ما الذي يدفع بامرأة عزباء إلى البحث عن رجل متزوج، وما الأسباب التي قد تجعلها تقع في حب رجل مرتبط تعلم مسبقاً أنها لا يمكنه الحصول عليه؟ وفي حال سلمنا جدلاً بأن الرجل وقع في غرامها وقرر الزواج بها، فما الذي يدفعها بأن ترضى بأن تكون في المرتبة الثانية دائماً؟ صحيح أن محاولة فهم طريقة تفكير النساء قد تبدو مهمة صعبة، لكنها ليست مستحيلة.
لكن ما إن يظن الرجل أنه اكتشف كل ما عليه اكتشافه لمعرفة أسرار شخصيات النساء حتى يقدمن على تصرفات تعيده إلى نقطة البداية.. ومن هذه التصرفات ملاحقة المتزوجين. وقبل التطرق إلى الأسباب تجدر الإشارة إلى أن هناك فئتين من النساء اللواتي يلاحقن المتزوجين، الفئة الأولى تجد نفسها تقع في غرامه لكنها في الوقت عينه تحاول التحكم بمشاعرها لأنه مرتبط، أما الفئة الثانية فهي التي تلاحق المتزوج عن سابق إصرار وتصميم، رغم أنها قد لا تكون مغرمة به، وفي المقابل هناك أيضاً نوعان من الرجال، النوع الأول يحاول قدر استطاعته تجنب المرأة التي تلاحقه وهناك النوع الآخر الذي لا يجد حرجاً في الاستمتاع بملاحقتها له ومبادلتها الإعجاب بالمثل. فما هي الأسباب التي تدفع بعض النساء إلى ملاحقة الرجل المتزوج؟ لأنه مرتبط ولا يمكنها الحصول عليه فهي تريده.
صحيح أنه يحق للرجل الزواج بـ٤ نساء لكنها تعلم مسبقاً أنها حتى ولو تمكنت من جعله يقع في غرامها لدرجة الزواج بها؛ فإن الطريق إلى ذلك الهدف سيكون وعراً ومنهكاً عاطفياً ونفسياً، في بعض الأحيان قد لا يكون الزواج به من ضمن مخططاتها وقد تكون مشاعرها تجاهه مجرد إعجاب عابر، لكنها حين تكتشف أنه متزوج فإن مشاعرها ستتحول بين ليلة وضحاها إلى تعلق شديد، وسيصبح هدفها الوحيد الحصول عليه مهما تطلب الأمر.
الغيرة ثم الغيرة كما كل شيء في الحياة، السبب الأول الذي يدفع البشر إلى التصرف بطريقة عشوائية ومؤذية للآخرين هي الغيرة. فواقع أنه تمكن من جذب امرأة أخرى لدرجة إقناعها بالزواج منه تعني أنه يملك صفات ما تجعله يتميز عن غيره، وعليه فهي تريد الحصول عليه؛ لأنها تغار من «الأخرى» التي تمكنت من الفوز به.
أي أن الزوجة تجعل الرجل يبدو أكثر جاذبية للنساء العازبات. بالنسبة لهذه النوعية من النساء اللواتي لا يحترمن واقع أنه مرتبط بأخرى فإن المنافسة تصبح مع «الأخرى»، التي لم تقابلها يوماً ولا تعرف عنها شيئاً، وتصبح المنافسة أشرس في حال كانت قد التقت بالزوجة أو حتى تربطها بها علاقة «صداقة» مفترضة. في دراسة أجرتها جامعة أميركية تبين أن ٩٠٪ من النساء يجدن الرجل المتزوج أكثر جاذبية من الأعزب، ولا مشكلة لديهن بالسعي خلفه للحصول عليه. في حال تمكنت المرأة من الفوز بمشاعر المتزوج أو حتى دفعه للزواج بها فإن ذلك يعزز ثقتها بنفسها.
فبالنسبة إليها تمكنت من الانتصار على «الأخرى»، وواقع أنها سرقته منها يجعلها تشعر بالقوة. فهي امرأة مرغوبة وجميلة وإلا لما تمكنت من الحصول على حبه أو دفعه للزواج بها في حال تم ذلك. الواقع يؤكد أن الرجل بشكل عام نادراً ما يترك زوجته من أجل امرأة أخرى، قد يقدم على الخيانة أحياناً وقد يصل به الأمر إلى الزواج لكنه لا يقدم إطلاقاً على تطليق الأولى. وما لا تفهمه النساء اللواتي يتمكنّ من الفوز برجل متزوج أنه إن قام بالخيانة أو حتى بالزواج بهن فقد يقوم بالأمر نفسه بها. البشر تتصرف وفق نمط محدد ومقولة «من يخون مرة يخون الف مرة» صحيحة مئة بالمئة.. الخيانة العاطفية أو الفعلية موجودة والنمط هذا سيتكرر من دون أدنى شك.
الاستقرار المادي والنضوج العاطفي الرجل المتزوج يعيش حالة من الاستقرار المادي، وهو بطبيعة الحال ناضج عاطفياً أكثر من الرجل الأعزب. فهو تمكن من إنشاء عائلة وتلبية احتياجاتها ما يعني أنه بالضبط ما تبحث عنه، فهي لا تريد إضاعة وقتها مع رجل أعزب ما زال في مرحلة تكوين الذات أو ما زال يبحث عما يريد تحقيقه فعلاً في حياته. المتزوج تجاوز كل هذه المراحل، وتحملت أخرى المعاناة خلال رحلته تلك وهي تستطيع قطف الثمار بلا جهد أو معاناة تذكر.
قليل من الأخلاق الكثير من الأنانية بعض النساء أنانيات عديمات الأخلاق ولا يحترمن قدسية الزواج. لا يكترثن إطلاقاً بأنه والد وزوج وبأن ملاحقتها له قد تؤدي إلى تدمير حياته الزوجية والعائلية. صحيح أن عددا كبيرا من الرجال تزوجوا بامرأتين أو ٣ أو حتى ٤ لكن الواقع يؤكد أن أيا من هؤلاء الزوجات لا يختبرن حياة زوجية «طبيعية». هذه النوعية من النساء تخطط وتنفذ، المرحلة الأولى تكون بالتعرف إليه، قد تصادقه وتجعله يشعر بالراحة ليشاركها همومه.
حينها ستتمكن من تحديد نقاط الضعف وما يمكنها استغلاله، في مرحلة التنفيذ تبدأ بمنحه ما لا تقوم زوجته بمنحه إياه، فإن كانت الزوجية مثلاً نكدية، فستكون هي مرحة بشكل يفوق الوصف رغم أنها قد لا تكون كذلك في الواقع. الاستسلام لهذه النوعية من النساء يحمل الكثير من المخاطر، فهي عند أول مشكلة أو عقبة ستهدد الرجل بالاتصال بزوجته وفضح أمره، وقد تمنح نفسها الحق بإرسال الرسائل في وقت متأخر من الليل أو حتى الاتصال به، حين تعلم مسبقاً أنه برفقة زوجته، حتى إن لم يكن الرجل قد دخل في علاقة معها.