خرج السوري عبد اللطيف اسعد من السجن في الاول من كانون الاول الماضي ضمن صفقة التبادل التي تمت مع جبهة النصرة لتحرير 16 عسكريا كانوا اختطفوا خلال "معركة عرسال" في آب العام 2014، ليدخل مكانه ابنه القاصر ملاذ بالتهمة عينها، وهي الانتماء الى تنظيم جبهة النصرة والمشاركة في طبخ وتصنيع متفجرات وصواريخ وارسالها الى سوريا"، وذلك في احدى الشقق التي تم استئجارها في منطقة الضنية تحت ستار مساعدة اللاجئين السوريين.
لم يتسنّ لاسعد الابن ان يلتقي بوالده في قاعة المحكمة التي سبقه اليها وحُكم عليه آنذاك بالسجن مدة ثلاث سنوات اشغالا شاقة، انما "ودّعه" في سجن روميه اثر اخلاء سبيله ضمن صفقة التبادل، حيث اعلمه انه خرج من السجن" بعد تقديمه طلبا لتخفيض عقوبته".
وفي تلك الفترة التي كانت تُجرى فيها المفاوضات مع النصرة لتحرير العسكريين ، كان عبد اللطيف اسعد قد تقدم بواسطة وكيله المحامي محمد صبلوح بطلب نقض امام محكمة التمييز العسكرية للحكم الصادر بحقه.
وصرّح وكيله امس ان اسعد يحاكم حرّاً امام "التمييز العسكرية" وهو يحضر جلسات محاكمته حيث لا يزال موجودا في لبنان. وامس، واجه اسعد الابن والده، من خلال افادة ادلى بها الاخير امام المحكمة في معرض محاكمته السابقة، فالوالد اكد ان ابنه ملاذ كان يساعد المدعو عمّوري في تصنيع الصواريخ والعبوات وكان يقضي معظم وقته معه" الامر الذي نفاه ملاذ وبرّر سبب وجوده مع "عموّري" المذكور هو العمل معه في مجال تلبيس الحجر متظاهرا امام المحكمة "بالنقمة" على "عموري" الذي "اكل له حقه من خلال العمل معه".
ولم تكن افادة والد اسعد هي الوحيدة التي جوبه بها امس، فثمة افادة شقيقه الاكبر محمد الذي اكد فيها ان عموري احضر الى منزلهم 10 غالونات من الاسيد والسماد الزراعي جرى استعمالها في تصنيع العبوات والصواريخ التي كانت ترسل الى سوريا. ردّ القاصر بالنفي على افادة شقيقه محمد جاءت بالطريقة نفسها التي رد فيها على افادة والده "المحرر" لجهة التلعثم ليخلص الى نتيجة انه لو كان مطلوبا لما كان قصد مركزا للامن العام اللبناني لتجديد اقامته حيث تم حينها توقيفه.
وعلى الرغم من "الاوقات" الطويلة التي قضاها الموقوف ملاذ مع "عموري"، فانه لم يعد يذكر ملامح ذلك الرجل حيث امتنع عن اعطاء مواصفاته قائلا: "لم اره منذ العام 2012 ولا اذكر مواصفاته، فرجل مثله ما بيهمني بنوب". وفي المحصلة، فان المحكمة قررت امس برئاسة العميد الركن الطيار خليل ابراهيم ادانة المتهم واحالة نسخة عن ملفه الى محكمة الاحداث لتحديد العقوبة المناسبة له كونه قاصرا.
وبحضور مندوبة الاحداث نسرين فرحات ووكيله المحامي محمد صبلوح افاد ملاذ اسعد ان ما كتب في التحقيق معه قد تم تحت التعذيب نافيا اي علاقة له بالتهم المنسوبة اليه، مؤكدا انه لم يهرب مع عموري، ولم يشاركه سوى في العمل. وفي مرافعته اعتبر المحامي صبلوح بعد ان طلب ممثل النيابة العامة القاضي سامي صادر ادانته واحالة الملف الى محكمة الاحداث لتطبيق العقوبة المناسبة بحقه، ان موكله لو اراد القتال في سوريا لما كان هرب الى لبنان بسبب الحرب بعد مقتل خطيبته، لافتا الى ان عموري اوقع الكثير من الشباب وفرّ الى سوريا طارحا عدة علامات استفهام حول الاخير وكيفية تمكنه من الفرار الى سوريا. وطلب للمتهم البراءة وفي حال ادانته احالته الى محكمة الاحداث.
(المستقبل)