انطلقت المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية في محافظات بيروت والبقاع وبعلبك الهرمل اللبنانية، الأحد، في ظل إقبال متفاوت من الناخبين، وإجراءات أمنية مشددة للجيش وقوى الأمن الداخلي داخل دوائر الاقتراع وخارجها وعلى الطرق العامة.
وتشكل هذه الانتخابات استحقاقا لم تشهده البلاد منذ ست سنوات، واختبارا للمجتمع المدني الذي يواجه للمرة الأولى في بيروت لائحة تمثل الطبقة السياسية التقليدية التي يتهمها بالفساد وتعطيل الحياة الدستورية.
وأوضحت وزارة الداخلية أن عدد الناخبين الإجمالي المسجل في هذه المناطق يبلغ أكثر من مليون ناخب، بينهم أكثر من 476 ألف ناخب في العاصمة وحدها. واقترع عدد من المسؤولين في بيروت صباحا، أبرزهم رئيس الحكومة تمام سلام ووزير الداخلية نهاد المشنوق ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري.
وقال تمام سلام، في تصريحات للصحافيين، بعد إدلائه بصوته في ثانوية “خديجة الكبرى”، بمنطقة عائشة بكار في بيروت، إن “لبنان أمام لحظة وطنية بامتياز، ونحن أمام مبارزة ديمقراطية يقول فيها الشعب اللبناني كلمته”.
وأمل سلام أن “يؤسس هذا اليوم بداية لشهر كامل من الاستحقاق الديمقراطي ينعش الحياة ويُشعر اللبنانيين بأن لهم كلمة في إدارة وطنهم”، مجددًا الدعوة لانتخاب رئيس جديد للبلاد بعد سنتين من الفراغ الرئاسي.
تتنافس في بيروت لائحتان كاملتان للفوز بـ24 مقعدا في المجلس البلدي موزعة مناصفة بين المسيحيين والمسلمين. وللمرة الأولى تواجه لائحة تحمل تسمية “بيروت مدينتي” ممثلة للمجتمع المدني وغير مدعومة من أي جهة سياسية، لائحة “البيارتة” المدعومة بشكل رئيسي من تيار المستقبل أبرز أركان فريق 14 آذار القريب من السعودية والتي تضم كذلك ممثلين عن فريق 8 آذار المدعوم من إيران والنظام السوري، أما حزب الله فلم يعلن عن ترشيح أي ممثل رسمي عنه في بيروت.
وأكد سعد الحريري، في تصريحات صحافية بعد إدلائه بصوته في ثانوية “شكيب ارسلان” بمنطقة فردان في بيروت، أن “اليوم هو عرس لبيروت، ويوم ديمقراطي بامتياز، ندلي بصوتنا بكل ديمقراطية وحرية”، متمنيا أن “تفتح هذه الانتخابات الباب للانتخابات الرئاسية والنيابية”، لافتًا إلى أن “هذه الانتخابات سياسية بامتياز وإنمائية أيضًا”. وأقر البرلمان اللبناني في يونيو 2014 قانونًا، بتمديد ولايته سنتين و7 أشهر حتى يونيو 2017، بعد تمديد أول أقر في 31 مايو 2013 لمدة سنة وخمسة أشهر، حتى 20 نوفمبر 2014، وهو التمديد الثاني للمجلس الذي انتخب أعضاؤه الـ 128 في العام 2009.
وتعد “بيروت مدينتي” نموذجا فريدا من نوعه في لبنان يتحدى الاصطفافات السياسية والطائفية. وتخوض هذه اللائحة الانتخابات على أساس برنامج مستوحى من حركة الاحتجاج المدنية التي شهدتها بيروت الصيف الماضي على خلفية أزمة النفايات التي أغرقت شوارع العاصمة وضواحيها.
ويقول متابعون إن اللائحة قررت أن تكون الصوت الشعبي في الانتخابات التي تجري كل ست سنوات، ويطغى عليها في المدن الكبيرة نفوذ الأحزاب وزعماء الطوائف.
وفي شرق البلاد يتمتع حزب الله، الذي يقاتل الى جانب النظام السوري، بنفوذ قوي في بعلبك الهرمل، ويغلب الطابع العائلي على الانتخابات في البلدات ذات الانتماء السياسي الواحد.
وتشهد مدينة زحلة ذات الغالبية المسيحية في البقاع المعركة الانتخابية الأبرز، إذ تتنافس بشكل رئيسي لائحة يترأسها مرشح من آل سكاف، أبرز العائلات السياسية في المدينة، مدعومة من تيار المستقبل، ضد لائحة ثانية مدعومة من الأحزاب المسيحية التقليدية بالإضافة إلى لائحة ثالثة مدعومة من عائلة فتوش المعروفة في المدينة. يذكر أن العملية الانتخابية انطلقت في مرحلتها الأولى الأحد على أن تجرى الانتخابات أيام الآحاد المقبلة حتى 29 مايو.
العرب