أظهرت نتائج الإنتخابات البلدية في البقاع حالة من التململ الشعبي بوجه حزب الله وقد ظهر ذلك بوضوح من خلال هذه النتائج وما تبعها من مواقف، وما كانت اللوائح العائلية المنافسة للحزب سوى بداية لتكريس حالة الإعتراض على سياسات الحزب وتهوره على اكثر من صعيد .
سياسات الحزب المجنونة :
وعلى ما يبدو فإن كرة الثلج هذه آخذة بالتدحرج في مناطق الحزب تحديدا، وذلك على خلفية سياسات الحزب محليا وإقليميا وبالأخص في الموضوع السوري.
لقد كانت سياسات الحزب المجنونة هذه سببا وجيها لحالة الإعتراض لما تركته من آثار سلبية كبيرة على مستوى الطائفة الشيعية ككل اقتصاديا وإجتماعيا وسياسيا، وقد كلّفت هذه السياسات لبنان واللبنانيين والشيعة خصوصا آلاف القتلى و الجرحى والمعوقين في حرب عبثية لا طائل منها سوى مساندة النظام الفاشي في دمشق.
ولذا فإن هذه السياسات لا بد أن تترك أثرها على الواقع المحلي للحزب وعلى بيئة الحزب القريبة ، وكما كانت نتائج الإنتخابات البلدية في البقاع، سيكون يوم الأحد القادم موعدا جديدا للحساب في منطقة الضاحية الجنوبية، حيث سيعبر اللبنانيون عن رأيهم بالإنقلاب السياسي الذي شهدته أجندة حزب الله محليا وإقليميا، وسيقول الناس كلمتهم وستعبر صناديق الإقتراع كما في البقاع عن حالة الرفض والإعتراض على هذه السياسات القاتلة التي قضت على كل الإنجازات التي سطرها اللبنانيون وأهالي الضاحية الجنوبية تحديدا.
بلدية الغبيري :
في هذا السياق تشهد بلدة الغبيري وهي البلدية الأكبر في الضاحية سباقا ملحوظا بين اللائحة المدعومة من الحزب ولائحة العائلات، وتعتبر هذه الإنتخابات محطة جديدة ستبرز خلالها حالة الإعتراض أكثر وستتحدث صناديق الإقتراع عن رأي الناس وعن مدى إخفاق حزب الله سياسيا وإجتماعيا في تقديم أي جديد للبلدة وخصوصا عندما تحولت بلدية الغبيري إلى وحدة من وحدات حزب الله على مدى دورتين كاملتين ترأس خلالها البلدية ابو سعيد الخنسا الذي جعل من البلدية بالكامل جزءا من تركيبة حزب الله حتى على الصعيد التنظيمي.
إن هذا التحول سيدفع ثمنه حزب الله بعد أن أدركت عائلات الغبيري فشل الخنسا والحزب بشكل عام من تقديم اي جديد للبلدة خلال ولاية المجلس البلدي الحالي .
وعلى غرار نتائج البقاع التي أفرزت وجود حالة إعتراضية حقيقية ستكون نتائج بلدية الغبيري خصوصا والضاحية عموما لتؤكد أن حزب الله يشهد المزيد من التراجع على مستوى العلاقة بالمناطق والعائلات .