كشفت مصادر متابعة في دمشق لـ “الراي” عن جانبٍ من عملية اغتيال مصطفى بدر الدين، فقالت إن الصاروخين (جو  أرض) أصابا المبنى الذي كان يستخدمه “حزب الله” فدُمّر بالكامل، وهو عبارة عن قاعة كبيرة في حرم مطار دمشق الدولي كانت موضوعة بتصرف الحزب لأغراض لوجيستية وقيادية نظراً لشراكته مع النظام السوري في الحرب الدائرة هناك.

  واعتبرت هذه المصادر عملية اغتيال بدر الدين أمنية بإمتياز بعدما كان ملاحَقاً من الاستخبارات الإسرائيلية، من دون أن تستبعد المصادر أن تكون العملية ثمرة تعاون مشترك بين الاستخبارات الإسرائيلية ونظيرتها الأميركية.

  ومن غير المتوقّع، بحسب دوائر على بيّنة من مجريات الصراع بين إسرائيل و”حزب الله”، أن يطرأ أي جديد على تدابير التحوط الأمني التي اعتمدتها إسرائيل، في الداخل والخارج، وفي شكل مكثّف منذ اغتيال مغنية.   ويرى هؤلاء أن “حزب الله” الذي لن يردّ في شكل مباشر، لن يبخل أيضاً بأيّ جهدٍ لتصفية الحساب مع إسرائيل حين تتوافر الموفّقية، وهو حسابٌ مفتوح ذات طبيعة استخباراتية  أمنية يشبه “الكرّ والفرّ” بين الطرفين.  

وتوقّعت جهات متابعة في بيروت أن تتخذ إسرائيل بعض التدابير الأمنية الطارئة على الحدود مع لبنان، كانكفاء العناصر والدوريات لفترة محددة، وسط استبعاد أي مواجهات عسكرية مباشرة لأن المعركة تدور رحاها الآن بين الآدمغة الاستخباراتية لا بالعضلات الصاروخية.  

وكانت الساعة قرابة العاشرة والنصف من ليل الخميس  الجمعة حين استهدف صاروخا جو أرض أحد المباني في حرم مطار دمشق الدولي، في عمليةٍ أمنيةٍ بالغة الدقة أدّت إلى مقتل بدر الدين وجرح خمسة آخرين من “حزب الله” بعدما أحدث الصاروخان انفجاراً هائلاً في المبنى الذي كان موضوعاً في تصرُّف الحزب، فدُمّر على نحو كامل…

واكدت مصادر مطلعة لـ”الراي” أن الصاروخين ضربا المبنى بعد نصف ساعة من مغادرة قائد لواء القدس العميد قاسم سليماني له اثر اجتماع عقده مع بدر الدين، ما يعني من وجهة نظر مراقبين أن اسرائيل حيَدت المسؤول الايراني وانتظرت خروجه من المبنى قبل ان تقصفه.  

(الراي الكويتية)