يشكل سباق «الترا ماراتون» الذي يستمر 5 ايام اعتباراً من 16 الحالي ولغاية 22 منه حدثاً فريداً ومميزاً على الصعيدين الرياضي والانساني، وسيمنح الأطفال المصابين بالتوحد مساحة اخرى من الأمل والعودة مجددا الى الحياة والمشاركة مع الناس والمجتمع وتحقيق التطلعات في المستقبل.
وقد تكون الجمعية اللبنانية للتوحد معنية بشكل مباشر في هذا الحدث فهي التي حملت على عاتقها معالجة هذا المرض الذي بات يشكل عبئا نفسيا وماديا على مئات العائلات فعملت على المساعدة من خلال انقاذ العشرات منهم ومحاولة انتشالهم من مغبة هذا المرض ومساعدتهم على التفاعل مع المجتمعات.
وقد يرى البعض ان السباق مجرد مناسبة عادية لا تتعدى سوى الجري والبحث عن الشهرة لكنها في الأساس تحمل معان واهدافا نبيلة تصب في خدمة الانسان الذي يواجه مثل هذه المعاناة، في ظل انصراف الدولة والنظام عن احتضان هذه الظاهرة والاهتمام بها، لتبرز الجمعية اللبنانية للتوحد وتحاول ان تعمل في ظل ظروف صعبة تحاول ان تتفوق عليها وتتخطاها من خلال دورها الانساني.
وللتذكير فإن الجمعية المذكورة تنفق 12 الف دولار سنويا على المصاب بالتوحد، وهي تحت عجز يقارب الـ246 الف دولار، وبالرغم من ذلك فانها تستمر في رسالتها غير آبهة بما تتكبد من مصاعب.
5 عدّاءات سيقتصر عددهن على 4 هنِّ غريس ماضي وساندرا غرغور ونادين كالوت وهوري سفيان بعد ان اعتذرت صونيا حنا بسبب عارض صحي، هؤلاء كان لهنَّ رأي آخر في هذا المجال سارعن الى طرح فكرة السباق الذي ستبلغ مسافته 250 كلم، بحيث سيكون على شكل محطات وستقطع المتسابقات 40 كلم يوميا انطلاقا من الناقورة مرورا بصور وصيدا وبيروت وجونية وجبيل ومعظم الخط الساحلي وصولا الى طرابلس، فصممن ان يتحملن هذا الجهد والتعب وما له من انعكاسات صحية من اجل توفير الدعم اللازم لهذه الجمعية ولهؤلاء الأطفال.
ساندرا غرغور
ساندرا غرغور واحدة من الخمسة اللواتي سيخضن هذه التجربة، فهي عدّاءة بامتياز ولها الكثير من الجولات والمشاركات على اكثر من صعيد.
تقول غرغور: هذا السباق يعني الكثير، لأنه يجمع بين الرياضة والانسانية، ليس الهدف منه تسجيل رقم قياسي وقطع الكيلومترات بزمن معين، بقدر حث الناس في كل كلم على التبرع وانقاذ طفل يعاني من مرض التوحد، من اجل هذا ساترك عائلتي وساتخلى عن كل شيء في سبيل ان اقطع هذه المسافة الطويلة مع باقي العداءات، وطالما ان العزيمة موجودة سنكمل السباق باذن الله، وسيواكبنا الجميع من صليب احمر ومنظمات انسانية وطلاب وغيرهم».
وتضيف: تعنى الجمعية اللبنانية للتوحد بهؤلاء المصابين الذين تتراوح اعمارهم بين 6 سنوات و 27 سنة وتبلغ تكلفة المريض 12 الف دولار سنويا، ويجب معالجتهم وايجاد الوسائل المتاحة امامهم، لايقاف هذا المرض، وعلى الأقل قد يستطيع المصاب ان يتفاعل مع العلاج ويمكنه في المستقبل ان يشارك المجتمع ويصبح انسانا عاديا، لذلك لا تسطيع هذه المدرسة ان تستقبل القسم الكبير من العائلات التي تطلب المساعدة في ظل غياب كلي للدولة الا بعد تأمين المزيد من الدعم خصوصا اذا علمنا ان هذا المرض هو اشد فتكا من الأمراض الأخرى المستعصية، لذلك وجدت الجمعية نفسها تحت ازمة مادية، فاطلقن الصرخة وكانت الفكرة ان نركض من اجل المساعدة».
وختمت:» سنركض كل يوم 40 كلم انطلاقا من الناقورة واعتبارا من السادسة صباحا، وبالطبع سنستريح لنتحضر لليوم التالي».
غريس ماضي
لاتختلف العدّاءة غريس ماضي بنظرتها عن زميلتها غرغور فهما من فريق واحد وتجمعهما الأهداف ذاتها.
تتحدث ماضي عن السباق بقولها: «لقد انبثقت الفكرة بعد سنتين من التحضير والتفكير، بطريقة يمكن ان نتمكن فيها من دعم مرض التوحد، خصوصا انني كنت دائما اشارك بالسباقات من اجل دعم هذا المرض، فتوصلنا اخيرا مع الجمعية اللبنانية الى تنفيذ هذا المشروع الذي يعتبر انسانيا بحت، توحدنا نحن العداءات المشاركات من اجل القيام بمثل هذه المغامرة الشاقة لأنه في المبدأ فانك يجب ان تعمل شيئا يمكّن ايصال الفكرة ولفت الانظار لها، من اجل تحطيم هذا المرض ومن حق الطفل المصاب ان يتعلم ويأخذ حقه في الحياة داخل المجتمع، ونحاول من خلال هذه الفكرة ان نجعله انسانا طبيعيا لذلك كانت نتيجة هذا التعاون والتفكير ان نركض من اجل التوحد».
وتابعت: نحن لم نختر هذه المسافة الا لأننا سنحاول ان نعطي اكثر من طاقتنا، لكسر التوحد، لأننا لا نستطيع ان نقف مكتوفي الأيدي نتفرج على هذا المرض، فيجب ان تخرج من نفسك وتحاول ان تبرهن للولد انه قادر ان يخرج من حالته لو بذل الطاقة نفسها التي ستجعله ينتصر في النهاية لذلك جربنا ان نفعل أي شيء فذهبنا لركض هذه المسافة».
بورتريه
& ساندرا غرغور متزوجة ولها ولدان مصممة مجوهرات تعشق الرياضة ومتعلقة بالركض تنتمي الى نادي «أنتر ليبانون» الذي يرأسه روجيه بجاني، ويضم كل الطبقات والقاسم المشترك فيه محبة الركض.
شاركت في بيروت ماراتون لمسافة 42 كلم عامي 2014 و2015، وسوف تخوض لأول مرة سباق يتعدى هذه المسافة.
& غريس ماضي: متزوجة ولها ثلاثة اولاد، موظفة في بنك «عودة»، تشارك في السباقات باسم نادي «انتر ليبانون»، تعلقت بالركض ووصلت الى هذا المشروع بدأت في «ماراتون بيروت» للمسافات الطويلة (42 كلم) في العام 2014 ثم شاركت في العام 2015 ايضا وتعلمت كيفية العدو لمثل هذه المسافة، تركض ماضي من اجل دعم المصابين بمرض التوحد.
مؤتمر صحافي للإعلان عن السباق اليوم
تعقد جمعية بيروت ماراثون والجمعية اللبنانية للتوحد مؤتمراً صحافياً لإطلاق سباق «ألترا ماراثون» SAWA RUN في السادسة من مساء اليوم في مدرسة القلب الأقدس ـ الجميزة.
وتبلغ مسافة السباق 250 كلم إنطلاقاً من الناقورة جنوب لبنان باتجاه طرابلس في الشمال وتشارك فيه 4 عداءات سوف يقطعن المسافة خلال 7 أيام من 16 أيار ولغاية 22 منه والعداءات هن: غريس ماضي وساندرا غرغور ونادين كالوت وهوري سفيان.
وقد اعتذرت العداءة صونيا حنا لأنها تعاني من مشاكل صحية منعتها من المشاركة.
تجدر الإشارة إلى أن السباق يهدف للتوعية حيال حالات التوحد والتبّرع للجمعية اللبنانية للتوّحد لتطوير خدماتها وتنفيذ برامجها ونشاطاتها.