خطف إعلان «حزب الله» مع ساعات صباح يوم أمس، عن مقتل أحد قيادييه البارزين مصطفى بدر الدين، في انفجار وصفه الحزب بالكبير، استهدف أحد مراكزه بالقرب من مطار دمشق الدولي، وفقاً لبيان الحزب الذي أشار إلى إصابة آخرين بجراح، الاهتمام المحلي والدبلوماسي والسياسي والذي كان منصباً على التحضيرات القوية للجولة الثانية من المعارك البلدية والاختيارية التي تجري غداً في جبل لبنان، بأقضيته الست وبلداته الكبرى، حيث تتنافس لوائح الأحزاب والعائلات من جونيه إلى دير القمر، ومن الدامور إلى الحدث وانطلياس وسن الفيل في المتن، وصولاً إلى بعبدات والبلدات البعيدة في كسروان، فيما طغى جو من الذهول والترقب في ضاحية بيروت الجنوبية مع انشغال «حزب الله» بتقبل التعازي ببدر الدين من التاسعة حتى الرابعة، ثم تشييعه في الغبيري، ودفن في جبانة الشهداء إلى جانب القيادي في الحزب عماد مغنية والذي تربط به علاقة مصاهرة.
وفي هذه الأجواء، سجلت زيارة قصيرة للرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريللا، التقى خلالها الرئيسين نبيه برّي وتمام سلام والبطريرك الماروني بشارة الراعي، بعد تفقده الوحدة الإيطالية العاملة ضمن «اليونيفل» في موقعها في بلدة شمع جنوب صور، تمنى خلالها ان يتمكن اللبنانيون من إيجاد الحل بانتخاب رئيس للجمهورية، وأن يعود قريباً إلى بيروت ليلقي التحية على الرئيس المنتخب.
وفي سياق المشاورات الجارية دولياً واقليمياً لفتح ثغرة في الجدار الرئاسي، علمت «اللواء» ان قصر الاليزيه استطاع من احداث تقدّم على هذا الصعيد، في ضوء الاتصالات التي اجريت مع شخصيات لبنانية وعربية وإيرانية للخروج من حالة المراوحة، على ان تستكمل مع وصول وزير الخارجية الفرنسية جان مارك أيرولت إلى بيروت الأسبوع المقبل.
استقالة لارسن
في هذا الوقت، وقبل ساعات قليلة من وصول نائب وزير الخزانة الأميركية لشؤون تمويل الإرهاب دانيال غلايزر لمتابعة إجراءات مصرف لبنان والمصارف اللبنانية، حيث تعقد جمعية المصارف اجتماعاً لها اليوم، في ضوء انتقادات حزب الله لتعميم مصرف لبنان، طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بتطبيق القرار 1559.
وكشفت قناة «الحرة» الأميركية ان تيري رود لارسن ناظر القرار قدم استقالته من منصبه، مشيرة إلى ان السفير الأميركي السابق في لبنان جيفري فيلتمان سيحل مكانه بوصفه مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الشرق الأوسط.
وبينما يتوقع ان يعلن «حزب الله» اليوم نتائج التحقيقات التي أجراها لتحديد الأسباب والجهات التي يمكن ان تكون تورطت في اغتيال القيادي بدر الدين، نفى البيت الأبيض ان تكون أي من مقاتلات تابعة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة تواجدت في المنطقة التي قتل فيها بدر الدين.
وقال غوش أرنست المتحدث باسم البيت الأبيض للصحافيين، لم تكن هناك طائرات أميركية أو تابعة للتحالف في المنطقة التي قيل ان بدر الدين قتل فيها.
وفي إسرائيل التي تترقب دوائرها ما سيعلنه الحزب لجهة تحميلها المسؤولية مباشرة أو بالواسطة، وصفت صحيفة «معاريف» اغتيال بدر الدين «بالضربة القاسية للقيادة العسكرية في حزب الله»، واصفة اياه بأنه «وزير أمن الحزب».
ونقلت هآرتس عن مستشار الأمن القومي السابق يعقوب أفيدور قوله انه على الرغم من ان قتل بدر الدين خبر سار «لكن إسرائيل ليست دائماً مسؤولة عن ذلك».
ورأى المتحدث باسم القوات الأميركية الكولونيل ستيف وارن في بغداد انه «من السابق لأوانه الحديث عمن نفذ عملية الاغتيال وما هي التداعيات المستقبلية لخسارة هذا القائد، مع الإشارة إلى ان بدر الدين كان من بين القادة العسكريين الذين فرضت عليهم وزارة الخزانة الأميركية في تموز 2015 عقوبات على خلفية دعم نظام بشار الأسد والقيام بأنشطة ارهابية أخرى.
وفي ما خص التداعيات، اشارت مصادر سياسية إلى انه من الممكن ان تتوضح في خطاب الأمين العام للحزب السيّد حسن نصر الله يوم الجمعة المقبل في ذكرى أسبوع بدر الدين.
والمحكمة الدولية التي وجهت اتهاماً إلى بدر الدين بتهمة الضلوع باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري عام 2005، أعلنت انها أخذت علماً بالتقارير التي نشرت في وسائل الإعلام والتي أعلن فيها عن وفاة مصطفى بدر الدين.
اضافت: انها لا تستطيع ان تقدّم تعليق على هذا الإعلان قبل صدور قرار قضائي، وهي ملتزمة باضطلاعها في ولايتها بأعلى معايير العدالة الدولية».
غليان إنتخابي
وفي غمرة الغليان الانتخابي، علمت «اللواء» أن رئيس تيّار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري استدعى أمين عام التيار أحمد الحريري وطلب منه اتخاذ إجراءات فورية وسريعة بحق الذين تسببوا بإشكالات أمس الأول في منطقة الطريق الجديدة.
وفي ما خصّ العشاء الذي جمع الرئيسين الحريري ونجيب ميقاتي في دارة الرئيس سلام في المصيطبة، كشفت مصادر مطلعة لـ«اللواء» أنه اتسم بالود وجرت خلاله مراجعة المرحلة الماضية.
وذكرت هذه المصادر أنه ترك القرار لفعاليات مدينة طرابلس للتباحث في الانتخابات البلدية، وشجعا على القيام بائتلاف بين العائلات والقوى الفاعلة في المدينة.
ولفتت إلى أن الاتصالات ستبقى مستمرة بين تياري «المستقبل» والعزم بعيداً من الأضواء، للتفاهم على إسم من إثنين للائحة طرابلس التوافقية: عمر الحلاب الذي يقترحه «المستقبل» بينما يفضّل الرئيس ميقاتي إسم المهندس عزام عويضة، بعد سقوط الإسم الثالث وهو عبد الرحمن الثمين.
ولم يحسم لقاء عقد مساء أمس بين الرئيس ميقاتي والنائب محمّد كبارة في منزل النائب سمير الجسر هذا التفاهم على إسم.
وقال كبارة لـ«اللواء» أن الاجتماع لا إيجابي ولا سلبي ونحتاج إلى لقاءات أخرى.
وتردد حديث في طرابلس عن لقاء آخر بين الرئيسين الحريري وميقاتي قد يجمعهما في وقت قريب.
وليلاً، نفى المكتب الإعلامي للرئيس ميقاتي أن يكون الرئيس برّي أولم مساء تكريماً للوزير السابق فيصل كرامي في حضور الرئيس ميقاتي ومسؤولين في حزب الله.
وأوضح المكتب أن الرئيس برّي أقام عشاء اجتماعياً متفقاً عليه منذ فترة وشارك فيه عدد من الشخصيات الاجتماعية مع عقيلاتهم ومنهم: الرئيس ميقاتي وكرامي، ولم يتم التطرق خلال العشاء إلى أي شأن انتخابي.
ومن جهتها، أوضحت مصادر طرابلسية لـ«اللواء» أن هناك حلولاً يعمل عليها في الأيام القليلة المقبلة في ماخصّ الانتخابات البلدية والاختيارية في طرابلس انطلاقاً من لقاء المصالحة بين الرئيسين الحريري وميقاتي.
وأكد الوزير السابق النائب أحمد كرامي في تصريح لـ«اللواء» أن اللقاء كان إيجابياً، متمنياً أن يُصار إلى تعميم المصالحة في كل أنحاء الوطن.
وأشار إلى أن أي اتفاق بين زعيمين من شأنه أن ينعكس خيراً على البلد، وقال: «بارك الله بالرئيس سلام الذي ساهم في انعقاد اللقاء».
وعلى صعيد أقضية محافظة جبل لبنان، يحتدم التنافس بين المرشحين داخل الحلفاء والأحزاب والعائلات للفوز بمقاعد 309 بلديات ومئات المقاعد الاختيارية.
فبعد التنافس الحاد في جونية، يخوض «التيار الوطني الحر» مواجهة في الحدث في مواجهة «القوات» والكتائب والأحرار، على خلاف التحالف في بلدة الحازمية.
وفي الشويفات تجري مواجهة بين لائحة يدعمها النائب وليد جنبلاط وحزبه وأخرى يدعمها النائب طلال أرسلان وحزبه، مع حرص الطرفين على عدم دفع التنافس إلى تسخين إنتخابي.
وفي الغبيري تتهم أوساط حزب الله أطرافاً سياسية من خارج المنطقة بدعم اللائحة المنافسة للحزب في كل من الغبيري وبرج البراجنة.
وفي ساحل الشوف، تشتد الحماوة الانتخابية في الدامور بين شارل غفري والياس العمار، في ظل اتهامات متبادلة في ما خص سهل الدامور حيث ترفع اللائحة المنافسة لغفري شعارات مثل «الدامور ليست للبيع».
وفي الرميلة تجري المنافسة على أشدها بين لائحة رئيس البلدية الحالي جورج طانيوس الخوري المدعومة من «القوات» ولائحة جورج طنوس المدعومة من النائب السابق الياس عطاالله.
وفي الجية تتنافس لائحتان على 15 عضواً للمجلس البلدي، الأولى يرأسها الرئيس الحالي جورج قزي مدعومة من أمل وحزب الله وتيار المستقبل والثانية يرأسها سامر قزي مدعومة من الحزب الاشتراكي وعائلات.
وفي صيدا، عرض رئيس البلدية الحالي المرشح محمّد السعودي المدعوم من تيار المستقبل برنامج عمل اللائحة والذي يتضمن 36 بنداً، تتعلق بكهرباء دائمة في صيدا القديمة واستكمال المرفأ الجديد وتطوير مرفأ الصيادين وإنشاء متحف تاريخي.