كشفت الانتخابات التمهيدية في ولاية وست فيرجينيا تراكماً للمشاكل التي تواجهها المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون وهي في طريقها إلى نيل ترشيح حزبها.
هيلاري خسرت بفارق كبير في هذه الولاية أمام منافسها برني ساندرز والسبب الأساسي هو أن ساندرز تمكّن من استقطاب أعداد كبيرة من المؤيّدين وهو يقود تياراً من الشباب في الحزب يميلون الى أفكاره الجذرية "اليسارية" ويسمّيها هو الديموقراطية الاشتراكية على غرار أحزاب مماثلة في أوروبا
ضغط ساندرز
يعرف المرشح ساندرز أن طريقه الى ترشيح الحزب صعب إن لم يكن مستحيلاً، فهو فاز حتى الآن في تسع عشرة ولاية، لكن فوزه لم يعطه عدد المندوبين ليتفوّق على هيلاري كلينتون وحاز على 1473 مندوباً بمن فيهم المندوبون الكبار وحازت هي على 2240 مندوباً وتتفوّق عليه بعدد المندوبين المنتخبين والمندوبين الكبار من نخبة الحزب الذين يؤيّدونها.
أما ما يريده ساندرز فبات واضحاً أكثر الآن، ويقول مات داليك من جامعة جورج واشنطن إن "هناك منطقاً لديه فهو يريد التأثير على البيان السياسي للحزب الديموقراطي ويريد التأثير عليها وعلى حملتها" وقد أثبتت المراحل الأولى من الحملة الانتخابية أن هيلاري تقدّمت خطوات باتجاه اليسار تحت ضغط حملة ساندرز.
مشكلة هيلاري كلينتون أن العمال في مناجم الفحم رأوا فيها مرشحة لا تبالي بهم وبوظائفهم، فبعدما خسرت الولاية أكثر من عشرة آلاف وظيفة في المناجم، قالت كلينتون في أحد مهرجاناتها الانتخابية إن المناجم ستقفل أبوابها.
خطأ هيلاري
المشكلة الأكبر أن أهالي ولاية وست فرجينيا يرون العمل في المناجم جزءاً من هويتهم وثقافتهم ووقوع هيلاري في الخطأ الخطابي مسّ عمق مشاعرهم وكذلك في ولاية كنتاكي المماثلة والتي ستشهد انتخابات بعد حين.
طبعاً اعتذرت هيلاري عن خطئها لكن التساؤلات تلاحقها، ففي الوقت الذي خسرت فيه الانتخابات في وست فرجينيا عاد موضوع الرسائل الإلكترونية الى الواجهة وتناقلت الأنباء أن ضباط مكتب التحقيقات الاتحادي اف بي اي حقّق مع مساعدين لها في قضية استعمالها محرك كمبيوتر خاص وبريد إلكتروني شخصي لدى تلقيها رسائل مصنّفة سرّية وكان يجب أن تبقى محمية وبالأحرى أن يتمّ تبادلها من خلال العنوان الرسمي لها في وزارة الخارجية عندما كانت وزيرة بين العامين 2009 و2013.
هيلاري كلينتون تتعرض أيضاً لضغوطات من الجمهوريين الذين يريدون القول إنها مسؤولة عن مأساة السفارة الأميركية في ليبيا عندما قتل السفير وعناصر الحماية، كما تريد حملة دونالد ترامب إلقاء المسؤولية عليها في حرب العراق العام 2003 فهي واقفت على طلب جورج دبليو بوش الرئيس الأميركي في حينه بإعطائه تفويض الحرب.
توحيد الجمهوريين
بالمقابل، يعزّز دونالد ترامب موقعه كمرشّح وهو الآن بدون منافس وحظي في انتخابات وست فرجينيا على 77% من أصوات الناخبين وعلى 61% من الأصوات في نبراسكا، وهذا تعبير عن قبول الناخبين الجمهوريين له أكثر من ما هو تأكيد في منافسة وهي غائبة.
يأتي كل هذا في وقت تتراجع انتقادات الجمهوريين للمرشح المفترض وتتصاعد الدعوات لتوحيد الحزب وراءه أما كل ما تريده كلينتون الآن فهو خروج ساندرز من المنافسة وبالتالي تصبح المواجهة محصورة بين المرشحة الديموقراطية والمرشح الجمهوري دونالد ترامب.
(العربية)