استطاعت السياسية المسلمة محترم آراس، عضوة حزب الخضر الألماني، الفوز بمنصب رئيسة برلمان ولاية بادن فورتمبيرغ بالانتخاب الأربعاء الماضي، أمام مرشح حزب شعبوي مناهض للهجرة، فيما اعتبرته آراس نفسها خطوة "تاريخية" للبلاد.
ونشرت صحيفة "إندبندنت" تقريرًا نقل عن آراس التي تعتبر أول امرأة مسلمة تتولى هذا المنصب، قولها بعد أن تمكنت من الفوز باكتساح "لقد كتبنا تاريخاً جديداً اليوم". وأضافت آراس (50 عاماً) أن فوزها جاء ليؤكد رسالة الانفتاح والتسامح والاندماج الناجح في المجتمع، بحسب ما ذكره موقع The Local المحلي.
وكانت آراس قد ولدت في تركيا، قبل أن تنتقل لمدينة شتوتغارت الألمانية مع والديها في طفولتها، ثم درست الاقتصاد، لتؤسس بعد ذلك شركة خاصة للاستشارات الضريبية.
بدأت آراس مشوارها السياسي في 1992 كممثلة لحزب الخضر في المجلس المحلي، قبل أن تصعد لتصبح زعيمته محلياً لتتمكن من دخول انتخابات برلمان ولاية بادن فورتمبيرغ الأخيرة، لتستطيع الحصول على أصوات 96 من أعضاء البرلمان وتفوز بالمنصب كأول امرأة مسلمة.
وكانت الانتخابات الأخيرة جاءت في خضم ضغوطات وتوترات لا تنتهي من قبل بعض المتشددين في ألمانيا من المهاجرين، حيث ظهرت تقارير يوم الثلاثاء الماضي تشير إلى قيام رجل بطعن أربعة أشخاص في محطة قطار بينما كان يصيح قائلاً "الله أكبر".
في الوقت نفسه، رفض أعضاء حزب "البديل من أجل ألمانيا" المعادي للمهاجرين، التصفيق لـ آراس في أولى جلساتها في المنصب الجديد بحسب ما ذكرته صحيفة Süddeutsche Zeitung المحلية.
وفي وقت لاحق من هذا الشهر، كان الحزب قد استطاع تحقيق نجاح غير مسبوق في الانتخابات المحلية، بعدما قدم طرحاً يقول بأن الإسلام لا يتوافق مع الدستور الألماني، كما دعا إلى حظر بناء المآذن وارتداء النقاب.
وفي استفتاء نُشِر أمس الخميس، أظهرت النتائج أن قرابة ثلثي الألمان يعتقدون بأن الإسلام لا ينتمي لبلدهم، وتعكس تلك النتائج تغير المعتقدات بعد هجمات باريس وبروكسل الأخيرة، بالإضافة إلى وصول 1.1 مليون لاجئ إلى ألمانيا.
وكان 60% من المشاركين بالدراسة التي تضمنت 1003 مشارك قد أكدوا أنه لا مكان للإسلام في ألمانيا، في حين رأى 34% من المشاركين عكس ذلك.
(هافنغتون بوست)