تتوجه جونية في استحقاقها البلدي الأحد المقبل الى معركة تنافسية بين لائحتين: الأولى، لائحة «جونية التجدد مسيرة عطاء» التي تحظى بتأييد العائلات ورعاية المهندس نعمة افرام والنائبين السابقين منصور البون وفريد هيكل الخازن إضافة الى حزب «القوات اللبنانية»، والثانية، لائحة «كرامة جونية» المدعومة من «التيار الوطني الحر» برئاسة جوان حبيش.

هذه المعركة كان يمكن أن تكون وطأتها مقبولة ومفهومة، لو لم تتداخل فيها عوامل عدة جعلت منها «أم المعارك» في جبل لبنان. ففي جونية اليوم مواقع تواصل اجتماعي تتبارى وأغنيات تبث ومسيرات سيارة ومهرجانات انتخابية لا تُعد ولا تحصى وحملات إعلانية مكثفة، تفوق ربما ما شهدته العاصمة بيروت وزحلة.

في الوقائع، أنه خيضت منازلات إعلانية وإعلامية حفلت بكلام غير مبرر وغير مسبوق في مقياس مراقبين حياديين، في حق المجلس البلدي الحالي برئاسة المهندس أنطوان افرام والذي يضم مختلف المكونات المجتمعية والسياسية والحزبية للمدينة. المفارقة في هذا الإطار، يقول أحد معمري المدينة: فؤاد شهاب ما حدا عرف قيمته إلا بعد رحيله بسنوات. لم يبق شيء اليوم حتى من المؤسسات التي أقامها. وتخيل أن يتم غداً بشحطة قلم تدمير كل ما أنجزه طوني افرام، كما كانوا قد كسروا سابقاً التماثيل»، في إشارة الى السمبوزيوم في النحت قبل 12 سنة الذي ترك بعده فنانون من العالم ومن لبنان منحوتات هدية الى جونية، أزيلت وحطمت. 

المفارقة الثانية تتمثل في عدم فهم من يهاجم من؟! فالتيار الوطني الحر الذي يدعم لائحة المرشح جوان حبيش، هو مُمثل في المجلس الحالي خير تمثيل ولم يعترض يوماً لا على أداء المجلس ولا على قراراته. ومن اختاره حبيش كنائب رئيس على لائحته، وهو روي الهوا، منتمٍ الى التيار كحبيش، وفي الوقت عينه يجسد العضو الفاعل في البلدية الحالية على صعيد الخدمات.

وفي الوقائع أيضاً، يُسجل للائحة «جونية التجدد- مسيرة عطاء» برئاسة فؤاد البواري، إطلاق برنامج طموح وضعه فريق افرام بالتفاهم مع كل مكونات اللائحة وحاز على إعجاب وتقدير الكثيرين، في وقت لم يُسمع بعد بأي مشروع خارج حملات خرجت عن كل الأصول المعمول بها، والقيم التي لطالما طبعت جونية وأهلها، وكان أن طالت هذه الحملات عائلة افرام بالتحديد. 

وبينما يبدو مسؤولو الدعاية الانتخابية للائحة «كرامة جونية» مرتاحين سلفاً لنتائج المعركة ويعربون عن ثقتهم بإحراز فوز أكيد لحبيش، تشير الماكينة الانتخابية المقابلة الى أن آخر استطلاعات الرأي التي جرت في جونية تتوقع تسجيل «مفاجأة مدوية من العيار الثقيل« لصالح «لائحة جونية التجدد مسيرة عطاء» بفارق جيد جداً، مع استبعاد أي عملية خرق، بناء على العوامل الآتية:

1 - تحالف العائلات مع سياسيي المدينة وعلى رأسهم النائبان السابقان منصور البون وفريد هيكل الخازن.

2 - الهالة المعنوية الكبرى في احتضان هذه اللائحة من قبل المهندس نعمة افرام.

3 - وقوف «القوات اللبنانية« الى جانب هذه اللائحة.

4 - حملة القدح والذم بحق عائلة افرام وقد أثارت رد فعل عكسياً وحالة امتعاض واسعة في جونية.

5 - عنصر الشباب في هذه اللائحة الذين يمثلون أكثر من نصف أعضائها إضافة الى الخبرة المتجسدة في النصف الآخر. ومن الشباب البارزين المرشح لنيابة رئاسة المجلس البلدي فادي فياض مدير عام مهرجانات جونية الدولية، والبطل اللبناني سيلفيو شيحا.

وتضيف أوساط «لائحة التجدد» الى ذلك كله، حراجة حجة حبيش في إظهار إنجازات تُذكر خلال توليه رئاسة المجلس البلدي، إذ تم تسجيل استقالات جماعية في عهده كادت تطيح بالمجلس البلدي ورفع دعاوى وصلت الى حد إصدار قرار ظني بحقه من قبل المدعي العام المالي!

وفي السياسة، تسجل الأوساط على «التيار الوطني الحر» حراجة لدى محازبيه ومناصريه في عاصمة الموارنة في تأييد حبيش، بعد تسجيل ثنائية قيادية أطاحت بالوفاق الشامل الذي كان يعمل عليه من جهة، كما تسجيل اعتراضات علنية على الحملات الشخصية التي طالت عائلة مشهوداً لها بعمل الخير الذي لم يستثنِ أحداً على امتداد الوطن، فكيف داخل مدينتهم؟