كشفت صحيفة "رأي اليوم" عن مصادر موثوقة أن الخلافات بين حركتي فتح وحماس تفاقمت، خاصة بعد أن انتابت الرئيس محمود عباس حالة غضب شديدة، بسبب تعرضه لهجوم من قيادة حركة حماس في قطاع غزة، بعد اتهامه بالمسؤولية عن حصار غزة، وحادثة وفاة ثلاثة أشقاء صغار حرقا، بسبب أزمة الكهرباء، وهو أمر قضى على فرصة عقد لقاء بين الطرفين، كما كان مخطط في العاصمة القطرية الدوحة.
وبحسب الصحيفة، فان عزام الأحمد رئيس وفد حركة فتح للمصالحة، أبلغ حركة حماس رسميا عبر خط الاتصال القائم مع نظيره الدكتور موسى أبو مرزوق، بأن حركة فتح غاضبة تماما من اتهامات قيادة حركة حماس في قطاع غزة، لعباس بالمشاركة في حصار غزة ما تسبب في حرق الأطفال الصغار الثلاثة قبل أيام في مخيم الشاطئ للاجئين بمدينة غزة.
وتخلل الاتصال إبلاغ حركة حماس – عبر الدكتور أبو مرزوق- أن ما قامت به من فعاليات عبارة عن مسيرات وهتافات مهينة للرئيس أبو مازن يمثل خرقا للاتفاق الذي جرى التوصل إليه في اللقاء الثاني في الدوحة، إذ اتفق الطرفان على وقف أي حملات هجومية من شأنها أن تعيد التوتر، خاصة وأن حماس قامت بتعليق لافتة ضخمة جدا وسط مدينة غزة، وضعت فيها صورة لعباس باسما، قد أحيطت صورته وصورة رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمد الله بالدماء، مقابل أكفان الأطفال الذين قضوا حرقا، وكتب على اللافتة الإعلانية “دماؤنا في أعناقكم".
وبسبب اشتداد الانتقادات والإهانات لعباس من قبل قادة وأنصار حماس في غزة، استحوذ الملف على مناقشة واسعة خلال لقاء الرئيس مع مدير المخابرات المصرية اللواء خالد فوزي الأحد الماضي.
وفي غزة قضى ثلاثة أطفال حرقا بعد اشتعال النيران في منزل العائلة، بسبب شمعة أوقدت بسبب انقطاع الكهرباء.
وتعاني كل مناطق قطاع غزة من انقطاع متكرر وطويل للتيار الكهربائي بشكل يومي، بسبب نقص الكمية التي يحتاجها السكان، وبسبب ذلك تم تبادل الاتهامات التي أدت للحادثة.
وتقول حماس ان الضريبة التي تفرضها السلطة على وقود محطة التوليد هي السبب، لكن فتح ردت بالتأكيد على قيام الحكومة بإعفاء هذه الوقود، وأن حماس تخلق الأزمات ولا تقوم بدفع ما عليها من التزامات مالية لشراء الوقود، خاصة وأن سلطة الطاقة التي تشرف عليها الحركة هي التي تقوم بجباية أموال الكهرباء.
وبسبب تفاقم الخلاف أكدت مصادر قيادية من حركة فتح، على اطلاع بما يدور من اتصالات، أن ذلك كله أدى إلى انهيار وفشل مساعي عقد اللقاء الثالث الذي كان الطرفان يستعدان لعقده في العاصمة القطرية الدوحة خلال الشهر الجاري، على أمل الاتفاق على حل نقاط الخلاف التي تعيق تطبيق اتفاق المصالحة وتشكيل حكومة وحدة، وتتمثل في برامج الحكومة وحل مشكلة موظفي غزة.
وهنا أيضا أشارت المصادر إلى أن شكوى حركة فتح عبر عزام الأحمد أوصلت للجانب القطري المشرف على الحوار، حيث ترجح حركة فتح أن الدوحة فقدت القدرة على الضغط على حماس لوقف التراشق الإعلامي، الذي أسفر عن فشل مساعي المصالحة.
وانتقد الدكتور فيصل أبو شهلا القيادي في حركة فتح، والمشرف على ملف العلاقة مع حماس في غزة الحملات الإعلامية التي تشنها حركة حماس ضد الرئيس عباس واتهامه بخلق الأزمات في قطاع غزة، محذرا من أنها تؤثر على المصالحة والعلاقات الوطنية.
وقال "إذا استمرت حركة حماس في حملاتها الإعلامية ضد الرئيس سيؤثر ذلك سلبا على المصالحة والعلاقات الوطنية”، واتهم القيادي في حركة فتح حركة حماس بأنها تريد إدارة الانقسام وأنها تعطل المصالحة بسيطرتها على غزة".
وأكد أنه لا يوجد حتى اللحظة أي موعد لعقد لقاء جديد للمصالحة.
(رأي اليوم)