلت الجولة الثانية من الانتخابات البلدية والاختيارية التي شملت محافظة جبل لبنان أمس عرساً ديموقراطياً مارسَ خلاله المواطنون على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم ومشاربهم السياسية حقّهم في انتخاب مجالسهم البلدية بحرّية، في ظلّ الإجراءات المشدّدة التي اتّخذتها القوى العسكرية والأمنية لضمان سلامة العملية الانتخابية. وفي هذا السياق جدّد المتن ولاءَه ووفاءَه لنائب رئيس مجلس الوزراء السابق النائب ميشال المر، بفوز الغالبية الساحقة للّوائح التي دعَمها المر في مختلف مدن المتن الشمالي وبلداتِه وقراه في مواجهة لوائح الأحزاب.
حتى ساعة متقدّمة من فجر اليوم كانت عمليات فرز الأصوات مستمرّة في كثير من مدن وبلدات محافظة جبل لبنان، ويُنتظر أن تعلن وزارة الداخلية النتائج الرسمية في الساعات المقبلة. غير أنّ نتائج الماكينات الانتخابية أكّدت الفوز الساحق للّوائح التي يدعمها المر في المتن ساحلاً وجبلاً ووسطاً.
ورأت مصادر سياسية في هذه النتائج رسائلَ قوية في أكثر من اتّجاه ولأكثر من جهة ستكون لها تداعياتها على الاستحقاقات المقبلة، ولا سيما منها الانتخابات النيابية.
واعتبرت انّ النتائج كشفَت هشاشة التحالفات الحزبية من جهة، والتباعد الكبير بين خيارات العائلات وخيارات الأحزاب.
وقد شهدت انطلياس - النقاش أمّ المعارك الانتخابية، حيث تكتّلَ «التيار الوطني الحر» وحزبا «القوات اللبنانية» و«الكتائب» في مواجهة لائحة إيلي فرحات أبو جوده المدعوم من المرّ الذي سجّلَ انتصاراً موصوفاً على الأحزاب الثلاثة.
وسألت مصادر كتائبية: مَن ورَّط رئيس حزب الكتائب الشيخ سامي الجميّل في معركة أنطلياس وخسارتها.
وفي الوقت ذاته، سألت مصادر في «التيار الوطني الحر»: مَن ورَّط رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون في هذه المعارك والحسابات الخاطئة، مشدّدةً على أهمّية أن يفتح العماد عون تحقيقاً لتحميل المسؤوليات وتحديد من ورّط «التيّار» في هذه الخيارات لأسباب شخصيّة ومِن خلال تصريحات عنترية؟ كذلك سألت: مَن ورّط صهرَ عون الأستاذ روي الهاشم المشهود له بمناقبيته في معركة خاسرة في عين سعادة أساءَت إلى عون؟
وكشفَت هذه المصادر أنّ رئيس اللائحة الخاسرة في أنطلياس هو محامٍ في مكتب النائب ابراهيم كنعان. وقالت: «أليسَ مِن المؤسف أن تسقطَ الأحزاب المسيحية الثلاثة في أنطلياس؟ ولماذا؟ ومَن يتحمّل المسؤولية؟
نتائج أوّلية
وأظهرت النتائج الأوّلية فوزَ اللوائح الآتية في المتن:
ـ بلدية بتغرين برئاسة ميرنا ميشال المر
ـ بلدية الزلقا ـ عمارة شلهوب برئاسة ميشال عساف المر
ـ بلدية قرنة شهوان ـ بيت الككو ـ عين عار برئاسة جان بيار جبارة
ـ بلدية بياقوت برئاسة عصام زيتون
ـ بلدية قنّابة برمانا برئاسة مخايل بشارة
ـ بلدية مار موسى ـ الدوّار برئاسة حبيب شيبان
ـ بلدية العيرون برئاسة بشارة الخوري
ـ بلدية بيت الشعّار برئاسة أديب سلمون
ـ بلدية بيت شباب ـ الشاوية والقنيطرة برئاسة الياس الأشقر
ـ بلدية بيت مري برئاسة روي بو شديد
ـ بلدية العيون برئاسة الياس ابو ديوان
ـ بلدية ساقية المسك ـ بحرصاف برئاسة ميشال الياس نصر
ـ بلدية أنطلياس ـ النقاش برئاسة ايلي فرحات ابو جوده
ـ بلدية بصاليم ـ مزهر ومجذوب برئاسة جورج سمعان
ـ بلدية بعبدات برئاسة الدكتور هشام لبكي
ـ بلدية جل الديب ـ بقنايا برئاسة ريمون عطية ابو جودة
ـ بلدية رومية برئاسة عادل ابو حبيب
ـ بلدية سن الفيل برئاسة نبيل كحّالة
ـ بلدية الضبية ـ عوكر ـ ذوق الخراب برئاسة قبلان الأشقر
ـ بلدية بكفيا ـ المحيدثة برئاسة نيكول أمين الجميّل
ـ بلدية الفنار برئاسة جورج سلامة
ـ بلدية مزرعة يشوع برئاسة صليبي الملّاح
ـ بلدية نابَيه برئاسة مروان عطالله
ـ بلدية الجديدة البوشرية ـ السد برئاسة أنطوان جبارة
ـ بلدية الرابية برئاسة عصام الشماس
ـ بلدية الغابة برئاسة ريمون شكرالله ابو جودة
ـ بلدية المنصورية ـ المكلّس ـ الديشونية برئاسة وليم خوري
ـ بلدية ضهر الصوان برئاسة سركيس بو فرح
ـ بلدية مار شعيا والمزكه برئاسة الأب إيلي النجار
ـ بلدية العطشانة برئاسة جورج جبور
ـ بلدية كفرتيه برئاسة جان معلوف
ـ بلدية الشوير ـ عين السنديانة برئاسة إيلي صوايا
ـ بلدية حملايا برئاسة بطرس الراعي
ـ بلدية عين الصفصاف - مار مخايل بنابيل برئاسة ايلي كفوري
ـ بلدية عين سعاده برئاسة طوني بو عون
ـ بلدية عينطورة برئاسة جان عازار
ـ بلدية غابة بولونيا وطى المروج برئاسة جورج كفوري
ـ بلدية قرنة الحمرا برئاسة جبران طعمة
ـ بلدية كفرعقاب برئاسة غطاس معلوف
ـ بلدية مرجبا برئاسة وسيم داغر
ـ بلدية زرعون برئاسة رمزي ضو
ـ بلدية زكريت برئاسة أديب مرقص
ـ بلدية ديك المحدي برئاسة امين الاشقر
ـ بلدية مجدل ترشيش برئاسة علي مقبل.
أمّا في كسروان فقد شهدَت جونية معركةً حامية بين لائحة «جونية التجدّد - مسيرة عطاء» المدعومة من رئيس المؤسّسة المارونية للانتشار نعمة افرام والنائبَين السابقين فريد هيكل الخازن ومنصور غانم البون و«القوات اللبنانية»، ولائحة «كرامة جونية» المدعومة من «التيار الوطني الحر» والكتائب. بحيث انعكسَت الحماوة الانتخابية في صناديق الاقتراع التي أظهرَت حتى ساعات متقدّمة من الليل تقارباً كبيراً في الأصوات قبل أن تحسَم النتيجة لمصلحة لائحة «كرامة جونية».
إحتفالات
وعلى اثر شيوع فوز اللوائح المدعومة من المر شهدت مداخل العمارة ومحيطها زحمةً من التظاهرات السيّارة والوفود المهنّئة، فيما غصّت مكاتب النائب المر بالشخصيات والوفود الشعبية، وأطلِقت المفرقعات النارية مساءً في سماء المنطقة، فيما جالت المواكب السيارة شوارع المتن ابتهاجاً بالفوز.
النائب المر
وكان النائب المرّ قد جالَ على مراكز الاقتراع في المتن طوالَ نهار أمس، وأكّد مساءً «أنّ النصر حليفُنا في انتخابات المتن البلدية». وأشار إلى أنّ «القاعدة السياسية التي نركّز عليها في المتن منذ 40 عاماً تَقوى وتتّسع»، وقال: «إنّ مَن ربحَ اليوم في الانتخابات البلدية سيَربح في الانتخابات النيابية». وشدّد المر على وجوب حصول الانتخابات النيابية «لأن لا ظروف تمنَع من ذلك»، لافتاً إلى «أنّ رئاسة الجمهورية تتعلّق بالوضع الدولي والإقليمي، وليس لها علاقة بالانتخابات النيابية والبلدية».
المشنوق
في غضون ذلك، أوضَح وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق في مؤتمر صحافي عَقده مساءً لتقويم اليوم الانتخابي «أنّ نسبة التصويت في جبل لبنان بلغت 56 في المئة، وهي نسبة عالية جداً مقارنةً بالظروف السياسية التي نعيشها».
وقال: «بلغَت نسبة التصويت في قضاء جبيل 65 في المئة، وفي قضاء المتن 58,24 في المئة، وفي قضاء الشوف 53,50 في المئة، وفي قضاء كسروان 62,80 في المئة، وفي قضاء عاليه 52 في المئة، وفي قضاء بعبدا 50,20 في المئة».
ولفتَ الى «أنّ هناك ستة موقوفين، خمسة منهم في مواضيع تتعلّق بالرشاوى الإنتخابية، ورئيس قلم كفّت يده وأوقِف بسبب وجود لوائح انتخابية في جيبه اثناء ممارسة مهماته، وبات أمام القضاء. ولقد بلغَ عدد الشكاوى الأمنية التي تمّت معالجتها 170 شكوى، إلى جانب 200 شكوى إدارية. وبالتالي، يمكن القول إنّ جو الانتخابات كان فعلاً جيّداً جداً».
وقال المشنوق: «اليوم (أمس) كان موعداً جديداً للديموقراطية في لبنان، من جبيل، إلى التعدّد في كسروان، والتنوّع في المتن وفي عاليه والشوف، حيث ظهر ترسيخ المصالحة التي جرت عام 2001 في الجبل».
وكرّر القول «إنّ الأولوية الآن، وفي كل لحظة، هي لانتخاب رئيس للجمهورية، لأنه عملياً لا يكتمل نصاب النظام الدستوري من دون انتخاب رئيس للجمهورية، وأيّ كلام آخر هو دخول في المجهول الذي لا نعرفه، ولا يمكن تحديده أو تحديد أهدافه أو توقيته».
وقال إنّ «الدخول في كلام حول إجراء انتخابات نيابية لا يجوز من ناحية تقنية تتعلق بصناديق الاقتراع ولجان القيد وغرفة العمليات، هذا الكلام يتطلب حلّاً سياسياً كبيراً لا أجد أنّه متوافر حاليّاً في قانون الانتخاب، وكما هو معلوم أنّ هذه المسألة لم يُتَفق عليها وتحتاج إلى وقت طويل، ويبقى السؤال: إذا انتخَبنا مجلس نواب جديداً، وهذا المجلس لم ينتخب رئيساً للجمهورية. ماذا نكون قد فعلنا؟
نكون بذلك قد أنهينا الحكومة، وتحوّلت حكومة تصريف أعمال، وليس من شخص مسؤول يمكن مراجعتُه، ونكون قد دخلنا في نقاش طويل حول انتخاب رئيس مجلس نوّاب. بينما هذا الأمر يمكن أن يتمّ بأسهل ما يمكن وبضمان استمرار النظام الديموقراطي واكتمال نصابه الدستوري».
وعمّا إذا كانت الظروف الأمنية التي سَمحت بإجراء الانتخابات البلدية تسمح بإجراء الانتخابات النيابية، قال: «بحثُ هذا الموضوع يتطلب عَقد اجتماع مجلس أمن مركزي ومناقشة الأوضاع وإجراء مشاورات مع مختلف الأجهزة الأمنية، لأنّ طبيعة الانتخابات البلدية تختلف عن الانتخابات النيابية، إضافةً إلى أنّ الموضوع لا يتعلق بوزير الداخلية بل يحتاج إلى قانون من مجلس النواب».
وكان المشنوق جال امس في في محافظة جبل لبنان فعقد في جونية اجتماعاً مع القائمقام ورؤساء الاجهزة الامنية وزار سرايا بيت الدين وترَأس مجلس الأمن الفرعي في سراي بعبدا، كذلك زار كترمايا وتفقّد أقلام الاقتراع في ثانوية الغبيري الرسمية.
عون
على أنّ رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون حضّ العونيين في جونية ومنطقة جبل لبنان عموماً على الاقتراع بكثافة. ودعا «المواطنين، وخصوصاً الملتزمين والمناصرين» الى «التصويت وعدم التراخي، لأنّ التصويت هو واجب وهو سيفرز الاكثرية». وأكد انّ «التيارالوطني الحر» ليس مقسوماً بل هو موحّد، وإنّ النتائج ستُثبِت ذلك».
جعجع
أمّا رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع فقال إنّه «في خضمّ ما يجري في لبنان والمنطقة من شَلل سياسي، من الجيّد أن تحصل الانتخابات البلدية والاختيارية»، معتبراً أنّ ذلك «يؤكد أنّ مقومات الدولة ما زالت موجودة».
وأكّد «انّ الكلام عن أنّ التحالف القواتي - العوني يريد إلغاءَ الجميع غير صحيح»، مشيراً الى «انّ الإنماء الفعلي يتمّ على صعيد حكومي، ولذلك لا يمكن فصل السياسة عن الإنماء». وقال إنّ موضوع ترشيح عون لرئاسة الجمهورية «لا بلدية جونية ولا غيرها ستهزّه، ونأسف لأنّ البعض حاولَ القيام بذلك».
وعن الانتخابات في دير القمر، أوضَح جعجع «أنّ الظروف المحلية شاءت أن لا يتفاهمَ رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب دوري شمعون مع النائب جورج عدوان»، مؤكّداً «أنّ أكثر من 99 في المئة من الأمور تجمع بين الطرفين». وقال: «في حال فازت لائحة شمعون سأكون أوّل المهنّئين، وفي حال خسرَت أتمنّى عليه أن يعتبر اللائحة الفائزة لائحتَه».
الجمهورية : لوائح المرّ تكتسح المتن... وتساؤلات عمّن ورّط عون و«القوات» و«الكتائب»
الجمهورية : لوائح المرّ تكتسح المتن... وتساؤلات عمّن ورّط...لبنان الجديد
NewLebanon
|
عدد القراء:
420
مقالات ذات صلة
الجمهورية : السلطة تحاول التقاط أنفاسها... والموازنة تفقدها...
الاخبار : السفير الروسي: الأميركيّون يهيّئون لفوضى في...
اللواء : باسيل يتوعَّد السياسيِّين.. ورعد...
الجمهورية : مجلس الوزراء للموازنة اليوم وللتعيينات غداً.....
الاخبار : الحريري بدأ جولة...
اللواء : هل يستجيب عون لطلب تأجيل جلسة المادة...
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro